~ هذا الّذي "يمتاز بالأحزان.."، ليس أنا
تردد أنّ يوزرسيف، في أنباء عبرانيّة، تعني "الحزين"
ولست يوزرسيف بـ"الإسم الجريح" كما هو..
اسمي "يو" فقط
وتطابق الأسماء لا يعني هنا شيئا
لذا، هذا الّذي "يمتاز بالأحزان.."
في ديوانه البدريّ، ليس أنا
وإن كان "الحزين" كحامل الأعباء منذور لهذا الهم
منذ بداية الـمشوار في هذا الوجود
كيوسف الصّدّيق أو كالأنبياء الأخرين
وهم يقولون الجمال بقوّة الشّعراء
والشّعراء؟
- ملعونون في هذا السياق
أنا فقط "يو"
لست، من جهتي، نبيّا
لا نبوءة في زمان كالّذي نحياه
حيث اللّه غير اللّه
والإنسان كالحيوان في إسطبله
ودسائس الدّستوبيا
هي ما نراه الآن: دستور الرّويبضة..
انتهى الإنسان في زمن الرّويبضة
انتهى
وعليه، من ثمّ، السّلام
أنا مجرّد قائم بـمهمّة
ومهمّتي أن لا أكون أنا أنا
وبكلّ ما أوتيت من ذئبيّة
أن أفتح الأبواب، بابا تلو باب:
باب ما يجري هنا والآن من خور
وباب مسلّمات ضحلة أو فجّة لا تنصف امرأة إلى رجل ولا ترقى بإنسانيّة البشريّة الزّرقاء، لا ترقى بـها معنى إلى ما يشبه المعنى
وباب معلّبات الدّين، باب اللّه في صحراء سلطته غريبا
باب من لا باب في الدّنيا له
باب الّذين طغوا، تواصوا بالهجوم على الـمدينة وهي في الشّفق الأخير من الغروب
وباب إشفاق الرعيّة وهي في مرعى بلا زرع على راع بلا رأس
وباب الانتشار الافتراضيّ، انتهت دعة النّفوس وأفرغت من كلّ محتوياتـها الـمثلى النّفوس وحلّ، مطرحها، الخواء وما إليه وأتلف الزّرع الجراد
وباب أبواب الحياة بكلّ تلويناتـها
لا باب يفضي، من تخشّبه، إلى باب وتلك حكاية الأبواب في أعلى مفارقة لـها
حتّى القصيدة بابـها ما عاد بابا
فليلجها من به أو من بـها الظّمأ العظيم لغاية في غابة من بابـها الخلفيّ
حيث الـمطبخ الليبيدويّ وكلّهم أو كلّهنّ كما نرى: رجل إلى امرأة أو امرأة إلى رجل
وتلك حكاية ملغومة تفصيلها في باب "ما الدّستوبيا؟"
هذا أنا
"أمتاز بالأحزان" وهي غنيمتي الأغلى من الفسفاط والأغلى من البترول والأغلى من الكرسيّ في عيني سياسيّ، صغير
قائم بمهمّة كبرى أنا
أن لا أكون أنا أنا
ولأجل ذلك كلّه
تتجمّل الأحزان لي
وتـهيب بي: أن طر بعيدا، عاليا
ودع السّفوح لأهلها
زردة في 19 ماي 2019
Comentários