نزلت الأعالي مثل شمس خجولة
أجرّ قطيعا من أيائل عزلتي
وقفت على نهر من الضّوء عاريا...
سمعت نباح الرّيح فوق حديقتي
ومن فرط خوفي من أنين فراشة
بكيت...وكان الماء يكتم صرختي
بعينين مثل البرق أمسكت نجمة
وأسكنتها كفّي لتحرس دهشتي
ركضت كحطّاب وقلبه غابة
تفقّدت فأسي لم أجدها بغرفتي
ومن سوء حظّي دائما لا دليل لي...
ولم أنتظر يوما رفيقا لغرفتي
عصاي لهاث النّاي في كفّ عازف
و وقع خطى الأوراق تكنس وحدتي...
نصبت فخاخا للآلئ في يدي
ونمت...رأيت الحلم يحمل جثّتي
تركت سلال الحلم تحملها الرّؤئ
ضحكت كعشب فوق قبر حبيبتي
أنا هاهنا ...عشّ يتيم تطوف بي
عصافير قلبي حين أهجر بيضتي
أُرّوض أفعى الوقت أشرب سُمّها
وأرقص مثل الرّمل حدّ ثمالتي
ألطّخ أنفاس الينابيع بالندى
وأجهش بالأمطار...تلك خطيئتي
أنزّ...وفي رأسي نزيفُ مجرة
وأهطل موسيقى لأكشف خيبتي
يبللني نهر من الضّوء ظامئا
ويضيؤني...ليل يترجم يقظتي
أُقشّرُ...أعواما من الحزن في فمي
فتكسر أقفاص الغياب طفولتي
وأمنح أحجار المسافة قبضة...
تعيد إلى الفولاذ موقد رحلتي
أسوق نشيد الرّعاة صوب عاصفة
تُشكّل من ضلع العناصر قبلتي
توزّعني في الغيم ذاكرة المدى
ويذبحني هواء بمشرط زفرتي
يمرّ بكم ظلّي مثل مروحة
فيسرج من ثلج الحرائق جمرتي
يُحدّثكم موتي مرارا...فأختفي ...
وتسبق كفُّ النائحات جنازتي
وتلعنني نار الخطيئة كلّما ...
أضأت دروبا من حدائق بهجتي
تحوم بي الدّنيا مثل فراشة
فانسج من رقص الدّراويش بردتي
منحت البراري كلّها رئة الهوى
و وُرّثْتُ كلّ العاشقين صبابتي
معي...أنهار صمتي...طحالبي...
مزامير أسفاري نواقيس رحلتي
معي..خطوة سكرى ندوب كثيرة
جرار من الأضواء تسكن خمرتي
ولي عاليا هذا الصّباح أسوقه
إلى غابة عطشى لأكمل رحلتي
كثيرون...مرّوا من رماد قصيدتي
قليلون....ظلّوا يحرسون حديقتي
سالم شرفي
Comments