نجمة مزّقت حجاب السّماء أطلّت من عليائها ...... هذه الأرض افترشت الحبّ بَهاء هذه الجبال متألّقة تغازل ديارها تلك البحار تحضن عروسها حانية تاقت إلى ديار بريقها ناصع في غفلة من صُويْحباتها جمعت أغراضها أنوار متلألئة يفيض سحرها ...... أحلام هائمة ....... فارس من بعيد يلوّح للجوى ...... سألت جدّتها ...... ساعديني يا أمّنا أزور الأرض ...... اختلط بأهلها ...... أقاسمهم أحلامهم ....... انتفضت النّجمة العالمه بأسرار الحياه مزّق سكونَها شرٌّ كبيرٌ سيحلّ ببُرعمها صرخت.. ياغالية بالذّي أرسى الجمال كساء ظلّي هنا ..... ألمٌ يحلّ بك وبنا ...... سعير.. وباء.. شيطان رجيم يمزّق الهناء هناك ...... سواقي تسيل حِمما جبابرة يحطمّون الأحلام والرؤى فقراء يتضوّعون جوعا ويجترّون الأسى هناك ...... اغتيلت الرّحمة ...... علّقوا جثّتها على أبواب المدائن ********** أصرت الغريرة باعت نفسها لرغبات زائفة حطّت هنا جابت الدّروب العاتمة رسمت على حيطانها زهورا قانية غيماتٍ حبلى بالعطاء مرّ الخريف مجرجرا آهاتٍ وبلاء محت رياحه الأحلامَ وأدت تحت الرّمالِ أفراحها خبّأتها بين طيّات الرّموس العاتمة يرسُم الحزنُ خيوطه السّوداء يمتزج النّور والظّلام الرّماد مارد يُلقي بظلاله على الفضاء دغدغت بأصابعها الصغيرة برك الماء الرّاكدة هالها أن ترى أحلامها الصّغيرة تئنّ في مهدها همست في أذن الشّمس قائلة جئت مدينة الأموات حالمة ....... قطوف حبّات الزيتون لي نجوم متلألئة مداعبة خدود الرمّان في موطني سرّ البقاء نثر رحيق الأزهار للأيتام دواء جئت هنا أهب الحياه كساء للزّهور ...... للفراشات ...... أقتلع من القلوب شرّها ...... بسطت كفّي أنثر الأقحوان أنسج من شقائق النّعمان باقات نوّار زاهية أدمتني الأشواك يا مُهجتي انطفأت بهجتي وتحطّمت أشرعتها سالت دمائي فطمست أحلامي تشقّقت الأرض فمادت تحت أقدامي تجبّر ذاك الذي سكن أنفاسي هجرت دياري لأجل همسة لأجل ضمّة ...... سفك الغرّير الدّماء ولعق جراحها شرب نخب إنكساراته زرع الألغام في الحدائق كشف قبحه ولم يتستّر ملأ أركان عرينه قنابل فتح أبواب الخراب عبْر الزّمان عبْر المكان ....... صرخ.. الأرض لي والسّماء أتسلّقها أركب البحار أشرب مياهها أسْبي دُررها ومرجانها *********** بكت الغريرة زيْف أحلامها همست.. جدّتي ساعديني السّماء لنا كساء ..... هبيني أجنحة أعود بها جدّتي.. أخطأت في حقّي وحقّكم اغفري زلّتي ..... فما عدت أنا ....... مزّقني الأسى ....... سكنني الضّيم ....... أخاف أن يغتتلوا براءتي رقّت الجدّة ..... نفخت من روحها نبتت للصغيرة أجنحة حلّقت عند الغروب ترنو ديارها السّماء لها مراكب الغيمات مراجيح تهدهدها من بعيد لوّحت للأرض.. لأديمها حُلم مُزعج اعتصر فؤادها آه يا ليالي الهناء عُمّي أرجائنا ارئفي بحال الضّعفاء مسكين يا من سِرت متكبّرَا يا من قلت الأرض لي والسّماء كُتب عليك الشّقاء أبدا لا أنت طلت السّماء ولا ولجت البحار غانما ......
Comments