يا سائرا على أعتاب الذّكريات قصيدة للشاعرة التونسية الرقيقة المتميزة نعيمة المديوني
- asmourajaat2016
- Jul 15, 2019
- 1 min read
يا سائرا على أعتاب الذّكريات
يقتلني صمتك .....
أراك عصيّ الدّمع
تعاند الدّهر ......
تحتسي الحنظل
تسير وراءه مذهولا .....
تخاله خمرة ......
من زاوية الأيّام يتجلّى قمر
يغيّر ظلمة اللّيل قناديلَ ......
ترسل آهاتٍ كالأيّام حائرة
أ ليوم لقاء تهفو أنفاسك ؟
أم لطيف حبيب غاب قبل الفجر
تاركا في القلب لوعة ؟
بربّ الشّمس قللي ......
أ عزْف الرّبابة أجّش سواقي المدامع ؟
أم شدو الحسّون
ألقى بك بين الأمواج سابحا ؟
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
ابشر يا فؤادي .......
هذه النّجوم تسير بين يديْك
ملكة .......
تهدي أنوارها ......
تدعو العاشقين للسّمرِ
وهذه الطّبول تستقبل يوما جديدا
يبيح القُبل والتمرّغ على بساط النّعم
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
يا سائرا على جثّة الماضي
متعثّرا ......
ارحم سنين الهَجْر ......
شيِّد للصّبر معبدا ......
سِر على الأشواق كالطّاووس
منتفخا ......
كفكف الدّمع وامح على الخدّ السّواقي
مالي أراك عابسا ؟
كالدّهر تذرف أدمعا .......
أ هَجْر الدّيار أجّج لوعتك ؟
أم تعنّت الأقدار داعب المآقي الحانية ؟
يا سائرا على بقايا الذّكريات
تجترّ ما فات .......
كشهريار يدفن مع الفجر خيبة
أيّامه عاتمة تتقيّأ ألما ......
مالي أراك كئيبا ؟
وقد وهبت للعمر أحلى زهرة
طفلة صغيرة لا تعرف الحبّ
تحوم حول حدائقك متلهّفة
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
أ يا ليالي السّهاد تجبّرتِ
تكبّرتِ ......
احترقت كشمعة ......
كالورود على الشّفاه ......
أذبلتها الوعود .....
كغزَال في البراري ......
طارد الهوى نشوان ......
تولّد بين أضلعه نور كالشّهاب .....
يروي الأديم بِشرا .....
يا غيوما كفكفي الدّمع
لن تطول في المدينة ظلمة .....
ستنفجر الينابيع.. غفلة ......
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
يا ليالي السّهاد ......
التحفي الياسمين عطرا
انحري على شفا الوادي سنين الهجر .....
تنبت سنابل الخيْر ......
أين ذاك الطّفل ؟
كان هنا... يسبح في الشّريان
يغرس زيتونا
ينثر حبّات الرمّان زهْرا
تتراقص النّجوم فرحا بمقدمه
تحتضن العناقيد لهفة ......
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
يا سائرا على أعتاب الصّمت
ارفع إلى السّماء عينيْك
تتجلّى الأماني كعروس بكر
كنجمة ألقت بنورها
في لجج الهوى فتنت بسحرها ......
تدعو للأحضان نجمها
نبتت للّيل أجنحة
هبّ من صمته
انتشر قبل الأوان نور ......
انحبست المدامع ......
ماظلّ في اليمّ غير فؤاد ونجم
وما زال الزّمان يشيّد للأقدار مرسما
يعلّق على جدرانه صورا للريحان والعنبر
نعيمة المديوني
Comments