استأْنف نادي الشّعر نشاطه بعد ان تمّ رفع الحجْر الصّحّيّ، و ذلك يوم الجمعة المُنقضي 12 جوان 2020. و كان ضيف اعضاء النّادي و جمهور الشّعر في هذه الامسية واحدا منهم لمسوا فيه منذ الموسم الماضي سخاء كبيرا في مؤازرة نشاط النّادي و المساهمة بدور مهمّ في إغنائه من أسبوع إلى آخر. ضيفنا الذي اعني هو الشّاعر ( بُوراوي بعرون) الذي صدرت له هذه السّنة مجموعة شعريّة رابعة عنوانها ( لِلهدير وقْعُ خُطًى) ، و ذلك عن دار ( يافا لِلبحوث و الدّراسات و النّشر و التّوزيع). و قد تفضّل بتقديمه للحاضرين الشّاعر ( سوف عبيد) الذي ما يزال هو الآخر يرفدُ ، مشكورا، نشاط النّادي بسخائه المعهود كلّما احتجنا خدماته. في البداية وقف الحاضرون دقيقة صمت ترحُّما على ارواح ثلاثة من فُرسان الكلمة غادرونا اخيرا هم ( الاستاذ الشّاذلي القليبي) وزبر الثّقافة الاسبق و ( الجامعيّ الشّاعر عثمان بن طالب) ، و ( المبدع ابو امين البجاوي) .... إثر ذلك أُحيلت الكلمة إلى الاستاذ سوف عبيد فافتتح تقديمه لضيفنا بالتّنويه به شاعرا مُجيدا و متطوّرا من عمل إلى آخر، كما نوّه بقيمة إصداره الرّابع ( للهدير وقع خُطى) الذي عدّه إضافة نوعيّة في الشّعر التّونسيّ... و قد فضّل الدّارس سوف عبيد ان يُقارب هذه المجموعة الشّعريّة انطلاقا ممّا سمّاه العتبات ، ففي العتبة الاولى رصد الحضور المحوريّ ل( تونس) الوطن إذ احتفى بها ضيفنا الشّاعر ( بوراوي) في اكثر من نصّ شعريّ هنا ممّا جعل الدّارس سوف عبيد يُثمّن عاليا إحساس ضيفنا ( بعرون) بوطنه و بقضاياه خاصّة ما اتّصل منها بانتفاضة 14 جانفي 2011 و استتباعاتها. فشعر ( بوراوي) في هذا الإطار هو شعر اصيل اجتمع فيه المضمون الإنسانيّ العميق مع طرافة الوسائل الفنّيّة التي اجترحها الشّاعر طريقة للتعبير... كما لم يفُت المحاضر ( سوف عبيد) التّوقّف، في عتبة مُوالية عند غلاف الكتاب الشعريّ ( للهدير وقع خُطًى) حيث شدّته دراميّة الالوان المعبّرة، تماما كما كانت كلمة هدير في العنوان موحية، منذ البداية ، حسب ( سوف) بانثيال الشّعر و تدفّقه... و لعلّ هذه الوقفة عند ظاهر الكتاب هي ما اوحت للدّارس سوف عبيد بالإشارة إلى اهمّيّة القراءة البصريّة مدخلا لسبر اغوار الشّعر في ( للهدير وقع خُطًى)، ناهيك أنّ ضيفنا ( بوراوي) نجح في توظيف التّنقيط من اجل إشراك القارئ في تدبّر النّصّ و تذوّق الفعل الإبداعيّ عموما .... و إذ تطرّق الدّارس ( سوف عبيد) بتانّ إلى مضامين الشّعر في الكتاب المُحتفى به فقد نوّه بتصدير بوراوي إصداره هذا بمقطوعة شعريّة دالّة هي للشاعر التونسي ( منصف الوهايبي) ، كما نوّه بوفاء الشّاعر لرموز النّضال و الشّهادة في تونس ( شكري بلعيد ، عبد الرّزاق الهمّامي...) دون ان ينسى توظيف اسماء المدن التّونسيّة التي شهدتْ نضالات مجسّدة لطموح ابناء شعبنا في الفوز بقيم الحرّيّة و العدالة و المساواة و دحر فلول الظّلام التي اكتسحتْ حياتنا..... و قد كان خمير الرّاي و فصل المقال عند الدارس سوف عبيد في شان هذا الكتاب الشّعريّ ان اعتبره علامة دالّة على نضج شاعرنا ( بوراوي) و على كونه إضافة مهمّة في الشّعر التّونسيّ المعاصر.... إثر ذلك اُحيلت الكلمة إلى الشّاعر الضّيف فقرا على الحاضرين من جديده في كتابه ( للهدير وقْعُ خُطى)، و من جديده الاجدّ خارج كتابه هذا، ممّا اثار شهيّة الحاضرين للنّقاش، فكان من اهمّ ما سُجِّلَ في هذا الإطار تدخّل الشّاعر الاستاذ ( صلاح الدّين الحمادي) رئيس اتّحاد الكتّاب التّونسيّين الذي استند إلى معرفته الشّخصيّة بضيفنا شاعرا و مناضلا منذ عقود فعدّد خصال بوراوي في تجربتيه الحياتيّة و الإبداعيّة مقرّظا موهبته و خصاله الفنّيّة. ..... عبد العزيز الحاجّي.....
Comments