ﺑﻌﺪ ﻣﺸﺎﻭﺭﺍﺕ ﻗﺼﻴﺮﺓ ، ﻗﺮﺭﺕ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻔﻴﻦ ﺍﻥ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻛﺎﻥ ﻣﺬﻧﺒﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺄﻏﻠﺒﺔ 280 ﺻﻮﺗﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ 221 ﺻﻮﺕ . ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺂﺓ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻟﺴﻘﺮﺍﻁ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﺟﺎﺀ ﻣﺘﻘﺎﺭﺑﺎً ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺧﺴﺎﺭﺗﻪ ﻟﻼﺻﻮﺍﺕ ﺑﻬﺎﻣﺶ ﺍﻛﺒﺮ . ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ( ﻣﻴﻠﻴﺘﻮﺱ ) ﺍﻗﺘﺮﺡ ﺍﻥ ﻳُﻌﺎﻗﺐ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﺑﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ ، ﻭﻃُﻠﺐ ﻣﻦ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﺍﻥ ﻳﻠﺘﻤﺲ ﺷﻜﻼ ﺁﺧﺮ ﻟﻠﻌﻘﻮﺑﺔ . ﻭﻛﻤﺎ ﻣﺘﻮﻗﻊ ، ﻟﻢ ﻳﺴﺄﻝ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻮﺩ ﺩﻓﻌﻬﺎ ، ﻭﺍﻧﻤﺎ ﻋﻦ ﺍﻱ ﻏﺮﺍﻣﺔ ﻳﺴﺘﺤﻖ . ﻭﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻥ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﺷﻐﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻤﻮﺣﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ، ﻓﻬﻮ ﺗﻮﺻّﻞ ﺍﻟﻰ ﺍﻧﻪ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻤﻜﺎﻓﺄﺓ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ . ﻭﺑﻨﺎﺀﺍً ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ، ﻫﻮ ﺍﻗﺘﺮﺡ ( ﺳﺎﺧﺮﺍً ) ﺍﻥ ﻳُﻘﺪّﻡ ﻟﻪ ﻃﻌﺎﻡ ﻣﺠﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺔ ﺍﻟﻀﻴﺎﻓﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺍﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻺﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺎﻟﻔﺎﺋﺰﻳﻦ ﺑﺎﻵﻟﻌﺎﺏ ﺍﻻﻭﻟﻤﺒﻴﺔ . ﺍﻻﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺟﻬﺔ ﻭﺧﻠﻔﻴﺎﺗﻬﺎ ﻫﺰﻳﻤﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ، ﺧﻠﻖ ﺻﺮﺍﻋﺎﺕ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ، ﺍﻟﺘﺴﺒﺐ ﺑﺄﺯﻣﺔ ﺍﺧﻼﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 404 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ، ﺍﺳﺘﺴﻠﻤﺖ ﺍﺛﻴﻨﺎ ﻟﺴﺒﺎﺭﻃﺔ ﻭﺣﻠﻔﺎﺋﻬﺎ ﻣﻨﻬﻴﺔ ﺣﺮﺑﺎ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺍﻣﺘﺪﺕ 27 ﻋﺎﻣﺎ . ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻻﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺷﻬﺪ ﻫﺰﻳﻤﺔ ﺳﺎﺣﻘﺔ ﻟﻼﺛﻨﻴﻴﻦ ﺗﻜﺒﺪﻭﺍ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺘﻠﻰ ، ﻛﻤﺎ ﺷﻬﺪﺕ ﺍﺛﻴﻨﺎ ﺻﺮﺍﻋﺎ ﻣﺪﻧﻴﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻧﺼﺎﺭ ﺍﻻﻭﻟﻴﻐﺎﺭﺗﻴﺔ
( ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻘﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺛﺮﻳﺎﺀ ) ﻭﺍﻟﻤﺆﻳﺪﻳﻦ ﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺗُﻤﺎﺭﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ . ﻭﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﺍﺛﻴﻨﺎ ﻭﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﺗﺤﺼﻴﻨﺎﺗﻬﺎ ، ﺗﻀﺎﺋﻞ ﺣﺠﻢ ﺍﻻﺳﻄﻮﻝ ﺍﻻﺛﻨﻲ ﻛﺜﻴﺮﺍ ، ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺍﺭﺗﺒﻂ ﺑﺎﺳﺒﺎﺭﻃﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﺼﺮﺓ ﻋﺒﺮ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻭﻟﻴﻐﺎﺭﺗﻴﺔ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻃﻔﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﺳﺒﺎﺭﻃﺔ . ﻭﻓﻲ ﺍﺛﻴﻨﺎ ﺫﺍﺗﻬﺎ ، ﺍﺳﺘﻮﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﻃﺎﻏﻴﺔ ﺑﺪﻋﻢ ﺍﺳﺒﺎﺭﻃﻲ ﻭﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺎﻟﻐﺎﺀ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﺛﻴﻨﺎ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ . ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻄﻐﺎﺓ ﺍﺷﺎﻋﻮﺍ ﺍﻻﺭﻫﺎﺏ ﻭﺍﻋﺪﻣﻮﺍ ﺍﻟﻤﺌﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﻴﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻭﻧﻔﻲ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻭﻣﺼﺎﺩﺭﺓ ﺍﻣﻼﻛﻬﻢ . ﻟﻜﻦ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻄﻐﺎﺓ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺣﻴﺚ ﺍﻃﻴﺢ ﺑﻬﻢ ﺑﺎﻧﻘﻼﺏ ﻗﺎﺩﻩ ﻋﺴﻜﺮﻳﻮﻥ ﻣﻨﻔﻴﻮﻥ ﻭﺑﺘﺪﺧﻞ ﺍﺳﺒﺎﺭﻃﻲ ﺗﻢ ﻓﻴﻪ ﺍﺻﺪﺍﺭ ﻋﻔﻮ ﻋﺎﻡ ﻭﺍﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﺛﻴﻨﺎ . ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﺳﻘﺮﺍﻁ ، ﻛﺎﻥ ﺍﻻﺛﻨﻴﻮﻥ ﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﺳﺒﺎﺏ ﻟﻔﺸﻠﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ . ﻛﺎﻥ ﻟﺴﻘﺮﺍﻁ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﺎ ﻗﻮﻳﺎ ﻣﻊ ﻣﻔﻜﺮﻳﻦ ﻟﻌﺒﺖ ﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻬﻢ ﺩﻭﺭﺍ ﺭﺋﻴﺴﻴﺎ ﻓﻲ ﻫﺰﻳﻤﺔ ﺍﺛﻴﻨﺎ ﻭﻣﺎ ﺍﻋﻘﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﺿﻄﺮﺍﺏ ﺳﻴﺎﺳﻲ . ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ " ﻫﻮ ﺍﻓﺴﺪ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻛﻲ ﻻﻳﺆﻣﻨﻮﺍ ﺑﺎﻻﻟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﻪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ، ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻣﺠﺮﻡ ﻭﻓﻀﻮﻟﻲ ، ﻳﺘﺪﺧﻞ ﺑﺎﺷﻴﺎﺀ ﺗﺤﺖ ﺍﻻﺭﺽ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ، ﻭﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﺍﻷﺿﻌﻒ ﺗﺒﺪﻭ ﻫﻲ ﺍﻻﻗﻮﻯ ، ﻭﻳﻌﻠّﻢ ﻧﻔﺲ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺷﻴﺎﺀ ﻟﻼﺧﺮﻳﻦ ". ﺑﻼﻏﺔ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﺑﺪﺃ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﺑﺘﺴﻠﻴﻂ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﺣﺎﺩﻳﺜﻪ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺷﺒﺎﺑﺎ ، ﻭﻭﺻﻔﻬﺎ " ﺑﺎﻟﺰﺍﺋﻔﺔ ". ﺍﻋﻠﻦ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﺍﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﺘﺤﺪﺛﺎ ﺑﺎﺭﻋﺎ ، ﻭﺍﻧﻪ ﺳﻴﺘﺤﺪﺙ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﺑﻠﻐﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻭﻣﺒﺴﻄﺔ ﺍﻋﺘﺎﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺳﻤﺎﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﺍﺛﻴﻨﺎ . ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺪ ﺍﻟﺒﻼﻏﻲ ﻫﻮ ﺫﺍﺗﻪ ﺣﻴﻠﺔ ﺑﻼﻏﻴﺔ ، ﻫﻮ ﻫﻨﺎ ﻳﺴﻌﻰ ﻟﻜﺴﺐ ﺛﻘﺔ ﻭﺗﻌﺎﻃﻒ ﻣﺴﺘﻤﻌﻴﻪ ﺑﺘﺄﻛﻴﺪﻩ ﺍﻧﻪ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻦ . ﺫﻛﺮ ﺍﻳﻀﺎ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻳُﺠﻠﺐ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ . ﻫﻮ ﻫﻨﺎ ﻳﺴﻔّﻪ ﺍﻻﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺟّﻪ ﺍﻟﻴﻪ : ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻧﺸﺎﻃﻪ ﻣﻨﺬ ﺯﻣﻦ ﻃﻮﻳﻞ ﻭﺍﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻦ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻳُﺠﻠﺐ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻵﻥ ﻭﻫﻮ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﺮ؟ . ﻓﻲ ﺭﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺗﻬﻤﺔ ﺍﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺫﻛﺮ ﺍﻧﻪ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺻﺤﻴﺤﺎ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻻﻳﺄﺗﻮﻥ ﻟﻠﺸﻬﺎﺩﺓ ﺿﺪﻩ ، ﻛﺬﻟﻚ ﺫﻛﺮ ﺍﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻘﺎﺿﻰ ﺍﻳﺔ ﺍﺟﻮﺭ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ، ﻭﺍﺷﺎﺭ ﺍﻟﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﻳﻦ ﻳﻌﻠّﻤﻮﻥ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﺟﻮﺭ ﻭﻻ ﺍﺣﺪ ﺍﺩﺍﻧﻬﻢ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ . ﻳﻘﻮﻝ ﺳﻘﺮﺍﻁ " ﺍﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻣﺘﻬﻤﺎً ﺑﺎﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﺬﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﺭﻳﺴﺘﻮﻓﺎﻥ ( 1 ) ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻤّﻢ ﺍﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺣﺮﺿﻬﻢ ﺿﺪﻱ ". ﺳﻘﺮﺍﻁ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺪﻝ (Elenchus) ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﺠﻮﺏ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﺭ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻃﺮﺡ ﺍﺳﺌﻠﺔ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﻻﺟﺎﺑﺔ ، ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻜﺸﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﺟﻬﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻭﻋﻦ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ . ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻳﺆﻛﺪ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻻﺧﺮﻭﻥ ﺗﺼﻮﺭﻭﺍ ﺍﻧﻔﺴﻬﻢ ﺣﻜﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﺷﻴﺎﺀ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻻ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ . ﺳﻘﺮﺍﻁ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﺣﻴﻦ ﻛﺸﻒ ﻋﻠﻨﺎ ﻋﻦ ﺟﻬﻞ ﺍﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺼﻮﺭﻭﺍ ﺍﻧﻔﺴﻬﻢ ﺣﻜﻤﺎﺀ . ﺣﻮﻝ ﺍﺗﻬﺎﻣﻪ ﺑﺎﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ، ﻗﺎﻡ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﺑﻌﻘﺪ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺗﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﺨﻴﻞ ، ﻭﺍﺳﺘﻨﺘﺞ ﺑﺎﻧﻪ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺪﺩ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺀ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﺑﻤﻬﺎﺭﺓ ﻋﺎﻟﻴﺔ ، ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻪ ﺍﻻ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺀ . ﻫﻮ ﻫﻨﺎ ﻟﻢ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﻫﺎﺟﻢ ﻣﺼﺪﺍﻗﻴﺔ ﻣﺘﻬﻤﻴﻪ ﺑﻜﺸﻒ ﺟﻬﻠﻬﻢ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ . ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﻣﺎ ﺑﺪﺍ ﻛﺄﻧﻪ ﻣﺰﺣﺔ ، ﻓﻬﻮ ﺍﻋﻠﻦ ﻓﻲ ﺭﺩّﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺩّﻋﺎﺀ ﺍﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻫﻮ ﻟﻢ ﻳﺘﻌﻤﺪ ﺍﻳﺬﺍﺀ ﺍﻱ ﺷﺨﺺ . ﻭﺑﻤﺎ ﺍﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻳﺬﺍﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻓﻬﻮ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭ ﺍﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻳﺬﺍﺀ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻗﺘﺮﺍﺡ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﻟﺔ . ﻭﻟﺬﺍ ، ﻫﻮ ﺳﻴﺮﻓﺾ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺍﻫﺎ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻔﻴﻦ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ . ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺳﺘﺘﺮﻛﻪ ﺗﺤﺖ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ . ﺍﻹﺑﻌﺎﺩ ﺳﻴﺠﻌﻠﻪ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻻﺳﺘﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻄﺮﺩ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻨﻘﻞ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﺧﺮﻯ . ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻳﺮﻓﺾ ﺍﻳﻀﺎ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻔﻠﺴﻒ ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻵﺩﺍﺀ ﻭﺍﺟﺒﻪ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﺨﻴﺮ . ﻓﻘﻂ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻫﻮ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻧﻔﺴﻪ ، ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﻌﻠﻦ ﻋﻦ ﻣﻘﻮﻟﺘﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﻼ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﻻ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺍﻥ ﺗُﻌﺎﺵ . ﺍﺧﻴﺮﺍ ، ﻳﻘﺘﺮﺡ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﺍﻧﻪ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺤﺘﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﻓﻊ ﻏﺮﺍﻣﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻓﻴﺠﺐ ﺍﻥ ﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﺩﺭﺍﺧﻤﺎ ، ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻣﺘﻮﻓﺮ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﻧﻘﻮﺩ . ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍﻻﺧﻴﺮﺓ ﺗﺪﺍﻋﻰ ﻟﻪ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺘﺤﻤﺴﻴﻦ ﻣﺜﻞ ﺍﻓﻼﻃﻮﻥ ﻭ ﻛﺮﻳﺘﻮ ﻭ ﻛﺮﻳﺘﻮﺑﻮﻟﺲ ﻭ ﺍﺑﻮﻟﻮﺩﻭﺭﺱ ﻣﻌﺮﺑﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﻫﻢ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﺛﻼﺛﺔ ﺁﻻﻑ ﺩﺭﺍﺧﻤﺎ ﺑﺪﻻً ﻋﻨﻪ . ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﺭﺍﻏﺒﺎً ﻓﻲ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ؟ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﺳﻘﺮﺍﻁ ، ﺟﺎﺀ ﺩﻓﺎﻉ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﺍﻓﻼﻃﻮﻥ ( 2 ) . ﻫﻨﺎ ﻇﻬﺮ ﺳﻘﺮﺍﻁ ، ﺭﻏﻢ ﺩﻓﺎﻋﻪ ﺍﻟﻤﻄﻮﻝ ، ﻟﻴﺲ ﻟﻜﻲ ﻳﺒﺮﺉ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻻﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ، ﻭﺍﻧﻤﺎ ﻟﻜﻲ ﻳﻀﻤﻦ ﺍﺩﺍﻧﺘﻪُ ﻣﺘﻠﺒﺴﺎ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻳُﻌﺎﻗﺐ ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ . ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﻥ ﻫﺪﻓﻪ ﺍﻻﺧﻼﻗﻲ ﻫﻮ ﻹﻧﺠﺎﺯ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻋﺒﺮ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻰ ﻣﺪﻳﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻘﺼﻮﻯ ، ﺍﺫﺍً ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻫﻮ ﻳﻀﺤﻲ ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻟﻢ ﻳﺮﺗﻜﺒﻬﺎ؟ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺍﺩﺭﺍﻙ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﺍﻥ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻫﻮ ﺍﻛﺜﺮ ﺍﻫﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﻤﻨﻘﺬ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ . ﻫﻮ ﺫﻛﺮ ﺍﻥ " : ﺍﺣﺪ ﻣﺎ ﺳﻴﻘﻮﻝ : ﺍﻻ ﺗﺨﺠﻞ ﻳﺎﺳﻘﺮﺍﻁ ، ﻣﻦ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻘﻮﺩﻙ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ؟ ﺍﻧﺎ ﺭﺑﻤﺎ ﺍﺟﻴﺐ : ﺍﻧﺖ ﺧﺎﻃﺊ : ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﻻ ﻳﺤﺴﺐ ﻓﺮﺹ ﺑﻘﺎﺋﻪ ﺣﻴﺎ ﺍﻭ ﻣﻴﺘﺎ ، ﻫﻮ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻱ ﻋﻤﻞ ﺻﺤﻴﺤﺎ ﺍﻡ ﺧﺎﻃﺌﺎ ﻳﻤﺜﻞ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﺍﻡ ﺍﻟﺴﻲﺀ ". ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻫﻢ ﻣﺒﺪﺃ ﻟﺪﻯ ﺳﻘﺮﺍﻁ ، ﻭﻫﻮ ﺍﻥ ﻣﻮﺗﻪ ﻷﺟﻞ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﺳﻴﺠﻌﻠﻪ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻻﻛﺜﺮ ﺭﻗﻴﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻻﻛﺜﺮ ﺁﻣﺎﻧﺎً . ﻃﻮﺍﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ، ﻳﻄﺮﺡ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﺭﺅﺍﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ، ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ، ﻭﺍﻟﻨﺒﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻻﺧﻼﻗﻴﺔ ، ﻟﻴﺲ ﻟﻜﻲ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﺳﻤﻪ ﻣﺸﻬﻮﺭﺍ ﻭﺍﻧﻤﺎ ﻟﻴﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺟﻬﻞ ﻣﻀﻄﻬﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ . ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﻬﻤﺔ ﺍﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ، ﻭﺍﻻﻟﺤﺎﺩ ﻭﺍﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﻬﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ، ﻳﺆﻛﺪ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﺍﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺪﻡ ﺧﺪﻣﺔ ﻻﺛﻴﻨﺎ ﺑﺘﺤﺴﻴﻦ ﻋﻘﺎﺋﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ . ﺳﻘﺮﺍﻁ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﺍﻟﺘﻬﻢ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺮﺭﺓ ﻛﻠﻴﺎ . ﻫﻮ ﺍﺩّﻋﻰ ﺍﺻﻼﺡ ﻭﺗﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻻﺧﻼﻗﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻪ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻻﺧﺮﻳﻦ . ﻫﻮ ﺧﺼﺺ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻻﺳﺘﺠﻮﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻻﺧﺮﻳﻦ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ . ﺟﺎﺩﻟﻬﻢ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺗﺮﻛﻴﺰ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺭﻭﺣﻬﻢ ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﺍﻭ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻭ ﺍﻟﻤﺰﺍﻳﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻻﺧﺮﻯ ." ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻳﺆﻛﺪ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻫﺪﻓﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ، ﻷﻥ " ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺨﺘﺒﺮﺓ ﻻ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺍﻥ ﺗُﻌﺎﺵ ". ﻻﺣﻘﺎ ﺑﻘﻲ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﺛﺎﺑﺘﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﺭﺍﻓﻀﺎ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﺳﻌﻴﻪ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﻠّﻔﻪ ﺣﻴﺎﺗﻪ . ﻫﻮ ﺍﺧﺒﺮ ﺍﻻﺩّﻋﺎﺀ " ﻟﺬﻟﻚ ﺍﺫﺍ ﺍﻧﺖ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﻤﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﻵﻥ ... ﻭﺗﻘﻮﻝ ﻟﻲ : ﺍﺳﻤﻊ ﻳﺎ ﺳﻘﺮﺍﻁ ، ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺳﻮﻑ ﻻ ﻧﻬﺘﻢ ﺑـ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻟﻌﺎﻡ ( ﺍﻧﻴﺘﻮﺱ ) ، ﻭﺳﻮﻑ ﻧﻄﻠﻖ ﺳﺮﺍﺣﻚ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺸﺮﻁ ﻭﺍﺣﺪ ، ﻭﻫﻮ ﺍﻥ ﺗﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻔﻠﺴﻒ ﻭﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ، ﻭﻟﻮ ﻗُﺒﺾ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﺮﺓ ﺍﺧﺮﻯ ﺗﻌﻤﻞ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﺼﻴﺮﻙ ﺍﻟﻤﻮﺕ . ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻠﻚ ﺗﻔﺮﺝ ﻋﻨﻲ ، ﻓﺎﻧﺎ ﺍﺟﻴﺐ : ﻳﺎ ﺷﻌﺐ ﺍﺛﻴﻨﺎ ، ﺍﻧﺎ ﺍﺣﺒﻜﻢ ﻭﺍﻋﺘﺰ ﺑﻜﻢ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﺍﻃﻴﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﻃﺎﻋﺘﻜﻢ ، ﻭﻣﻊ ﺍﻧﻲ ﺍﻣﺘﻠﻚ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺳﻮﻑ ﻟﻦ ﺍﻣﺘﻨﻊ ﺍﺑﺪﺍ ﻋﻦ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻭﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ " ... ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻣﺎﺕ ﻟﺴﺒﺐ ﻧﺒﻴﻞ : ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻥ ﻻ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺍﺑﺪﺍ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺧﻮﻓﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ . ﺳﻘﺮﺍﻁ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻛﻤﺜﺎﻝ ﻟﻼﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻼﺣﻘﺔ ﺣﻴﻦ ﺻﺮﺡ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ " ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺎﺭﺟﺎﻝ ﺍﺛﻴﻨﺎ ، ﺍﻧﺎ ﺍﻗﻮﻝ ﻟﻜﻢ ، ﻧﻔّﺬﻭﺍ ﻣﺎ ﻳﺎﻣﺮﻛﻢ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻟﻌﺎﻡ ، ﻓﻤﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﻄﻖ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ ﺿﺪﻱ ، ﺍﻧﺘﻢ ﺗﺪﺭﻛﻮﻥ ﺣﻘﺎ ﺍﻧﻲ ﻟﻦ ﺍﻏﻴّﺮ ﻃﺮﻳﻘﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﺑﺪﺍً ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻣﺖُّ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ " ﻫﺬﺍ ﻳﻮﺿﺢ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﺻﺮ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ ، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺧﺎﺋﻔﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ، ﻓﻬﻮ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﻧﻪ ﻟﻮ ﻣﺎﺕ ﻷﺟﻞ ﻗﻀﻴﺔ ﻧﺒﻴﻠﺔ ، ﻓﻬﻮ ﻟﺪﻳﻪ ﺍﻟﻤﺒﺮﺭ ﻟﺬﻟﻚ . ﺍﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﺎﻓﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻳﺆﻛﺪﻭﻥ ﺟﻬﻠﻬﻢ : ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺭﺑﻤﺎ ﻧﻌﻤﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺍﻟﻴﻪ ﻛﺸﺮ ﻷﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺪﺭﻛﻮﻥ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ
( 3 ) . ﻏﻴﺮ ﺍﻥ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﺣﺎﻟﻤﺎ ﺍﺗُﻬﻢ ، ﻟﻢ ﻳﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻷﻧﻪ ﻭﺍﺛﻖ ﺍﻥ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻻﺧﻼﻕ ﻫﻤﺎ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺩﺍﺋﻤﺎ . ﻫﻮ ﺍﺻﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ ﻟﻢ ﻳﺨﺴﺮ ﺍﻱ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻱ ﻓﻌﻞ ﻋﺎﺩﻝ ، ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ . ﻟﻮ ﺍﻥ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ ، ﺫﻟﻚ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺍﻧﻪ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺴﻲﺀ ﻟﻪ ، ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻓﺾ ﻗﺒﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻪ ﻳﺮﻓﺾ ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﺍﻱ ﺑﺪﻳﻞ ﺁﺧﺮ ﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ . ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻛﺠﻮﻫﺮ ﺍﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﺍﻥ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻢ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ، ﻭﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻟﺠﻴﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﺧﻼﻗﻴﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ . ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻻﺧﻼﻗﻴﺔ ، ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﺨﻄﺄ ، ﻫﻲ ﻛﺄﻱ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﺧﺮﻯ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺴﻘﺮﺍﻁ . ﺭﻏﻢ ﺗﺄﻛﻴﺪﺍﺗﻪ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭﺓ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺠﻬﻞ ، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﺸﻚ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﺧﻼﻗﻴﺔ ، ﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻛﺘﺴﺎﺑﻬﺎ ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﻬﺎ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺀ . ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﻭﺍﻟﺠﻴﺪ ﻫﻮ ﺑﺎﻻﺳﺎﺱ ﺳﺆﺍﻝ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ، ﻓﺎﺫﺍ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺠﻴﺪ ، ﻋﻨﺪﺋﺬ ﺳﻨﺘﺼﺮﻑ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﺬﻟﻚ . ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻓﻜﺎﺭ ﻃﻮﺭﻫﺎ ﻣﺮﺓ ﺍﺧﺮﻯ ﺍﻓﻼﻃﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ . ﺍﻳﻤﺎﻧﻪ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻫﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﻌﺮﻓﺔ ، ﻳﺒﺮﺭ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺳﻮﻑ ﻟﻦ ﺗﺮﻯ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻤﺂﺳﻴﻬﺎ ﺍﻻّ ﺍﺫﺍ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ، ﻭﻫﻮ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﻭﺻﻒ " ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ " ﻛﻤﺤﺎﻛﺎﺓ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ . ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻼﺣﺎ ، ﺭﻏﻢ ﻋﺪﻡ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻤﻼﺣﻴﻦ ﺑﻔﻦ ﺍﻟﻤﻼﺣﺔ ، ﻫﺆﻻﺀ ﺳﻴﻔﺸﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﺩﺭﺍﻙ ﺍﻥ " ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ " ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﺗﺮﻛﺰ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ، ﻭﺍﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺡ . ﻫﺬﻩ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﺩّﺕ ﺍﻟﻰ ﺍﺻﻄﺪﺍﻡ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺴﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺗُﺘﺨﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻓﻖ ﺍﺭﺍﺩﺓ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ . ﺍﺫﺍً ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ ﻣﺪﺭﺑﺎ ﺗﺪﺭﻳﺒﺎ ﻧﺎﺟﺤﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺀ ، ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻳﺼﺒﺤﻮﻥ ﻣﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺟﻴﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺧﺒﺮﺍﺀ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ . ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﻮﺛﻮﻕ ﺑﻤﻮﺍﻃﻨﻲ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺸﺮﻳﻊ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ؟ ﻫﻞ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻮﺛﻮﻕ ﺑﺎﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﺑﻨﺎﺋﻬﻢ؟ ﺍﻥ ﻣﻀﺎﻣﻴﻦ ﺁﺭﺍﺀ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﺗﻀﺮﺏ ﻓﻲ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻻﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ، ﻭﻫﻲ ﺗﻀﻊ ﺍﻻﺳﺎﺱ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺩﻳﻜﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃﻫﺎ ﺍﻓﻼﻃﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ . ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻟﻢ ﻳﺮﻓﺾ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﺘﻤﺎﺱ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻣﻦ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻔﻴﻦ ، ﻭﺍﻧﻤﺎ ﺭﻓﺾ ﺍﻳﻀﺎ ﻃﻠﺐ ﺗﺨﻔﻴﻒ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ . ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻃﻠﺐ ﺫﻟﻚ ﺑﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺍﻭ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ ﺍﻣﺮ ﺗﺎﻓﻪ ﻭﻣﺸﻴﻦ . ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻫﻮ ﺍﻧﻬﺎ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﻟﺔ . ﺳﻘﺮﺍﻁ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﺎﺩﻟﺔ ، ﻟﻴﺲ ﺑﺴﺒﺐ ﻗﺴﻮﺗﻬﺎ ﻭﺍﻧﻤﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﺳﺘﺼﺒﺢ ﻧﻤﻮﺫﺟﺎ ﻳُﻄﺒّﻖ ﻓﻲ ﺍﻱ ﻭﻗﺖ . ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﻟﺪﻳﻪ ﺍﺫﺍً ﻫﻮ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺘﻤﺎﺱ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻣﺨﻔﻔﺔ ﻭﺍﻧﻤﺎ ﻃﻠﺐ ﻣﻜﺎﻓﺄﺓ . ﺍﻗﺘﺮﺍﺣﻪُ ﺑﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻛﺄﺑﻄﺎﻝ ﺍﻻﻭﻟﻤﺒﻚ ﻫﻮ ﻣﺠﺮﺩ ﺷﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻴﻤﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺍﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺒﻄﻮﻻﺕ . ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ، ﻓﻲ 28 C ، ﻫﻮ ﻳﺸﺒّﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻛﻠﻴﺲ ﺑﻄﻞ ﺍﻻﻟﻴﺎﺫﺓ ، ﻓﻲ ﺗﺼﻤﻴﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﺠﺎﺯ ﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻪ ﺑﺼﺮﻑ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ، ﻭﻓﻲ 22 A ، ﻫﻮ ﻳﺸﻴﺮ ﺍﻟﻰ ﺑﻄﻮﻻﺕ ﻫﺮﻗﻞ ﺍﻻﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ ﻭﺍﺭﺗﺒﺎﻃﻬﺎ ﺑﻤﺸﺮﻭﻋﻪ ﻓﻲ ﻓﻀﺢ ﺟﻬﻞ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ . ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺎﺕ ، ﻧﺠﺪ ﻣﺮﺓ ﺍﺧﺮﻯ ﺷﻜﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻬﻜﻢ ﺍﻟﺴﻘﺮﺍﻃﻲ . ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻳﻌﺮﻑ ﺟﻴﺪﺍ ﺍﻥ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻔﻴﻦ ﺳﺘﺠﺪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻼﺋﻢ ﻟﻪ ﻛﻤﺸﺎﻛﺲ ﺍﻥ ﻳﺸﺒّﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻭﻟﺌﻚ ﺍﻻﺑﻄﺎﻝ . ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻥ ﺳﻘﺮﺍﻁ ، ﻭﺑﻌﺪﺓ ﻃﺮﻕ ، ﻫﻮ ﺍﻛﺜﺮ ﻧﻔﻌﺎ ﻟﺰﻣﻼﺋﻪ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺎﻛﻠﻴﺲ ﺍﻭ ﻫﺮﻗﻞ . ﺑﺎﺷﺎﺭﺗﻪ ﻟﻠﻤﻨﺘﺼﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺏ ﺍﻻﻭﻟﻤﺒﻚ ، ﻳﻘﻮﻝ ﺳﻘﺮﺍﻁ " ، ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻤﻨﺤﻮﻧﻚ ﻣﻈﻬﺮ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ، ﻟﻜﻨﻲ ﺍﻣﻨﺤﻚ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ 36 )" d). ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﻴﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﺎﻻﻋﺠﺎﺏ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﺎﻟﻜﻤﺎﻝ ، ﻓﺎﻥ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﺎﻟﻜﻔﺎﺡ ﻷﺟﻞ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻧﻔﺴﻨﺎ . ( ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻈﻬﺮ ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻫﻮ ﺭﺑﻤﺎ ﻳﺠﺴﺪ ﺍﻓﻜﺎﺭ ﺍﻓﻼﻃﻮﻥ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻪ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮﺓ ، ﺑﺎﻥ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻱ ﻫﻮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﻫﻢ ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ، ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺍﻟﻨﺎﻗﺺ ﻭﻋﺎﻟﻢ ﺍﻻﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ) . ﺍﺩّﻋﺎﺀ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﺍﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻼﻣُﺨﺘﺒﺮﻩ ﻻ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺍﻥ ﺗُﻌﺎﺵ ﺗﻀﻔﻲ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻟﻠﺠﺪﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﺿﻪ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ . ﺍﻻﺩّﻋﺎﺀ ﻫﻮ ﺍﻥ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺗﺼﺒﺢ ﺫﺍﺕ ﻗﻴﻤﺔ ﻓﻘﻂ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻧﻔﺴﻨﺎ . ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺤﻜﻤﺔ ، ﺗﺠﻌﻞ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ – ﻣﺤﺐ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ - ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﻛﺜﺮ ﺟﺎﺫﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻻﻭﻗﺎﺕ . ﺣﻴﻦ ﻧﺮﻓﺾ ﻣﺴﺎﺋﻠﺔ ﺍﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ، ﺳﻮﻑ ﻧﺘﺼﺮﻑ ﺑﺪﻭﻥ ﻋﻘﻞ ، ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﺠﻴﺪﺓ ﻭﺍﻻﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ . ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ، ﻃﺒﻘﺎ ﻟﺴﻘﺮﺍﻁ ﺗﺼﺒﺢ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ . ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﻴﺪﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺠﻌﻞ ﺑﻬﺎ ﺍﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﺍﻻﺧﺮﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﻮﻟﻨﺎ ﺍﻛﺜﺮ ﺳﻌﺎﺩﺓ ، ﻭﺍﻥ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻫﻲ ﺍﻥ ﻧﺘﺎﺑﻊ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺬﺍﺕ . ﻟﻮ ﺗﺨﻠﻰ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻔﻠﺴﻒ ، ﻓﻬﻮ ﺳﻴﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺨﺘﺒﺮﺓ ، ﻭﺑﺪﻭﻥ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻭ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻓﺴﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻓﻀﻞ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ . ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻣﺼﻴﺮﻩ ﻭﻗﺪ ﺿﻤﻦ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻛﺄﻋﻈﻢ ﺑﻄﻞ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ . ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻤﻮ ﺍﻻﺧﻼﻗﻲ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ، ﻭﺍﻧﻤﺎ ﻛﺴﻤﻮ ﺍﺧﻼﻗﻲ ﻟﻠﺮﻭﺡ ، ﺍﻱ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ . ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ، ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺿﻌﺖ ﺍﺳﺲ ﺍﻻﺧﻼﻕ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﺟﻠﻬﺎ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻟﻢ ﺗﺬﻫﺐ ﺳﺪﻯ .
