اللّعبة انتهت، انتهى اللّعب، انتهى، من ثمّ، شوط لا تليه بداية
وعلى الـمؤرّخ...
أن يؤرّخ، كيفما اتّفق، الرّسالـــة: أن يؤرّخها كما شاء..
انتهينا نحن أبناء الخريطة
كيف، بالضّبط، انتهينا؟
مثلما، من قبلنا، انتهت الحياة
وما انتهى، من بعدنا، اللّغط الوجوديّ، الرّتيب
وللمؤرّخ أن يؤرّخ ما رأى:
عبثيّة الإنسان بين بداية ونـهاية
وعليه أن ينسى السّماء وهذه الأرض الشّحيحة
أن يلمّ هراءه في صرّة ليقول وهو مودّع:
كنّا، هنا والآن، باللّونين: أبيض أسود
الشّطرنج رقعتنا الأثيرة
فوقها نحيا، نموت ولا حياة لكائن من كان في دنيا سياستها كما الشطرنج في أيدي الأبالسة الطّغاة
كأنّنا كنّا وما كنّا
وما هذا التّراث
تراثنا الـمدموغ باللّونين: أسود، أبيض
إلاّ دليل فساد مصدره
هنا والآن، للفئران أن تتلمّظ التّاريخ مهزلة فمهزلة
وللحكماء، إن وجدوا، هنا والآن، أن يتنزّهوا بين الحقيقة والمجاز
وأن يروا، في الكائن، الكينونة الخطأ، اليد الشّوهاء والوجه - القناع
كأنّنا كنّا وما كنّا
وما هذا الرّثاء رثاء مرحلــــة فقط نحيا مهازلها..
ففي تاريخنا الدّمويّ ما يدعو إلى ندب الخدود
وما يثير شماتة الأعداء
كم كنّا وما زلنا معيزا
هكذا أستخلص المغزى من الـمعزاة في تاريخها ومن الضّباع تزيّن الـمرعى لها
أو هكذا كنّا ولم نكن..
التفتوا جميعا: لن تروا إلاّ الخراب حديقة وغراب پو
لا نار في الصّوّان
لا صوّان في الأيدي الّتي استولى على حمّى أصابعها الرّعاش
ولا كذا في أيّ شيء تشتهيه الأنفس الوحمى
الحقيقة حنظل
والنون في صحرائـها تثغو
بحرقة نعجة فرّت من المدعوّ دوللي
هكذا الأشياء تبدو
هكذا تبدو الحقيقة: أنّنا نمضي كما جئنا
فهل جئنا لنمضي هكذا
فقراء إلاّ من هراء القادرين على الهراء؟
زردة في 23 ماي 2019
Comments