إليهما آدم وحواء
أوصيك بـي
يا من أهيّئــه أنا لـيحبّني
أوصيك بي
يا من أهيّئها أنا لـتحبّني
أوصيكما، وكلاكما كلأ لهذا القلب، بـي
أوصيكما خيرا ببعضكما وبي
بعدي، الـمدى لكما وتحتكما أنا في هوّة
وكلاكما في قوّة
فتعانقا فوقي بحيث أراكما
وكما أحبّكما أنا
اللّه ما أعلاكما
تتآمران عليّ مبتسمين، ما أبـهاكما
وتردّدان معا: هنا كنّا وكان.. وكان يمكن أن نراه هنا
أنا أو أنت في فرضيّة ما
يختفي ليعود مبتسما ببعض قصيدة لا تستوي وإن استوت
ويجيء من جهة المجاز فلا نراه ومن جهات جمّة، أخرى
فلا نلقاه إلاّ حالة شعريّة في آلة لغويّة مجنونة
اللّه ما أحلى سعادته بنا
يبكي ويضحك مثل طفل هارب للتّوّ من فزّاعة في حكم حفّار القبور
وما ألذّ حديثه عنّي وعنك
كلاكما، - متحدثا-، في هذه الدنيا، أنا
فتعلّما الإيثار، كونا آخرين
بحيث لا تريان إذ تريان إلاّ هذه الدّنيا بحكمة عاشقين
اللّه ما أحلاكما
يـحكي ويشربنا معا في قهوة تركيّة
ونراه وهو هناك فينا قادما منّا إلينا
اللّه.. مات ولم يـمت
سنموت من فرح إذا عادت يداه
وضمّتانا، عاشقين، إليه
وهو العاشق الـمعشوق في ما نحن نحمله
ثلاثتنا، هنا والآن، "ثالثة الأثافي"
ما مضى أو ما سيأتي: زئبق الزّمكان في زمكانه
أوصيكما بي، قال.. من مات، انتهى
وأنا، كما تريان، متّ ولم أمت
ما دمتما بعدي، على قيد الـمحبّة والحياة
كلاكما بي كائن في راهن هو رهن عزرائيل قد يأتي غدا
وأنا بفضلكما سأبقى ميّتا حيّا
وإنّي كائن بكما متى أحببتماني حاضرا أو غائبا
العالم اسودّت صحائفه
فكونا عاشقين وأنجبا بشريّة أخرى
بـمنأى عن أذى الـمتغيّر اللّوطيّ والدّستوبيا
من حيث أنّكما يدي
كونا يدي
وتـماديا في خفق ما تريانه وطنا بـمضمون جديد
أنتما رجل إلى امرأة
أو امرأة إلى رجل
خلاصة كلّ شيء في الوجود
كلاكما أصل الوجود وسرّه
وكلاكما لو تدريان أنا
فكوناني، أكن حيّا
وكونا "خير من تسعى به قدم"
أنا سأنام، بعدكما، قرير العين بين قصيدة وقصيدة
وعليكما، من ثمّ، أن تتجاهلاني
كم أحبّكما أنا في الحالتين:
وأنتما تتعانقان بشدّة
أو أنتما تتعاركان على مسافة ضحكة منّي
أنا؟ - أصغي ولا أصغي
فلا تتعاركا أرجوكما
وتجاهلا أنّي جعلتكما معا
كونا معي ضدي أنا
كونا أنا
زردة 20 ماي 2019
Comments