هات يدك ضمّها إلى صدري قصيدة جديدة للشاعرة التونسية نعيمة المديوني

هات يدك ضمّها إلى صدري

تغوص في رمالِ عمْرٍ تبعثر عبر الصّخور

تجمّعه السّنون تصوغه عقدا للحالمين

تدغدغ أحلامه وتمحو دمعا سال فأدمى الأديم

أفقده خصوبته

أرداه قتيلا

هات يدك ضعها هنا... على أوتار يانعة

علّ مواسم الفرح تتفتّح كبراعم الياسمين

هات يدك نمزّق قضبان الأنين

ننثر حبّات الرّمان

تتجمّل خدود الأيّام

نغوص بين الأمواج نروم الرّحيل

هذه العناقيد كاللؤلئ تدعو لعناق طويل

تزيّن جيد الفقير

تراقص خصر العليل

هات يدك تداعب خدّ اليتيم

تهبه الأمان وقد افتقد الأمان

تهبه الحنان وقد تاق إلى مغازلة القصيد

يرسم بهجتها بريشة العندليب

يدي في يدك

نعيد هيكلة الأيّام

نزرد من الغيمات مواسم وفصولا لأحلامنا

هات يدك تضمّد جراح الوطن

تجتثّ خفافيش الظّلام

تخيط شباكا أثقلتها مدامع ثكلى

ترتّق ثقب الأبواب

تقيها صفير الموت الجاثم على الصّباحات العذراء

صباحات بلادي تتمرّغ بين أمل مبتور ووعد مقهور

هات يدك نوقف هزيم السّباع

نبني جدارا يداري خيبات الرّضيع

هاتوا أيديكم نشيّد جسور الوصال

ندفن القبور

على دفاتر التّاريخ نرسم ابتسامة فتيّة

بالسّواعد السّمر نعلّي البُنيان

بالأمن والأمان تتغنّى السّواقي

بالدّفء والحنان ينعم قلبي العليل

نعيمة المديوني