top of page
Search
Writer's pictureasmourajaat2016

منقول: في الذكرى السادسة والخمسين لرحيل شاعر الحب الثورة، الرفيق ناظم حكمت: سيرة ذاتية



وُلدتُ فى 1902

لم أعد أبدا إلى مسقط رأسى

أنا لا أحب العودة إلى الوراء

فى الثالثة كنت أعمل حفيدًا لأحد الباشاوات فى حلب

فى التاسعة عشرة طالبًا فى الجامعة الشيوعية فى موسكو

فى التاسعة والأربعين عدت إلى موسكو كضيف لحزب التشيكا

وكنت شاعرا منذ أن كنت فى الرابعة عشرة

بعض الناس يعرفون كل شيء عن النباتات وبعضهم عن السمك

وأنا أعرف الفراق

بعض الناس يعرفون أسماء النجوم عن ظهر قلب

وأنا أحفظ الغياب عن ظهر قلب

نِمْتُ فى سجون وفى فنادق كبرى

عرفت الجوع حتى جوع الإضراب عن الطعام

ولا يوجد تقريبا طعام لم أذقه

فى الثلاثين أرادوا أن يشنقونى

فى الثامنة والأربعين أن يمنحونى جائزة السلام

وهذا ما فعلوه

فى السادسة والثلاثين افترشت أربعة أمتار مربعة من الأسمنت المسلح طوال نصف عام

فى التاسعة والخمسين طرت من براغ إلى هاڤانا فى ثمانى عشرة ساعة

لم أر أبدا لينين ووقفت أراقب تابوته فى ال 24

فى ال 61 القبر الذى أزوره هو كُتـُبُهُ

حاولوا أن يزيحونى بعيدا عن حزبى

ولم ينجحوا

ولا انسحقت أنا تحت الأصنام المتهاوية

فى ال 51 أبحرت مع صديق شاب عبر أسنان الموت

فى ال 52 قضيت أربعة أشهر راقدا على ظهرى بقلب مكسور

منتظرا الموت

كنت غيورا على النساء اللاتى أحببتهن

لم أحسد تشارلى تشاپلين أبدا

خدعت نسائى

لم أغتب أصدقائي مطلقا

شربت ولكن ليس كل يوم

كسبت مال خبزى بأمانة وياللسعادة

وقلقا على آخرين كذبتُ

كذبتُ حتى لا أؤذى شخصا آخر

لكننى أيضا كذبتُ بلا سبب على الإطلاق

ركبتُ قطارات وطائرات وسيارات

معظم الناس لا يجدون الفرصة لذلك

ذهبتُ إلى الأوپرا

معظم الناس لم يسمعوا أصلا عن الأوپرا

منذ ال 21 لم أذهب إلى الأماكن التى يزورها معظم الناس

المساجد والكنائس والمعابد والمحافل والسحرة

لكننى جعلتهم يقرأون لى ثفل قهوتى

كتاباتى منشورة فى ثلاثين أو أربعين لغة

وهى ممنوعة فى بلدى تركيا فى لغتى التركية

السرطان لم يصبنى بعد

ولا شيء يقول إنه سيفعل

لن أكون أبدا رئيس وزراء أو شيئا من هذا القبيل

ولن أريد حياة كهذه

ولا ذهبت إلى الحرب

ولا حفرت فى مخابئ القنابل فى عمق الليل

ولم يكن علىَّ أبدا أن أنطلق إلى الطريق تحت طائرات تنقضّ

لكننى وقعت فى الحب فى الستين تقريبا

باختصار يا رفاق

حتى إذا كنت اليوم أئنّ فى برلين من الحزن

يمكننى أن أقول أننى عشتُ ككائن بشرى

ومَنْ يدرى

كم سأعيش أكثر

وماذا أيضا سيحدث لى



كتبت هذه السيرة الذاتية فى برلين الشرقية فى 11 سپتمبر 1961



4 views0 comments

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page