نقد موضوعي شعر القدير يوسف رزوقة {في الطريق الى زردة}

اليوم، تأكد يوسف من شيء:

لا تاكسي في ترشيش ولا مترو يأتي في الموعد أو في حال تجعله مترو حسنا أو محترما

لا شيء على الإطلاق يشي بسلامة ما يجري

لا شيء، كما في عاصمة أخرى، يجري محترما، حسنا

حتى البنكاجي، انتدبوه حديثا، خان وظيفته للتو، وحاول مبتسما أن يسرق يوسف

ربع المبلغ سلمه وغض عن الباقي نظرا

لم يغضب يوسف، بالعكس، ابتسمت عيناه دما

ابتسمت يد يوسف لامرأة متسولة، ابتسمت شفتاه دما

ما هذا؟

لا تاكسي، لا مترو يأتي منضبطا، لا ناقة في ترشيش فقد عقرت

والله؟ نجا واستغنى، مشكورا ، عن ناقته

ما هذا؟

العالم يشهر في وجه الباقين على قيد التعذيب مسدسه

ترشيش، على طبق للحمقى الجوف وللجوعى الجدد

ترشيش، لمن لا يعرف بعد، تلاشت دون تلاش

ظلت في مطمورة روما قمحا للرومان وللحلفاء من الأبناء الشريرين وللطاعون

اليوم، تأكد يوسف من شيء:

لا تاكسي في ترشبس صباح اليوم.ولا مترو في موعده أو في وضع حسن

لا سائق، لا مرسيدس بين مخالب يوسف

كي يحتل طريقا يطويها طيا بمخالبه كي يقضي شأنا ما

لا شيء على الإطلاق يشي بالجنة في أرض هي قرطاجنة أو ترشيش

ليوسف ان ينسى ما كان وان ينساه إلى الأبد

امتدت يده

وعلى قدميه،.طوى كم كيلومترا، مزهوا بطفولته

يجرجر، مزهوا بشماتته، حمالة بوتاغاز

يحمل فيها طردا ذا زنة بلغت عشرين كلغ

لا تاكسي، لا مترو..

يوسف، أنت لها

عول، من ثم، على عضلاتك، أنت لها يا يوسف

وانس نهائيا وإلى الأبد

أسطورة كونك من ترشيش، تلاشى الحلم إلى الأبد

المضحك أحيانا في الأمر،

- ويوسف هذا ليس أنا -

أن المتكلم باسم مدينته

ما عاد يرى

عميت عيناه

فلا تعنيه مهازل مرحلة ورويبضة سادت

ما عاد يرى إلا فزاعة حقل ملغوم

اليوم، تأكد يوسف من شيء عطن جدا

مات الإنسان، هنا والآن، ويوسف يزعجه هذا

ولذا، ابتسمت شفتاه دما

ضحكت عيناه

وها هو في "لواج" تحمل رقم 194

إلى أين؟

العالم يشهر في وجه الباقين على قيد التعذيب مسدسه

يا يوسف، لا تحمل هما

للعالم رب أو ترتيب آخر، لا تحمل هما

واحمل ما خف من الدنيا وارحل.

÷12 جوان 2019