top of page
Search

ناظم حكمت : سيرة ذاتيّـة

  • Writer: asmourajaat2016
    asmourajaat2016
  • Jun 16, 2019
  • 2 min read

ree

ولد في سالونيكي (اليونان) وعُرف تركيًّـا؛

سجن في وطنه تركيا، ومات في موسكو، شيوعيًّـا

[ نزلتُ في السجون وفي كُبريات الفنادق.

عرفتُ الاضرابَ عن الطعام كما أعرف كل اصناف الطعام تقريبًا.

عندما بلغت الثلاثين أرادوا شنقي

وفي الثامنة والاربعين أرادوا منحي جائزة السلام، وقد منحوني اياها ]

ولدتُ العام ١٩٠٢ (*١)

ومنذ ذلك التاريخ لم أعد الى مسقط رأسي

فأنا لا استسيغ الرجعات.

في الثالثة، كنت أعمل حفيدَ باشا في حلب،

وفي التاسعة عشرة، كنت طالبًا في الجامعة الشيوعية، في موسكو،

وفي التاسعة والاربعين، عدتُ الى موسكو بدعوة من اللجنة المركزية،

ومنذ الرابعة عشر أمتهنُ الشِعر.

بعض الناس يعرف كافة انواع الاعشاب والاسماك

أنا أعرف ضروبَ الفِراق كلها.

البعض يستطيع ان يسمّي كل النجوم عن ظهر قلب

انا أسمّي لكم كلَ منوّعات الحنين.

نزلتُ في السجون وفي كُبريات الفنادق.

عرفتُ الاضرابَ عن الطعام كما أعرف كل اصناف الطعام تقريبًا.

عندما بلغت الثلاثين أرادوا شنقي

وفي الثامنة والاربعين أرادوا منحي جائزة السلام، وقد منحوني اياها.

في السادسة والثلاثين افترشت أربعة أمتار مربعة من الأسمنت المسلح طوال نصف عام.

وفي التاسعة والخمسين طرتُ من براچ الى هاڤانا في ١٨ ساعة.

لم أشاهد لينين، لكني كنت في عداد حَرَسِ الشرف الى جانب نعشه العام ١٩٢٤.

أما في العام ١٩٦١، فإن ضريحَ لينين هو كتبه.

جهدوا لفصلي عن حزبي، ولم يفلحوا. ولم أنسحِق تحت حطام التماثيل المتهاوية.

العام ١٩٥١، مشيتُ نحو الموت على شاطىء البحر برفقة صديق.

والعام ١٩٥٢، أصِبتُ بذبحة قلبية وإستلقيتُ على ظهري طوال أربعة اشهر، انتظر الموت.

جننتُ من الغِيرة تجاه النساء اللواتي أحببت

ولكني لم أحسد أحداً ولا حتى شارلي تشابلن.

خنتُ نسائي، ولكني لم أمارس النميمية على أصدقائي.

إحتسيت الخمر ولكن دون إدمان

ويسعدني ان اقول إني كسبتُ خبز يومي دائمًا بعرق جبيني.

وإذا كنت كذبت فلأني خجلت نيابة عن الآخرين.

كذبتُ كي لا أُؤذي سواي.

سافرتُ في القطارات والطيارات والسيارات وهذا امر لا يستطيعه معظم البشر.

إرتدتُ دُورَ الأوپرا، ومعظم الناس يجهلون منها حتى الإسم.

ولكني منذ العام ١٩٢١ لا أرتاد الامكنة التي يرتادها معظم الناس: المسجد والكنيسة والكنيس والهيكل والعرّاف،

مع اني أقرأ البختَ أحياناً في فنجان القهوة.

أشعاري تصدر في ثلاثين او اربعين لغة

لكني ممنوع من النشر في تركيا بلغتي الأم.

لم أصب بالسرطان بعد

والأمر ليس ضروريًـا على كل حال.

لن أصبح رئيس وزراء او شيئًا من هذا القبيل، فليس لديّ أي مَيل لمثل هذه المهنة.

لم أحارب

لم أنزل الى الملاجيء في منتصف الليالي

ولا أنا سلكتُ طريق المنافي تحت قصف الطيران.

ولكنني متيّم بالحبّ وأنا على أبواب الستّين.

وبإختصار، يا رفاق،

فمع اني اليوم، في برلين، ينفطر قلبي حزناً حتى الموت،

أستطيع ان أقول إني عشت حياةً تليق بإنسان.

كم تبقّى لي من العمر؟

ما الذي يخبّئه لي القَدَر؟

من يدري؟

كتبت هذه السيرة الذاتية فى برلين الشرقية في ١١ أيلول / سپتمبر ١٩٦١؛

(١*) : ولد في ١٥ كانون الثاني / يناير ١٩٠٢ - في سالونيكي (اليونان)؛

وتوفي في ٣ حزيران / يونيو ١٩٦٣ - في موسكو (الاتحاد السوڤييتي).

ونقلها الينا ومنقول عنها:

[ سهام داوود ]

 
 
 

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating

Join our mailing list

Never miss an update

© 2023 by Glorify. Proudly created with Wix.com

bottom of page