top of page
Search
Writer's pictureasmourajaat2016

نتذكر الشاعر الروسي فلاديمير ماياكوفسكي في يوم ميلاده 19 يوليو 1893 قصيدة له من ترجمة: رفعت سلام


هكذا تحولتُ إلى كلب

***

**

*

وُ و و ، إِنَّهُ مُستَحِيل !

لَسَوفَ يُمَزِّقُنِي الغَضَبُ كُلِّي ، الآن .

غَاضِبٌ ، لَكِن لَيسَ مِثلَكَ بِتَكشِيرَتِك ،

بَل كَكَلبٍ فِي مُوَاجَهَةِ القَمَرِ الأَجرَد

أَنبَحُ فِي الكُلِّ وَالجَمِيع .

الأَعصَاب ، رُبَّمَا ...

سَأَمضِي ،

أَتَمَشَّى ...

لَكِن لاَ أَحَدَ فِي الشَّارِعِ ، أَيضًا ، يُمكِنُه تَهدِئَتِي .

مَسَاءَ الخَير! تَهتِفُ امرَأَةٌ ، وَهيَ تَعبُرُنِي .

إِحدَى مَعَارِفِي ...

لاَبُدَّ مِن قَولِ شَيءٍ مَا ،

أُرِيد ،

لَكِنِّي لاَ أَستَطِيع ، كَإِنسَان .

إِنَّه ، بِبَسَاطَةٍ ، أَمرٌ شَائِن .

أَنَائِمٌ أَنَا ، أَم مَاذَا ؟

أُحِسُّ نَفسِيَ أَعلَى :

كَمَا كُنتُ مِن قَبل .

نَفسُ الوَجهِ الَّذِي اعتَدتُ عَلَيه –

إِذَن ، فَلِمَاذَا كُلُّ هَذِهِ الجَلَبَة ؟

ثُمَّ ألمَسُ شَفَتِي –

مِن تَحتِهَا ، يَا الله ،

نَاب !

أَركُضُ ! أُغَطِّي وَجهِي كَمَا لَو كُنتُ أَعطَس

وَأَندَفِع ، فِي سُرعَةٍ مُضَاعَفَةٍ ، عَدوًا إِلَى البَيت ،

مُتَحَاشِيًا رِجَالَ البُولِيس

لَكِن فَجأَةً ،

يَضرِبُنِي الصَّمَم :

"أَيُّهَا الشُّرطِي !

ذَيـل !"

أَمُدُّ يَدًا وَأَتَسَمَّر ، كَصَنَمٍ سَاكِن .

فَلاَ أَهَمِّيَّةَ لِلأنيَابِ بِالقِيَاسِ إِلَى ذَلِك .

لَم ألحَظه ، وَأَنَا أَعدُو :

فَمِن تَحتِ سُترَتِي ،

يَتَجَرجَرُ خَلفِي

ذَيلٌ ضَخمٌ – مِكنَسَة !-

هَائِلاً ، كَلبِيَّا .

فَمَا العَمَلُ الآن ؟

صَاحَ أَحَدُهُم فِي الحَشدِ المُتَزَايِد ،

وَأَتَى آخَر ، وَثَالِثٌ وَرَابِع .

شَقَّت عَجوزٌ طَرِيقَهَا

بَعدَمَا رَسَمَت شَارَةَ الصَّلِيبِ عَلَى نَفسِهَا ،

مُتَوَقِّفَةً عَلَى الرَّصِيف ،

تَخطُبُ عَن شَيءٍ مَا حَولَ الشَّيطَان .

وَحِينَمَا مَاجَ الحَشدُ حَولِي ، هَائِلاً ،

وَقَد التَصَقَت بِوَجهِي شَوَارِبُ كَالمِقَشَّة ،

انسَحَبتُ عَلَى الأَربَع –

خِزيٌ أَو لاَ خِزي –

وَبَدَأتُ فِي النُّبَاح :

بَاو – جِرر – بَاو – وُوو – وُوو !

1915


6 views0 comments

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page