* ﺍﻟﻬﻮﺍﻣﺶ :
( 1 ) ﺍﺭﻳﺴﺘﻮﻓﺎﻥ (Aristophanes) ﻫﻮ ﺷﺎﻋﺮ ﻛﻮﻣﻴﺪﻱ ﻛﺘﺐ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 423 ﻕ . ﻡ ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ ( ﺍﻟﻐﻴﻮﻡ ) ﻭﺻﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻛﺴﻮﻓﺴﻄﺎﺋﻲ . ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﻳﻈﻬﺮ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻳﻌﻠّﻢ ﺍﺣﺪ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺠﺎﺟﺔ ﻭﺍﻗﻨﺎﻉ ﺍﻻﺧﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺗﺒﺮﻳﺮ ﺿﺮﺏ ﻭﺍﻟﺪﻩ . ﺭﻏﻢ ﺍﻥ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﺍﻧﻜﺮ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﻪ ﺑﺎﻟﺴﻮﻓﺴﻄﺎﺋﻴﺔ ، ﻟﻜﻦ
( ﺍﻟﻐﻴﻮﻡ ) ﺗﺮﻯ ﺍﻥ ﺷﻌﺐ ﺍﺛﻴﻨﺎ ﺍﺭﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴﻮﻓﺴﻄﺎﺋﻴﺔ .
( 2 ) ﺑﻤﺎ ﺍﻥ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﻭﺭﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻓﻼﻃﻮﻥ ، ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﺘﺴﺎﺋﻞ ﻋﻦ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺎ ﺁﻣﻦ ﺑﻪ ﺳﻘﺮﺍﻁ ، ﻣﻦْ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﺛﺒﺎﺕ ﺻﺤﺔ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻏﻴﺮﻩ ﻫﻮ؟ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﺎﺋﺔ ﺑﺎﻟﻤﺎﺋﺔ ﺍﻥ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻫﻮ ﺫﺍﺗﻪ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﻪ ﺍﻓﻼﻃﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﻫﻲ ﻭﺻﻒ ﻟﺤﺪﺙ ﺷﻬﻴﺮ ، ﻓﺎﻧﻨﺎ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﺘﺄﻛﺪ ﺍﻥ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﻛﺎﻥ ﺻﺤﻴﺤﺎ ( ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﺻﺪﻗﺎﺀ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺣﺎﺿﺮﻳﻦ ﻭﺍﻥ ﺍﻓﻼﻃﻮﻥ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻞ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺘﺐ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺷﻬﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻼﻡ ) . ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺍﻥ ﺩﻓﺎﻉ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻫﻮ ﻟﺴﻘﺮﺍﻁ ﺣﻘﺎ .
( 3 ) ﻓﻲ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﻟﻠﻤﻮﺕ ﻳﺆﻛﺪ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﺣﺘﻤﺎﻟﻴﻦ ﺍﺛﻨﻴﻦ : ﺍﻻﻭﻝ ﻫﻮ ﺍﻥ ﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﻟﻠﻤﻮﺕ ، ﺍﻣﺎ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻝ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻫﻮ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻌﻼً ﻓﻴﻪ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﺁﺧﺮ . ﻓﻲ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻝ ﺍﻻﻭﻝ ، ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻳﻘﻮﻝ ﺳﻘﺮﺍﻁ ، ﻓﺎﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻛﻨﻮﻡ ﻃﻮﻳﻞ ﺑﻼ ﺍﺣﻼﻡ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺷﻲﺀ ﺭﺍﺋﻊ ( ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ ، ﺍﻭ ﻧﻮﻡ ﻻ ﻳﺤﻠﻢ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺎﺋﻢ ﺍﺑﺪﺍً ) . ﺍﻣﺎ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻝ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻻﺭﻭﺍﺡ ﻓﺴﻴﻜﻮﻥ ﺍﻳﻀﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﻟﺴﻘﺮﺍﻁ ﻷﻥ ﺭﻭﺣﻪ ﺳﺘﻠﺘﻘﻲ ﺑﺎﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﺰﻣﻼﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺒﻬﻢ . ﺍﺫﺍً ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻻﺣﻮﺍﻝ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺷﻴﺌﺎ ﺟﻴﺪﺍ ﻟﺴﻘﺮﺍﻁ ﺍﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﻞ ﻟﻴﺲ ﺳﻴﺌﺎً
Comments