top of page
Search
Writer's pictureasmourajaat2016

نصيف الناصري قصيدة مُهْداة الى الاستاذ الشاعر المبدع الكبير، صادق الصائغ.



كانت مجموعته "نشيد الكركدن" أَحدّ الأَناجيل التي شَكَّلَت مسيرتي

مَع الشعر.

"1".

صَلَّت جموعهم الى الآلهة تَحت ضياء السواحل،

مِن أجل اقتسام الغُفران مَع الملوك، وكان أغلبهم

يَتَحلَّى بالكرم والعفّة. صانعو الأسلحة اختَصَروا

صَلاتهم، وامتلأت المدينة برياش السهام، وشباك

الصَيد، وبَعد الغروب تَقاضى الأثرياء منهم كلّ

أموال الضرائب. هَل حاولوا كَسب ودّ مَن لا

يأبه بهم؟ هَل حاولوا الحصول على حَفنة قَمح،

مِن لدُن الذين لَم يسهموا طوال التاريخ باغاثة

الغَرقى؟ نَزَل ضَيم عظيم على الأعراق، وَلَم

يَخْفرها في نَومها بالمقالع أيّ ملاك.

"2".

وَكَرَ طائر الوقواق بَعدَما أحرَق البركان

الحقول، وكُنّا نَجهَلُ ما يفعَله الذين خَيَّموا

بالقرب مِن التخم الذي يفصلنا عَن أغلب

الأمم والشعوب. أرداف الغيوم مشعرة،

والفَتيات تَحت الأمطار يَسْتَسْلمنَ للغَدَق،

وتعلو رغباتهنَّ ويُحفّزهنَّ حلم الصيد،

على سلوك الطريق المليء بالحصى. خُصَل

شَعَر رأس الزَمَن التي تَبَلَّلت وَرماها، كانت

مِن نصيب النساء العجائز. جاء الصَيف

وَنام الشبّان مع الشابَّات وَلَم نَتَخلَّص مِن

الرَماد الذي غطَّى كلّ شيء.

"3".

تَوخَّيتُ الحَذر مِن الذين نالوا الحظوة

لدى الله، وَسَبحْتُ في البُحَيرة بلا أمل.

تلاشى هلال العيد وعدتُ مِن

التخم الذي دفنتُ فيه الفأس، والآن ليس

عندي آلة حياكة، ولا أطمح الى أيّ مغنم.

غطَّى دخان الحَرب حَياتي،

وأضعتُ الياقوتة

الصَّافية لشَبابي،

وَلَم أستوعب ما تفعله القنبلة

في الأشبار التي أعبرها فزعاً.

"4".

يلازمني منذ سنوات حلم العَيش في عالم آخر.

مِن اللائق أن أنتهي مِن التحديق في حاضري

المليء بالدخان. عَلام السخط والذين أتبَرَّمُ مِن

ملامهم، حياتهم مضادة لما أطمح اليه؟ رياح

الربيع الدائم والفجر الذي يُهشِّمُ الأنفاق والعشب

المتمايل على صناديق الجسور. أرغبُ السَهَر

والاضطجاع بلا هموم في أرض أخرى.

يجب التصرَّف بتلقائية في الابتعاد عَن الضواري

وعدم الانحراف عَن الجادَّة القويمة. التَهادن مَع

الذين لا يُدرِّبون ذواتهم على المخاطرة، شقاء

كبير.

"5".

أثْبَتَ بعض الشهود أن المَرض يؤدي الى علاقة

حسنة مَع الله. وُلِدتُ مَريضاً وَوَقَع علي ضَرَرٌ

دائم. تتقافز الغيلان أثناء نَومي، ويشقيني شعاع

الشمس، ويُسبِّب الجَمال لي غصَّة في البلعوم، ولا

أجرؤ على اختيار لحظة سرور. لماذا يَتَوجّب

عليّ في كلّ آنٍ ازعاج المَوتى؟ فكرة الانتحار غير

مقبلولة عند أكثر الذين أسلموا قيادهم الى السأم،

وتظاهروا بمجابهة الاهانة في العالم. لو كانت

لي امكانية حيازة مغنم، لما فَسَدت الثَمرة التي

أسعى اليها.

"6".

صَلاة طقسية بَحثتُ فيها عَن طمأنينة متواضعة،

واقتَديْتُ بما يَقتَدي به الحزانى. المُتَجمِّدون انزَلَق

بهم الزَمَن، وَرَسَت مَراكبهم مُحمَّلة بضفائر

خسارة فظيعة. هَل لي أن أحيا حَياتي على

الأرض ولا أفكِّر بِما في جَوفِها؟

تَنام المرأة مَع الرجل، وتنزل حَول

عنق كلّ منهما عَقارب مِن أرض

محظور المرور فيها. امتدّ الدَرب، وكنتُ أحاول

الاحتفاظ بمقتنياتي النفيسة. المرض والسأم وقلَّة

النوم. حَبَّة دخن تَنْزو فوقها حشرة.

حَياتي.

"7".

أكثر الذين يواتيهم الحظّ، لا يكتفون بامتلاك

ما رَغبوا فيه، ويطلبون معاضدة الله لَهُم

أثناء تَوجّههم الى القَنص. أطلتُ النظر الى

الوقواق وَهو يُحلِّقُ فَوق الخرائب المخزية

للانسان في الظَهيرة، وأعوَزتني الجرأة في

مَوت بلا نَدَم مَع المُجدِّفين على الملوك.

مَرَّات كَثيرة اعتَقدَّتُ فيها انَّني شُفيْتُ مِن

الاصابة بعسل القيثارة. هَل كُنتُ أجهَل ما

يَصفه المُتَطبّب لي؟ لَيْتَ التَوهّم كان علامة

حَنوّ على العاطفة.

أتَبادلُ مَع السلوى الهَدايا،

وأحتاج الى رفرفة اطلاقة.

تُعزَّيني عَن الأشياء التي رَحَلت

ولا يُمكن استعادتها.

"8".

للتَكفير عَن الخطايا، يَتَثَبَّت الفَرد المُنعَزل

مِن نَوازع الذات، والأفضل أن لا يَتَوجَّه الى

الله محنقاً. رَميتُ الشبكة في أنوار البُحيرة،

وندمتُ على سعيي الدائم لاكتساب الشهرة.

اعتدتُ في الماضي أن أضع رأسي على

حجارة محشوَّة بالزَمَن، وأنام بلا إبر أحلام

مُروَّعة. الآن أحتاج الى الفطنة والاحتراس

مِن ما يُبدِّدُ صَحّتي ويستَلبني انعام الله عليّ.

بلايا كثيرة في العالم، أُرغمتُ فيها على طاعة

ثلج المداخن، غير أنَّي رفضتُ التَخلَّي عَن

الأمل بطول العَيش، وفي ما أرتجيه مِن عدل

الربّ.

13 views0 comments

Yorumlar

5 üzerinden 0 yıldız
Henüz hiç puanlama yok

Puanlama ekleyin
bottom of page