top of page
Search

يا أبتِ قصيدة للشاعر العراقي المتألق جبار الكواز

Writer's picture: asmourajaat2016asmourajaat2016


يا أبتِ

لا تؤاخذْنا فما أبصرْنا الشمسَ ولا القمرَ

يسجدانِ

ولا انصابُهم

وشمَتْ

مصائدَها في الأزقّةِ

فذئابٌهم تتربّصُ بنا

وثعالبُهم نهازةٌ لعثراتِنا في الحقول.

وأنهارُنا سرقها جبُّ الغفلةِ

وسقوفٌ بيوتِنا

تعرّتْ.بغضبٍ

فما عادتْ تتحمّلُ وطءَ أكاذيبِنا

ولا أثقالَ خطبِ الهواءِ حينما تصفّقُ المقابرُ للرمادِ.

ياأبتِ

وانتَ خلفَ ستارةِ طينٍ

دعْنا مع الألمِ

فلقد أثقلتْ كواهلَنا خطىً خسرناها

حين آنقلبتْ ظلالُنا أوهاما

كتبَتْها ممالحُ

أنفاسِنا وهي

تتربّصُنا خوفا

من لئامِ الريحِ .

ياأبتِ

ما زال الوقتُ يدورُ

عكسَ أنينِ الساعاتِ.

أهلي نيامٌ

مازال فجرُهم يلتحفُ زوايا القرى

ليؤذّنَ كآهةِ شمسٍ

وهو يراوحُ بين الذلّةِ والسلّةِ

في المرآة.

ياأبتِ

أمسِ وقفتُ أمامَ صورتِكَ

لِمَ لم تكنْ مبتسما فيها

وانتَ من علّمني

إبتسامةَ أحلامِك

الموؤدةِ؟!

أكنتَ تعلمُ انّ الغدَ خائنٌ مثلَ الامسِ ؟!

وهو يضيّعُ خاتمَهُ السحريّ

في ضفة الفراتِ

أ كانتْ عيناك تحوكانِ الأفقَ عباءاتٍ؟!

وما زالت أشجارُنا

تعرى

من وهمِ الرؤيا

وأنهارُنا خُتِنَتْ بلا صلاة؟!

ياأبتِ

من غيرُكَ يصنعُ لي أغنيةً سأردّدها

في مقبرةِ العائلةِ

شارةَ وعدٍ

لا يهملُها السيفُ

ولن

تكتبَها الايامُ؟!

 
 
 

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating

Join our mailing list

Never miss an update

© 2023 by Glorify. Proudly created with Wix.com

bottom of page