وطني {الشاعر عزيز الوسلاتي (التونسي) يكتب من المنامة - مملكة البحرين.

هل أحبك يا وطني؟

لست أدري أنا

غير أني إذا ما الجناة جنوا

والطغاة طغوا

وابتغوا معهم عملاء يعيثون في السر والعلن

قسما وطني

لا أمد يدي للطغاة الجناة... و لا أنحني!

هل أحبك يا وطني؟

لست أدري أنا

غير أني إذا هرعوا من دياجي طوائفهم كالوبا العطن

نفثوا من سواد شرائعهم ضلة الوهن

قطعوا باعوجاج ذرائعهم لحمة بسدى الوطن

زرعوا في فجاج فظائعهم بذرة الفتن

عظما وطني

بالوفاء أدين مدى الزمن!

هل أحبك يا وطني؟

لست أدري أنا

غير أني إذا ما علا صوتهم في منابرهم

يعلنون انتماءاتهم للصقور

لا أرى غير شر كواسر تنطح صم الصخور

وأرى نائحات يمجدن دهرا دجا في غياهب تلك العصور

وأنا يا بني

لا أريد أرى ما تسجى بلحد الردى من ذرى وطني

هل أحبك يا وطني؟

لست أدري أنا

غير أني إذا سكنوا جبل الذبح وانطلقوا في عمى غيهم

ودسيسة خستهم

وأباحوا دم الدمن...

قيل عنهم: شباب

بهم طفحت ذكريات الطفولة في شيخهم

فصلهم - عند حربائهم - عن ذويهم يجنّبهم ربقة الوثن

و" عقاربُ " منتجَعٌ سوسُه ناخرٌ خضرة الفَنَنِ

في بشائر هم بثقافتهم يحكمون عرى السنن

في رياضتهم يصقلون مُدَى الإحن

يتقنون الرماية... الله أكبر...

يا سوأة الكفن!

وطني... يا هوى الروح والبدن

يا ندى الدمع والحزن

لست أنعاك؛ بل طائر التوق ينهض من جذوة في الرماد

أنادي: بلادي ألا فاشهدي:

إنني أفتدي وطني!

هل أحبك يا وطني؟

لست أدري أنا

غير أني إذا ما رأيت غرابا يزيح ترابا

يري لأخ كيف بعد القتال يواري أخا

يعتريني ضنى... ويؤرقني شجني!

هل أحبك يا وطني؟

لست أدري أنا

غير أني إذا رفرفت راية

ونشيد دوى " بحماة الحمى...."

بالندى تمتلي أعيني

وقشعريرة تحتوي فنني!

هل أحبك يا وطني؟

لست أدري أنا

غير أني إذا صاح بي وطني

قلت: لبيك يا مأمني!

ويقول جوى وجعي:

من يخن يلعن!

هل أحبك يا وطني؟

لست أدري أنا

غير أني إذا ضاق صدري على رحبه

فاض قلبي على قبره

أستغيث... أنادي: أيا سكني

لنشيد يدا بيد

ولنغن معا لغد

ولنعد - ملء أرواحنا والدم - :

من يخن يلعن!

من يخن يلعن!