يخيل لي دوما ...
أنني أهرب بساق واحدة أو زحفا...
من بلاد منيوكة...
مزدحمة بالمأبونين...
و المحتالين و الظلام و الخونة...
بعد أن غرسوا فأسا في رأسي...
و شقوا جلدي من الجنب الى الجنب...
أهرب غير ملتفتة الى الوراء...
بلا دماء و لا أثر...
بعروق باردة خالية من الحب...
و الذكرى و الوفاء
و الوطنية المزعومة ....
بعد أن خسرت أحبتي
بيتي ..
و سمعتي التي لا يهم
ما إن كانت ناصعة البياض...
أو سوداء ملطخة بالأكاذيب...
والإتهامات و أحكام السجن و النفي و الإعدام...
أهرب إلى أن ألمح في الأفق البعيد..
ضوءا قرمزيا ...ورديا و أبيض أحيانا...
يبدو المكان بلا رأس و لا عقب ...
جزيرة في البعيد البعيد...
بلا حكام و لا عباد...
إلا الطير البديع و القرنفل و الماء الرقراق...
و الرب ربما في زاوية رطبة يبتسم ...
وأنت...!
أنت تستقبلني دون خدم و لا بوابة عبور...
بأصابعك التي من الفيروز و اللازورد...
و العقيق و المرمر الخرافي...
تسحبني برفق ...
تقول لي بنغمة عجيبة :
مرحبا بالكونتيسة الشريفة...
في بيتك الذي من شغف و هيام ...
لا بؤس فيه و لا عذابات...
لا دم و لا قيء و لا جراح...
سوى الضوء و السهر و السمر...
و الشراب الأحمر المقطر من القلب...
هذا مرقدك و مأمنك في كف يدي النقية...
دون سوابق و لا جرم و لا عقاب...
حينها فقط و إن تمكنت من الهرب...
على هاته الشاكلة ...
سأكون امرأة سعيدة ...
كونتيسة شريفة
بريئة من الشر و العبث و الإختلالات !
مروى بديدة
Comments