وصفة الحياة: كي لا تموت بسرعة * شعر يوسف رزوقة

كي لا تموت بسرعة، لا تلتفت. فإذا التفت، أضعت إمكانية اطمئنانك الروحيّ واستغرقت في دنيا سواك

إذا أفقت، مجددا، من غشيةٍ لحقتك أو من صدمة، لا تصطدم إلا بنفسك. لا تقل أفٍّ لها - وإن اصطدمت بها - وقل ما يجعل الشوك الذي فيها حريرا

كي ترى يوما إضافيا بحيث تعيشه وكأنه مليون يوم عشه مبتسما وأنت على حصانك. إن كبا، أنهِضه واستعطِفه حتى تبلغا المَبغى معا.

وإذا خسرت حياتك الدنيا، انتقم منها بأن تبقى على قيد الحياة وأنت فيها، كل دنياك: الحياة إذا بكيت، وقلما تبكي، ابْكِ كالخنساء واستعمل دموعك خير قنطرة فتمطر، بينما تبكي، السماء

الموت متفق عليه فلا تمت، من ثم، مَجَّانا، كأنك لم تجئ أصلا

الحياة ذريعة، أُمّ الذَّرائع غالبا. عشها بغير تَذَرُّع ودع التذَرُّع عاهة العاهات للفقراء. أنت سألت نفسك: من أكون؟ فهل عرفت؟ إذا عرفت فكن على علم بأنك لا محالة هالك. العيب أنك حالم كالواهم.. انس غرورك البشريّ واتبعني: هناك مكانك، اجعله الملاذ الرحب، جنتك الجديدة أيها المغرور واشكرني ولا تقطع يدي!

ما الأمر؟ هل تخشى زوال نفوذك؟ استولت دمى عملاقة من حيث لا تدري على أحلامك؟ اجعل مجمل الخسران نقطة أرخميدس في حياتك وانس كونك لم تكن إلا مجرد قائم بمهمة برقية واضحك على ما كان منك وقل: على القرف الجحيم!

اللافت: استقرارك.. استقرارك المستنقعيّ: ألم تجد ما يدهش؟ اجعل يديك على يديها واترك الباقي لسنجاب الحواس فأنت فَجٌّ فانقلب، من ثم، شيئا ناضجا كي تفرح امرأة إلى مرآتها

لتعيش يومك، عشه كالأعمى بعُكَّازين.. عُكَّاز تهُشُّ به على الأغنام والأيام والأحلام والثاني لتأديب الأماكن وهي فيك سواكن عذراء للتحريك..

محتار لأنك قد تموت وتترك الصندوق بعدك؟ كيف تتركه،؟ لمن؟ لا ترتجِل بالرأي واسمعني: من الآن، اجعل الصندوق بين يديك، وزِّع محتواه على فراخك دون إبطاء وسافر دون إبطاء إلى حيث اشتهى العفريت فيك.. فأنت إن أبطأت، مت كأيّ وغد لم يعش إلا ليوم واحد وكما أتى برقا، مضى.

ماذا تَبَقَّى؟ - أن تموت كما تريد بحيث لا يبكيك، هذا إن بكاك، منافق، لا يستغلك كائن من كان، لست بحاجة قصوى إليه وأنت في عرس على قيد الحياة فلا يراك، كما تحبذ أن يراك، عداك أنت فأنت أدرى بالذي فعلته نفسك، أنت أدرى في الختام بحجمها: كم كان يزعجها الجحود وكم تأذَّت من أراذل عصرها في دولة الدستوبيا.

○ ماذا تَبَقَّى منك؟ - ذاك.. ○ وما الذي يعنيه ذاك؟ - كأنه سيزيف منتصرا على ثانتوس، رب الموت.. ذاك أنا أصارع صخرتي عبثا أدحرجها إلى تحت وأرفعها إلى أعلى فلا الجبل الأصم أحس بي ولا أنا ماض إلى حريتي فأعيشها وكما أردت مدى الحياة تونس 13 أوت 2020