نهر لهدهدة الفراغ {الشاعر جميل العمايمي} من تونس

عالقا في خيوط الفراغ

أعالج

ثقبا عميقا بجمجمتي

بدالية للمعري

وأغنية لسنترا

وقبعة لدريدا

وحيدا كطاقية رثة

علقت رأسها فوق حبل غسيل

أعد نبيذا وشمعا ووردا

لسيدة من غمام وعطر

تواعدني

في تخوم القصيدة

عند تقاطع جسر ومنفى

وفي الركن طاولة من دخان

تراخت على كتف الوقت

مغمورة برماد الجرائد

مكتظة بكراسي السراب

ومنفضة لغبار الحياة

أحادث طيفا تدلى

على مرفإ مغرق في الضباب

ودمع يعمد صخر الشواطئ

أنفخ أوردة الصمت

من رئة الانتظار …

على مهل

أسلق الوقت في قلقي

أغذي

طيور المجاز الجريحة

من جثث الطافحين

على موج أكفانهم في عراء الرصيف

أعاقر ليلا ثقيلا بحانة ظلي

أصف قوارير حزني

على ضفتي ندمي

أرى في المرايا

نعالا ملطخة بالرماد

تدوس ظلال الجبال

لتحني قاماتها للرياح

أرى أنجما تتشظى غبارا

وتهوي عميقا بثقب السديم

أرى وطنا عاريا في دمي

سقفه الماء والشهداء

أرى عدمي المشتهى

رقصة حرة

فوق جسر الطفولة والذكريات

على وقع زخات قلب خفيف

أرى فستق الروح

ينبت وشما جريئا

على صدر حسناء

فكت جدائلها في خريف القصيدة

لم تحتفل بفتاوى القبيلة

فٱنثالت الروح

غابة ضوء

وحقل أغان

ونهر خيال

على شرفات أعدت لمملكة النور

ألف شراع