top of page
Search
Writer's pictureasmourajaat2016

يخيل لي دوما ... للشاعرة التونسية الشابة مروى بديدة


يخيل لي دوما ...

أنني أهرب بساق واحدة أو زحفا...

من بلاد منيوكة...

مزدحمة بالمأبونين...

و المحتالين و الظلام و الخونة...

بعد أن غرسوا فأسا في رأسي...

و شقوا جلدي من الجنب الى الجنب...

أهرب غير ملتفتة الى الوراء...

بلا دماء و لا أثر...

بعروق باردة خالية من الحب...

و الذكرى و الوفاء

و الوطنية المزعومة ....

بعد أن خسرت أحبتي

بيتي ..

و سمعتي التي لا يهم

ما إن كانت ناصعة البياض...

أو سوداء ملطخة بالأكاذيب...

والإتهامات و أحكام السجن و النفي و الإعدام...

أهرب إلى أن ألمح في الأفق البعيد..

ضوءا قرمزيا ...ورديا و أبيض أحيانا...

يبدو المكان بلا رأس و لا عقب ...

جزيرة في البعيد البعيد...

بلا حكام و لا عباد...

إلا الطير البديع و القرنفل و الماء الرقراق...

و الرب ربما في زاوية رطبة يبتسم ...

وأنت...!

أنت تستقبلني دون خدم و لا بوابة عبور...

بأصابعك التي من الفيروز و اللازورد...

و العقيق و المرمر الخرافي...

تسحبني برفق ...

تقول لي بنغمة عجيبة :

مرحبا بالكونتيسة الشريفة...

في بيتك الذي من شغف و هيام ...

لا بؤس فيه و لا عذابات...

لا دم و لا قيء و لا جراح...

سوى الضوء و السهر و السمر...

و الشراب الأحمر المقطر من القلب...

هذا مرقدك و مأمنك في كف يدي النقية...

دون سوابق و لا جرم و لا عقاب...

حينها فقط و إن تمكنت من الهرب...

على هاته الشاكلة ...

سأكون امرأة سعيدة ...

كونتيسة شريفة

بريئة من الشر و العبث و الإختلالات !

مروى بديدة

11 views0 comments

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page