أعالي الجبال الموشّاة بالثلْج والزّيزفُون
ننطّ من السّور مثْل فراخِ الأوزّ
قبيل انْسدال الدّجَى
من حدَائقَ جيرَاننا أهلنا الكرْد
نقْتطفُ الورْد،
نخْتلسُ الورْدَ،
كانَ أشدّ حنوّا وسحْرا
من المُقل السّودِ
أبْقى من الأبْجديّة والسّيف
أبْقى من الخيل والليل من أيّ معْتقَدٍ
لا يتوّجنا إخْوةً بلسان الرؤى والبلابل
قبْل انْهيارات بابلَ
نقْتطفُ الورْد،
نخْتلسُ الورْد،
والورْدُ ليْسَ مجَازا ولا فكْرةً
نهتدي في هيولى الضّباب بها
إنّما لفظةٌ،
دُجّنتْ في المعَاجم
كالحبّ والله
لم يبْق منْها سوى الإسْم
نقْتطف الورْد،
نخْتلسُ الورْد،
والوردُ ما عادَ ينْبتُ
إلاّ بترْبةِ جيرَاننا أهْلِنا الكرْدِ
ما عَاد إلاّ تطاريز جدّاتنا
في الوسَائد
نمْلأ سلاّتناالسّعفيّةَ
أحْضاننا وجيوبَ سراويلنا الزرْقِ
نملؤها تحْت وْطأة مطْرقة البرْدِ
تقْرع أضلعنا وجماجمنَا بالمسَامير
والوردُ آخرُ ما يسْتدلُّ به الكائنُ الآدميّ
على نفْسه،
الوردُ مرآتُنا بالكواكبِ والجنّياتِ
يشعشعُ باللاّزورْدِ
ألذّ من الخمْر
أشْهى من الإسْتدارة للنّهْد
نهرع أسْنانَنا البيضُ تصْطكّ،
نهرعُ مرْتجفينَ،
كمثْل وريْقات حَوْرٍ
كمثل جراءٍ سلُوقيّةٍ،
تنْبحُ الشمسَ مشْنوقَةً برغائبِها
أسْفلَ البئْر جثّةَ آلهة ٍ
نتشمّمها فتتسَاقط منّا،
على الوحْل كلّ سراويلنا الزرْق
نتْركُها مرْغمينَ
ولا نترك الورْد َمختضبًا
بدماء أصابعنا في مهَابادَ
نهْرع عبْر البراري الفسيحةِ
مثْل جراءٍ سلوقيّةٍ،
في أعالي الجبال الموشّاة بالفطْر والثلْجِ
والزيزفونِ المرقّطِ نعْدو
إلى البيْت نقْفلُه بالمتَاريس
نقْفلُه جيّدًا
ذلك البيتُ قفرٌ
من الضوْء،
والخبْز،
والمِدْفأَهْ
على القاَع تلك الورودُ نكوّمها
ثمّ في لهْفةٍ حوْلها نتَجمْهرُ
ما إن نمدّدَ راحاتِنا
ونمرّرها فوْقها
لمْبةُ الزيت تسْطع بالنّور
ملء مفاصلنا
ينْبت الريشُ من شدّة الدفْء
صارت لنا
هكذا أجنحه
بينما البيْتُ أعلى الجبال الموشّاةِ
بالفطْر والثلْج والزيْزفون
غدا قفصًا،
والرّياحُ تؤرْجحُه،
ذلك ما كنْت شاهدْتُ أطوارَه الآن
من ورْدةٍ،
قد عثرتُ عليْها مجفّفَةً في كتابٍ
على الرفّ من غرْفتي
من كتاب أجمل ما فيك لايقبل الترجمة
Comments