top of page
Search
Writer's pictureasmourajaat2016

ميلاد قصيدة *قصيدة جديدة للشاعر محمد الصالح الغريسي


في حمرة المغيبْ تحسَّسَتْ حروفُ أبجديّتي وشاحها الغريبْ.. تردّدتْ.. تلعثمتْ.. و مهمهتْ... تبعثرت جحافلُ الكلامْ أصابها الذّهولْ.. و ضاع صوت الشّاعرْ، في زحمة المشاعرْ.. و صولة الزّمنْ... الصّمت قدغزا قوافل الصَّخَبْ مردّدا: "تبّت يدا أبي لهبْ" ... و ضجّت الآهاتْ، تراكمتْ .. تعاظمتْ.. تصادمتْ.. في موكب الأصواتْ: و اختلط الصّياحُ .. بالنّواحِ.. بالبكاءْ.. تحوّلت أنفاسُهُ.. شهْقَاتُهُ .. ضَحْكَاتُه ُ أشلاءْ ، أشلاءَ غمغاتْ.. و تاهتِ الأصداءُ في الأجواءْ: تجمّدَ الكلامْ .. و انزاحتِ الرّؤى.. تحوّلت هباءْ .. و اختلط السّّرور بالبكاءْ و التبست بالأرض قبّة السّماءْ تشابهت ما بينها الأسماءْ تجاذبت "توابع "الأشعارْ تشابكتْ تصارعتْ و أرعدت و أزبدتْ و احتدّ بينها الخلافْ من أين أبدأ القصيد !؟ من ثورة أخمدها "الأفيونْ" من قرية صادرها "صهيونْ" من "يمن" دمّره "الْجِوَارْ" من ثورة " الرّبيعْ" دبّرها المستعمر الوضيعْ من قصّة ألّفها الأشرارْ في رحلة التّفتيش عن أسلحة الدّمارْ من "ماراطون"السّوقِ في تَسَابُقِ "الْأَسْعَارْ" من أين أبدأ القصيدْ !؟ "حكومة" قد أَشْكَلَتْ من قبلما تشكّلتْ، تلوّنتْ.. تقوننت ْ.. تفنّنتْ.. تقلّبتْ.. تقولبتْ تعلّبتْ.. و في النّهايةِ أتتْ بالكاد قد تشكّلتْ.. من أين أبدأ القصيدْ !؟ من حكمة أهملها السّهاةْ و فرصة أضاعها الغفاةْ أم من هواة "خذ و هات" أم من رسالة أضاعها البريدْ لأمّة لا تعرف الحدودْ... و حين شقشق الصّباحْ و أذّن المؤذّن و صاحْ: "حيّ الصّلاح حي على الفلاحْ" و أمسكتْ في التوِّ "شهرزادُ"عن كلامها المباحْ تجمّعتْ حروفُ أبجديّتي في موكب مجيدْ و أعلنت بصوتها العتيدْ ولادة القصيدْ.

26/12/2019

محمد الصالح الغريسي

5 views0 comments

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page