top of page
Search
Writer's pictureasmourajaat2016

وما هو خائن ولا كان ولا كان خوانا المُترجم الشّاعر وَ السّارد الأديب الأستاذ ( عبد المجيد يوسف )


ِسْتضاف نادي الشّعر في أمسيته الأسبوعيّة بعد ظُهر يوم الجمعة المُنْقضي ( 3 أفريل 2019 ) المُترجم الشّاعر مُتعدّد المَلَكَات الأستاذ ( عبد المجيد يوسف ) لِيُنْصِتَ إليْه في هواجسه وَ تأمّلاته وَ آرا ئه حوْل ترجمة الشّعر التي نهض بها ، وَ لا يزال ، منذ عقد من الزّمن على الأقلّ . وَ الأستاذ ( يُوسف ) ، كمَا جا ءَ فِي تقديم صديقه الشّاعر الأستاذ ( سُوف عبيد ) حاصل على أكثر مِن شهادة علميّة مرموقة مِن بينها الأستاذيّة في اللّغة وَ الآداب العربيّة من جامعة تونس الأولى ، وَ الدّبلوم العالي للّغة وَ الدّراسات الإيطاليّة من الجامعة نفسها . كما تحصّل أيضا على شهادة الدّراسات المُعمّقة في اللّغة وَ الآداب العربيّة من جامعة سوسة ... وَ إلى ذلك فإنّ ضيفنا الأستاذ ( عبد المجيد ) مُبدع مُتعدّد المَلَكَاتِ ، فهوَ شاعر وَ قصّاص وَ روائيّ وَ ناقد وَ مُترجم أصدر حتّى الآن قرابة الثّلاثين كتابا ، وَ لا تزال عشرات المخطوطات الأخرى تنتظر الطّبع وَ النّشر ... وَ لا شكّ أنّ هذا الغِنى في مُمارسة الكتابة عند ضيفنا هو ما دفع مُقدّمه ( سوف عبيد ) إلى اعتباره نسيجَ وحده في الأدبيْن التّونسيّ وَ العربيّ ، ممّا جعله يتقدّم بتوصية إلى اتّحاد الكتّاب التّونسيّين وَ إلى وزارة الثّقافة من أجل العمل على نشر الأعمال الأدبيّة الكاملة لِضيْفنا حتّى تنتفعَ الأجيال الحاضرة وَ القادمة بها وَ حتّى ينال هو التّكريم الذي يستحقّه...

إثرَ ذلك أُحِيلتِ الكلمة إلى الأديب الأستاذ ( عبد المجيد يوسف ) فاختار أنْ يتكلّم إلى جمهور الحاضرين عن تصوّره لترجمة الشّعر من اللّغة العربيّة وَ إليها وَ ذلك تحت عنوان : (خيميا ء التّرجمة الشّعريّة ) . وَ مع أنّه اعتمد قوْلةً للأديب الإيطاليّ الشّهير ( دانتي ألجيري ) يرى فيها أنّ ملحمة هوميروس ( الإلياذة وَ الأوديسّة ) يستحيل نقلُها إلى اللّغة الإيطاليّة ، فإنّ المُترجم الضّيف الأستاذ ( يوسف ) رأى أن جميع الآثار الإبداعيّة الكوْنيّة حاضرا وَ ماضيا وَ مُستقبلا تظلّ قابلة للنّقل بين لغة الانطلاق ( اللّغة المُترجَم منها) ، وَ لغة الوصول ( اللّغة المُتَرجَم إليها ) ، لكنّه لم ينفِ الصّعوبات الجمّة التي تعترض أيّ عامل في هذا الميدان ( وَ قد خَبَرَهَا هو نفسه على مدى عشر سنين انكبّ فيها على نقل النّصوص بيْن ثلاث لغات يُجيدها ، وهيَ العربيّة وَ الفرنسيّة وَ الإيطاليّة ) . وَ لعلّ أهمّ هذه الصّعوبات ، في رأيه هما : أوّلًا الهاجس اللّغويّ حيْث إنّ كلَّ لغةٍ تُقطّع الواقع بطريقة خاصّة بها تختلف فيها عن غيرها من اللّغات ، وَ ثانيا الهاجس المُتعلّق بالسّجلّ الأخلاقيّ وَ المُتباين بين اللّغات بما أنّ لكلّ لغة روحها الخاصّة بها ... وَ قد وجد الأستاذ ( عبد المجيد يوسف ) بخبرته في هذا الإطار أنّ حلّ مطبّات التّرجمة هذه يكمن في عمليّة التّوسّط بحيْث يكون النّصّ المُترجم مهضوما في لغة الوصول دون أن ينمسخ فيفقد خصوصيّته الدّالّة على نسبه في لغة الانطلاق ، ناهيك أنّ غِنَى الدّلالات في النّصّ الأدبيّ يُساعد أيّ مُترجم مُتمكّن من حرفته على أنْ يشتغل بين اللّغتيْن في أريحيّة ، فالمُترجم ليس قدره أن يكون ( خائنا خوّانا ) ، كما راج قديما ، وَ لا يزال يروجُ ... وَ قد عرض كثيرا من النّماذج الشّعريّة القديمة وَ الحديثة الدّالّة في شتّى الآداب على جدارة كلّ نصّ إبداعيّ حقيقيّ بالتّرجمة مُستخرجا كلّ مرّة بعض الحقائق عن هذا المُختَبَر الحيويّ وَ الذي يُعدّ علامة بارزة على غنى الآداب وَ تطوّر الشّعوب وَ الأُمم وَ الحضارات ...

وَ إذْ فُسحَ المجال للحاضرين كي يتفاعلوا مع أفكار ضيفنا فقد جا ء ت تدخّلاتهم مُرحّبة بِ ( المجيد ) مُمتنّة لِجهده الشخصيّ المبذول لإغنا ء الأدب التّونسيّ وَ العربيّ ، وَ مُمتنّة له خاصّة لحدْبِه على أصوات شعريّة تونسيّة نقل إنتاجها ، وَ لا يزال ، إلى اللّغة الفرنسيّة وَ إلى غيْرها من اللّغات ... فشكرا جزيلا لضيْفنا العزيز الأستاذ ( عبد المجيد يوسف ) على تشريفه لنادي الشّعر بالحضور في أمسيته هذه مُتجشّما مشاقّ التّنقّل من مدينة ( حمّام سوسة ) إلى العاصمة ترافقه زوجته أختنا وَ صديقتنا الشّاعرة الأستاذة ( سهام صفر ) ، وَ شكرا لجمهور نادي الشّعر الوفيّ لعملنا الأسبوعيّ دون انقطاع منذ بداية شهر أكتوبر الماضي .

*** عـــــــبـــــد الـــــــــعزيـــــز الـــــــحَـــــــــــاجِّــــــــــي ***




19 views0 comments

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page