* يا خالقي من اسطر الورقة قصيدة من حبر الشاعر التونسي الجنوبي المختار المختاري 'الزاراتي'

يا خالقي من اسطر الورقة

ومن ليل عاشق لسكن القلب في صميم المحرقة

أكمل جميلك وأرحني من قلق الحياة

وأنا معلق في حبل مشنقة

ذي بلاد كلّ ما فيها همّ وغمّ وحزن

وتعب روح في لهب الجحيم كأنها أشباحا معلقة

أطلق سراحي

وأكتب على جلدي وصيتك للقادمين

من قسم المنجل والمطرقة

ورابع المواعيد منتهاها

ووعد الذهاب حتى منتهى الأخطار المحدقة

يا خالقي من سقم الزمان

ترياق لكلّ قلب عانق روحه تحت شمس مشرقة

وخلق من عدم الظلمة ليل للحلم

وللشفاه المأخوذة بالغفلة... المطبقة

قال كلّ الصمت في صرخة واحدة

وأكمل القصيدة بنغم من سحر الليالي المرهقة

أرقا يحمل القلب إلى سكر القوافي

ويجنح في كلّ منعطف لكمال المعنى في الأفعال الخارقة

لي في كلّ بياض حبر تركته مسكوبا على خارطة الحبّ

ولي في كلّ شارع بصمة ساحقة

أنا الذي عشت أيامي ثملا

بحبّ بلاد من حلم

أو من حقيقة ليس لها تخمينات مسبقة

هي أرض كان لها تاريخ في النضال

ولها في كلّ كتاب علامة فارقة

واليوم رقص على جثتها كلاب

خانت رغيفا الحبّ

لأجل أرقام من زبل الأعداء

ومن غائط ثلج غلمان أياديهم في دمنا سارقة

ووجوههم في تاريخنا مارقة

يا خالقي من اسطر الورقة

ومن ليل عاشق لسكن القلب في صميم المحرقة

أكمل جميلك وأرحني من قلق الحياة

وأنا معلق في حبل مشنقة

لي شعب كبله الجهل

وجهالة قوم ساسوهم كهان الأكاذيب المخوزقه

وساقوهم سوق البعير للذبح في زمان الخيانة الصادقة

وصدقوا كذبتهم

في صمت آهل الفكر والقول الحكيم

المكبلون بحاجات الحياة المارقة

والتفوا كما الإخطبوط

على رقاب من اشتروهم بالوهم لركوب ظهورهم

ونسوا أنّ للريح شبيبة تصنع التاريخ بصفعة قبضة خارقة

هم الغد الذي لا مفرّ من قراءته

إذا ما الألباب فتحت بصيرتها على غد الوطن

ومصير زمانه الوالد لكل أرواحه العاشقة...

ذات سكر كوروني

19/01/2021

المختار المختاري 'الزاراتي'