كانت تحب الربيع
لأن قلبها ربيع ..
وفي الربيع كان ميلادها..
كانت تنتظر إخضرار شجيرات الورد
هي التي غرستها...
في صمت تنتظر
كنت أعرف عشقها للأرض في الربيع
كم كانت تحب ورد يديها
في حديقتنا الصغيرة....
وردتها البيضاء عجيبة
تنطق كل صباح باسمها
فهي تعرف من زرعها..
تعرف من سقاها..
تعرف من رعاها..
كانت تحنو عليها في حب كبير
والغرام بينهما لا ينتهي
انه كالعشق الأبدي
تحب وردها الربيعي
والورد يحبها كل ربيع...
شجيراتها تعودت على وجهها.. ورد الأبيض يعشقها
وهو معشوق
أصبح مجنونا بحبها ..
يعشق أصابعها..
يهديها كل صباح باقة الجمال
لا يلدغها بشوكها الدامي
التوافق بينهما ملائكي.
لكنها لملمت نفسها
وفي الربيع اختارت رحيلها
لم تمهلني لأحبها أكثر
ما كانت في موسم المطر تطل على الموت
نبهتني أن أنزع نعلي قبل اقتحام الحديقة
قالت :
الورد الأبيض يغضب من الغاصبين
ما فهمت يومها أن ما قالته وصية.
إذ رحلت في فجر ربيعي...
ما دريت أيضا أن الوردة غاصت في موتها
وغابت بلا وداع
كم كنت أجهل الورد...
فما دريت أن الورد يموت في غياب الحبيب
حاولت أن أكون لها الطبيب
لم أفلح...
حزنه كان أكبر من الربيع ..
وغادرت...واقفة.
موتها ما أقساه سريع..
أعوام خمسة بلا ربيع....؟!!
لكن الحياة للورد تعود..
هذا الصباح شاهدت وردة بيضاء
مشرقة في كسوتها الخضراء.
كالعادة... لم أر الورد يولد من جديد
في غيابك.. أنا يا نورة........
لا أعرف أسرار الربيع...
محمد بن رجب
Commenti