أعيش على وقع نبضه. ولكنّني اكتشفت أنّني لا أعرفه كما كنت أتصوّر.
وجدتني، فجأة، أراه عاريا أمامي.
أشحت عنه بوجهي أوّل الأمر.
لكنّني سرعان ما لقيتني أعود لأنظر إليه وأقترب منه أكثر فأكثر...
رأيت وجها وسيما وجسدا عظيما بأطراف طويلة. بدا لي كأنّه من لاعبي كرة السّلّة أو الكرة الطّائرة. ولكنّني حين اقتربت، رأيت كلّ سوءاته بأمّ عيني.
لم أحتمل أن أرى قبحا باديا على جسده المشوّه وهو عار تماما...
كان رأسه يتحرّك بغرابة، ينتفخ أحيانا فإذا هو كالكرة المملوءة هواء. ويتقلّص أحيانا أخرى، فيبدو كفطيرة متعرّجة المحيط، وينبت في جوانبه شعر كالإبر يطول ويقصر، بينما أعلاه، بلا شعر، كبلاط صُبّ عليه زيت. وقد انتصب يرقص بين كتفين عريضين قويّين يمتدّ منهما يمينا ويسارا طرفان طويلان أكثر من اللّازم. بينما الجذع ضعيف والسّاقان هزيلتان حتّى كأنّ النّاظر يستغرب قدرتهما على حمل ذاك الرّأس الثّقيل وذينك الكتفين العريضين والطّرفين الطّويلين جدّا. اقتربت أكثر. لم يكن يراني رغم اقترابي منه، فهو يحتفل بطريقته في الرّقص، فإذا بي أرى على جسده جروحا متقرّحة حدّ التّعفّنِ. استغربت ممّا اكتشفت. وشدّني الفضول لمعرفة المزيد. بقيت أراقبه وأفكّر فيه وهو منشغل عنّي برقصة رأسه العجيبة تلك. ورأيت على بطنه، ما كُتب بندوب واضحة: "حذار من جوعي ومن غضبي". وفجأة بدأ بطنه العاري ينتفخ حتّى كاد يصل حلقه...ثمّ سرعان ما انفجر.
ابتهجت حينها لرؤية ثورته. رأيت الرّأس تطير في الفضاء... بينما سقط الكتفان على الأرض دون حراك...واندفع البعض يطاردون الأطراف بينما لحق البعض الآخر بالرّأس ليُحْضِروه للمحاكمة...
Comments