هذه أنا في عرين الحبّ.. طفلة صغيرة
أقتفي خطاك
أستظلّ بظلّك
قد تحرقني أشعة الشّمس فأهرع إلى عينيك مأواي
قد تصطدم قدماي بجمرة تحرقهما فأحتمي بذراعيك
تلعق نزفي
هذه أنا في لحج الهوى
أرنو قطعة سكّرٍ من ثغرك تهبني الحياة
أستلذّ بقضمها.. يهتزّ عرش الفؤاد
هذه أنا بين يديك أذوب كعروس من الحلوى
تداعب كفّي فينبت الأملُ
تقترب أنفاسُك فتعتلي خفقاتي القممَ
أعشق كلّ كلّي اذا ما ارتسمتُ في عينيك لهيبا وشبقا
إذ تجلّت حدائقك
تهديني إياك زهرة زهرة
تمتدّ أصابع الشّمس تلامس أوتار الشّوق
ترقص أفراحي
تعزف ألحان العودة
احترق بنار الوجد
أبسط كفّي فتنفجر قُبلاتي
تنبِت لها أجنحةٌ
تحلّق مع الفراشات
تحطّ على خدّ القمرِ مرسالا لقلب سكن قلبي
تدارى خجلي....
هذه أنا كقطّةِ الجيرانِ تقترب من سور الحديقة
يضطرب خفقها
تحلُم بليلة دفءٍ
بأنفاس حارقةٍ
تمدّ يدها تمسك باقات الأيّام
رقيقةٌ قطّة الجيران تقفز كالأحلام..
كسماء ليلة صيف مطرّزة باللّائي
تصطدم بصلابة الجدران
بقسوة الأبواب
تعود وجلةً إذ انحدر بها المسير
تخاف الظّلامَ
تخاف مواءَ قططِ الطّريق
تهرع إلى بيت ظليل يأوي أحلامها
تسقط أقنعةُ التّجنّي
تسكن الرّوحُ حيث ما ولّى العتابُ
حيث أمير ليالي السّهاد
يداعب السّمر
ينسج له من أنفاسه بساطا
تنمّقه الرّياحين
تطرّزه الأقحوان وشقائق النّعمان
هذه انا كليلة العيد
أتزيّن بك
أتعطّر بأنفاس تغريني
أنسج من أحلامي رداء يدفّيني
أنت ردائي
أنت سحر أحلامي
تمتدّ يدك تمزّق سهادي
تخفي في سراديب الذّكربات أنيني
يجيئني صوت أليف
يبعثر أوراقي
يزيّن حدائقي
يعلّق بالوناتٍ مختلفة الألوان
مزاميرَ
أنسج من عبق الزّهور رداء لروحي
تجيئني كما لم تجئني يوما
أغفو على زندك
أنتقل وأحلامي إلى بلاد أليس والعجائب
يحرقني قربك
يسكرني سحرك
أنساني وأنسى كلّ الكلّ
ولا يظلّ في عينيّ غيرك
أدفن حاضري وغدي في نسائم الأمل
ولأنّك أملي لا أجد خير من صدرك مدفني
نعيمة المديوني
Comentários