هكذا تحولتُ إلى كلب
***
**
*
وُ و و ، إِنَّهُ مُستَحِيل !
لَسَوفَ يُمَزِّقُنِي الغَضَبُ كُلِّي ، الآن .
غَاضِبٌ ، لَكِن لَيسَ مِثلَكَ بِتَكشِيرَتِك ،
بَل كَكَلبٍ فِي مُوَاجَهَةِ القَمَرِ الأَجرَد
أَنبَحُ فِي الكُلِّ وَالجَمِيع .
الأَعصَاب ، رُبَّمَا ...
سَأَمضِي ،
أَتَمَشَّى ...
لَكِن لاَ أَحَدَ فِي الشَّارِعِ ، أَيضًا ، يُمكِنُه تَهدِئَتِي .
مَسَاءَ الخَير! تَهتِفُ امرَأَةٌ ، وَهيَ تَعبُرُنِي .
إِحدَى مَعَارِفِي ...
لاَبُدَّ مِن قَولِ شَيءٍ مَا ،
أُرِيد ،
لَكِنِّي لاَ أَستَطِيع ، كَإِنسَان .
إِنَّه ، بِبَسَاطَةٍ ، أَمرٌ شَائِن .
أَنَائِمٌ أَنَا ، أَم مَاذَا ؟
أُحِسُّ نَفسِيَ أَعلَى :
كَمَا كُنتُ مِن قَبل .
نَفسُ الوَجهِ الَّذِي اعتَدتُ عَلَيه –
إِذَن ، فَلِمَاذَا كُلُّ هَذِهِ الجَلَبَة ؟
ثُمَّ ألمَسُ شَفَتِي –
مِن تَحتِهَا ، يَا الله ،
نَاب !
أَركُضُ ! أُغَطِّي وَجهِي كَمَا لَو كُنتُ أَعطَس
وَأَندَفِع ، فِي سُرعَةٍ مُضَاعَفَةٍ ، عَدوًا إِلَى البَيت ،
مُتَحَاشِيًا رِجَالَ البُولِيس
لَكِن فَجأَةً ،
يَضرِبُنِي الصَّمَم :
"أَيُّهَا الشُّرطِي !
ذَيـل !"
أَمُدُّ يَدًا وَأَتَسَمَّر ، كَصَنَمٍ سَاكِن .
فَلاَ أَهَمِّيَّةَ لِلأنيَابِ بِالقِيَاسِ إِلَى ذَلِك .
لَم ألحَظه ، وَأَنَا أَعدُو :
فَمِن تَحتِ سُترَتِي ،
يَتَجَرجَرُ خَلفِي
ذَيلٌ ضَخمٌ – مِكنَسَة !-
هَائِلاً ، كَلبِيَّا .
فَمَا العَمَلُ الآن ؟
صَاحَ أَحَدُهُم فِي الحَشدِ المُتَزَايِد ،
وَأَتَى آخَر ، وَثَالِثٌ وَرَابِع .
شَقَّت عَجوزٌ طَرِيقَهَا
بَعدَمَا رَسَمَت شَارَةَ الصَّلِيبِ عَلَى نَفسِهَا ،
مُتَوَقِّفَةً عَلَى الرَّصِيف ،
تَخطُبُ عَن شَيءٍ مَا حَولَ الشَّيطَان .
وَحِينَمَا مَاجَ الحَشدُ حَولِي ، هَائِلاً ،
وَقَد التَصَقَت بِوَجهِي شَوَارِبُ كَالمِقَشَّة ،
انسَحَبتُ عَلَى الأَربَع –
خِزيٌ أَو لاَ خِزي –
وَبَدَأتُ فِي النُّبَاح :
بَاو – جِرر – بَاو – وُوو – وُوو !
1915
Comments