top of page
Search
Writer's pictureasmourajaat2016

(منقول) محمد برادة .. مثاقفة مُنتجة ومسار نقدي مُتجدّد


لا يختلف اثنان في كون محمد برادة، يعد واحدا من أهم الأصوات النقدية في المغرب، وفي العالم العربي بوجهٍ عامٍ، فبفضله عرف الخطاب النقدي بالمغرب قفزة نوعية على مستوى الميتا-لغة والتطبيق، وأكبر مثال على ذلك، أن برادة ومنذ ستينيات القرن الماضي إلى وقتنا الراهن، أخذ على عاتقه مهمة اجتراح معابر جديدة ومغايرة للنقد، ليس على المستوى المغربي فقط، وإنما على المستوى العربي بوجه عامٍ، ممارسة وحفراً، وترجمة وتلقيا وكتابةً، ومما لا شك فيه.

فإن هذا المسار النقدي، بقدر ما هو ضاج بأسئلته وإشكالاته، بقدر ما هو منسجم ومتجدد على مستوى بناء المفاهيم ومراجعتها، أو عن طرق وآليات استزراعها في تربة النقد العربي، فمنذ كتابه عن مندور(۱)، الذي يعد مرحلة تأسيسية مهمة لخطاب نقد النقد في العالم العربي، إلى كتاباته النقدية حول الرواية والسرد بشكل عام، لا ينفك برادة على الانغمار في نهر النظريات النقدية الغربية ومحاولات تنسيبها في الحقل الثقافي العربي، بما ينطوي عليه ذلك، من مآزق ابستيمية ومنهجية وتنظيرية، إلا برادة في مسعاه نحو تجديد الرؤى والتصورات بخصوص الخطاب النقدي العربي، ظل ملتحما بهموم الإنسان وطموحاته نحو التحرر والحداثة والتنوير.

لنقل، إن عبوراته النقدية مثال على المثاقفة بمعناها الإيجابي المثمر، لذا، فإن أكثر شيء يُشدد عليه برادة في كتاباته النقدية هو سؤال المثاقفة، ودورها في إثراء المنجز النقدي العربي وتخصيبه، دون السقوط في وهم التبعية العمياء والانجرار وراء تقليد يهدم، بدل ان يخلخل ويبني ويحفر عميقاً في طبقات النقد في مسعى لتجاوز قُصورات المثاقفة ومآزقها.

1 _ النقد وسؤال المثاقفة

في كتابه عن مندور، ستبرز الحاجة إلى المثاقفة، كرهانٍ يمزج بين الوافد المستجلب والعربي الأصيل، سعياً نحو تغذية مسارات النقد العربي، ولعل اختيار مندور، يَتَعَيَّنُ بوصفه مرجعاً حيّاً للمثاقفة مع الغرب، رغم أن نظرة نُقادنا وكُتّابنا إلى المثاقفة، لم تخلُ من انتقاص، فهي بحسب الشاعر والناقد محمد بنيس “مثاقفة معطوبة”، وقِسْ على ذلك آراء مجموعة من النقاد العرب الآخرين، لكن، برادة بتكوينه الموسوعي، يأبى التموقع ضمن هذه الخانة.

بل يسعى إلى جعلها مثاقفة منتجة ورافداً للإسهام في طرح الأسئلة العميقة والاستفادة منها في خلخلة الخطاب النقدي العربي والعمل على تطويره، والإشكال ها هنا، يتجلّى في هذا التفاوت الحاصل بين ظهور نظرية نقدية في الغرب وتاريخ وصولها وتلقيها عند العرب، ذلك ان لحظة وصولها وانبثاقها في الفضاء العربي، فهي قد تكون استنفذت كل طاقاتها وحمولاتها. يقول برادة بهذا الخصوص: “من بين الأسباب التي حدت بي إلى اختيار دراسة أعمال الناقد محمد مندور، ما لاحظته من تفاوت مستمرٍ بين النقد العربي المعاصر والنقد الغربي.

ذلك أن ثقافتنا تتأخر دائمًا في التعرف على الاتجاهات والمذاهب الأجنبية، وكثيرًا ما يتم التعرف بعد أن تصبح تلك الكتابات مستنفدة لأغراضها عند من صاغوها”(٢)، بيد أن الحقل الثقافي الذي نسجه برادة طوال عقودٍ طويلةٍ من الممارسة النقدية والإبداعية، قمين بأن يفتح منافذ للنظرية والنقد ونقد النقد والتنظير والترجمة والنقد الثقافي المقارن والتأويليات والرواية والقصة.

انطلاقا من وعيه بقدرة النقد على .............................................................................

.................................................................................................

7 views0 comments

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page