تلوح البحيرة لناثملة. على البحيرة حاجب يعلو جفنين من زرع وعشب طريّ. يا امتداد الأخضر في السماء يا ارتداد الروح في جسدي يا فرحي المسجى على غيمات المساء. كنا هناك، كحل عينيها.. وتورد الخدين وابتسامات لا يكدرها العناء.. هذا المساء.. مات العناء يا رحمة الله حلي عليه.. سيفتقده يتيم القرية.. وتوقد له تلك البدوية من زندها احاسيسا يطيرها بغتة نورس او خطاف أو تتنفسها كما يتنفس عاشق بربري نسيم الصبا. هل قلت كحل البنية؟؟ هل قلت تورد الخدين...؟ وجيب القلب يحجب عني لوعة الماضي ويدفع نحوي تماما اجتياح النحل للزهر وارتداد الصوت للصدى. صوتي امتداد لصداه.. يا سادتي البلغاء. الان.. هنا.. زفيف النحل يومض كما بروق تهامة صيفا ثم تمتلئ بالوجد الدلاء. أيهذا الحضور الذي لا يضاهى.. وهذا الجمال الذي لا يقال.. أيهذا البدوي الذي يورق كلما لامس شعرها وجهه او تزنر بضحكتها الاسرة. أيهذا الضياء؟؟ الريح الماكرة تلاعب شعرها.. ترفع قليلا ثوبها والنسيم البكر يتحرش بتفاحها المرتجى.. ويلي منهما..يمكران.. تعود النحلة الى الزهرة.. المرشف ينزرع كما قبلة محمومة في ثغر حنون فيستزيد من تلك السلافة. تنثني الزهرة سكرى تدوخ النحلة الهادرة.. صمت .. وموسيقى.. ولا احد في الجوار سوى رائعه النرجس والبنت التي تهش على شاتها الحبلى حبلى تماما كما فرحتي فوق هذا الفضاء. تعاود الريح المعابثة.. يعاود النسيم تهيجه.. فأهش عليهما بجناح الرداء.. بغتة، يختفي الكل. فيعود لي رونقي.. اتجلى.. ارقص على رجل واحدة رقصة جذلى فيتسق النجم تأخذ الأشياء أشكالها تتبرعم بسمة تطير قليلا وئيدا الى عيني اليسرى فتحضنها اليمنى طويلا.. تحط النحلة المتماوجة على عنقي.. تبوح بأسرارها فأتهجى تفاصيلها كما يتهجى الصغير املاءه. ثم أنوس قليلا فتحضنني ، كما يحضن الطفل الصبا. **عمار الطيب العوني _عبدالله العربي_.3 اذار الجميل 2018**
Comments