أزمنة
أتحدّث عن الأيام والليالي
عن ارتجاج الشوارع
عن الشمس التي تُقسم على سكاكينها
أتحدّث عن جرح في ظهري
حيث وزن العالم يؤلم
عن الشيء الوحيد الذي لا تسمح البلّورات برؤيته
عن الضغينة وشفافيتها في الدم.
أتحدّث عن حيوان نائم
وإيقاعات فالس مع فراشات في بركتي
أتحدّث عن عدم القدرة على تجاهل
ساعات الفجر بموتاها
عن يديَّ المتعرّقتَين
عن الجدران حيث يختبئ الحب
عن الإله الذي يغنّي في تلك الشواطئ
حيث تتكسّر الأمواج.
■ ■ ■
بيتٌ من دخان
في مكانٍ ما من العالم ستجدُ
بأنّ دمعةً مجموعةً في السرير
هي مقصٌ مفتوحٌ تحت الوسادة
سترى تلك الشوارع التي تأخذنا إلى الداخل أكثر
حين تعيد الذكريات
هدايا بؤسها.
■ ■ ■
الكلمات تطير
هذه الأبواب المفتوحة
على ليل الجسد
تُغلَق دون صوت المفصلات.
وخلفها الوقت
يسيل في قطعٍ
وتغدو موسيقاه الحاقدة
غير قابلة للاختراق
حين يهجركَ ضجيجه
ويصير جفاف الكلمات
السراب على وجهكَ
افهم أنه لا يهربُ
لأن هناك حاجة للهواء.
بين البحار والصحارى
أماكن غير مرئيةٍ
كانت تنتظر العيون.
■ ■ ■
عادة
في المرّات التي ترك النهر فيها حذاءه
وركض حافياً خلف الريح
الشجرة صنعت من قمّتها الجذور
والطيور سارت سكرانة.
لم أعرف من أين يأتي الضحك
دون أن يتركَ بعض الدموع.
رأيتُ ساقيَّ تهربان منّي
متعثّرتَين
والتفاتات جسدكِ
تردّني نحو حلم.
■ ■ ■
كلماتٌ مثل جسدٍ
حيث تُبدّد السماء جدرانها من الضباب
يتنفّس الليل على شواطئ البحر.
حيث لا توجد كلماتٌ
تأتي الحياة بلا مقاومةٍ
وكل يومٍ تتعثّر أصوات أدراج متآكلةٍ
مع الريح
حتى لا يؤمن أحدٌ
بالصمت الذي تتذكّرينه.
كلمات تلمع في الهواء
عضّات على الجلد
لا تَفهم صوتها المدمّرَ
لا تَعرف ما يعود مع تدفّق الأمواج
ذلك الظل
مثل قوارب تتكسّر.
■ ■ ■
حين يصل كل يوم
تبدو على شفتيَّ الكذبة
كأن شخصاً ما في فمي يضحك
حين تضرب الموسيقى الجدران
بينما ينخلع الصدر
والقلب يضغط على الكلمات
في تواصُل قلّة النوم.
ويُصبح الجسم ثقيلاً
كما لو أنّ ميتاً سيؤخذُ عبر هذه الممرّات الضيقة
حيث تعكسنا المرآة
أحياناً أفكّر لماذا الذاكرة
لم تمنحني الوقت لأرى ندباتٍ
لماذا الألم
يحتلّ هذه الغرفة دون امتلاكها
مثل تواصلٍ لما هو غير مرئي.
* Giovanny Gómez شاعر كولومبي ولد عام 1979 في مدينة بوغوتا. حاز ديوانه الشعري الأول "بيت من دخان" سنة 2016 على "الجائزة الوطنية للشعر ماريا مرسيدس كارانثا".
** ترجمة: إبراهيم اليعيشي
Comments