top of page
Search

منقول اليكم: رسالة عاجلة إلى العام الجديد المنتظر...للكاتب التونسي المنتصر الحملي

Writer's picture: asmourajaat2016asmourajaat2016


تحيّة مزطولة بأنفاس أواخر العام الّذي أزفت ساعته

بدءا، لا أعرف بما أناديك، وبأيّ إسم أسمّيك....هل أقول لك يا صديقي؟ لا شيء مطلقا يضمن أنّك لن تغدر بثقتي سريعا منذ أشهرك الأولى، فتخطف منّي أجمل الأصدقاء كما فعل أسلافك وأجدادك. فأنت تعلم بالتّأكيد، ما حدث لسقراط وبالمفتي ونقّض وفقراء العسكر والبراهمي وبلعيد، ومازلت تتذكّر بعد رحيل العمدة والحيدري وسنان ووووو...آه لو تعدني منذ الآن بأنّك لن تغدر، لن تحمل في طيّاتك الخناجر ولن تدمي الحناجر، لن يولد منك القاتل وينطمس الدّليل، ربّما أرتاح إليك مع كلّ خطوة بيضاء تقطعها، فلا شيء حتّى الآن يسمح لجراحي بأن تندمل ممّا اقترفته أيادي حلفاء شقيقك المحتضر. هل أناديك رفيقي؟ صعب عليّ هذا يا هذا، فقد علّمني التّاريخ أنّ رفاقي هم أوّل ضحايا مجرياتك، وأنّ الفقراء هم على رأس قائمة من سيدفع ضريبة تقلّباتك، وأنّ أسلافك لا أمان لهم ولا عهد ولا ميثاق. فأنتم تطيرون مع رياح المال حيث تطير، وتميلون مع كفّة البورصات أنّى تميل، وتباعون وتشترون في المزاد الزّمنيّ كما يشترى الإماء والعبيد، وأنتم، يا سادتي الأعوام، تغريكم الرّشاوى على الدّوام، وتخضعون للغة الأقوياء أعداء السّلام. كيف أسمّيك رفيقي، ولي رفاق هنا، وهناك، ما انفكّوا يموتون أو يقتلون أمام عينيك المطلّتين تحت حجاب السّحاب إمّا قهرا أو ظلما أو حلما أو بردا أو جوعا أو شعرا أو رسما ولم تبعث لي ولو إشارة واحدة بأنّك ستكون على غير من سبقوك؟

هل أناديك حبيبي؟ لست واثقا البتّة أنّك ستكون أهلا لصفة لم أطلقها على أحد من الرّجال من قبل غير الكنعانيّ المختومي الّذي به غدر أخوتك، وحتّى لو كنت امرأة، فمن أحببت لاذت بفتنتها واحتمت من نثر أوقاتك بصمتها.

هل أناديك عشيري؟ ما أبعد العشرة عن سلالتك سيّدي، فلو كانت هذه خصلةً فيكم لما قتلتم ربّها ومن أعطاها عمقها الإنسانيّ الّذي لا تعرفون، سنان العزّابي، ولا خطفتم رجلا من رجالها وفرسانها بل "عمدتها". ماذا أناديك يا هذا المنتظر؟ ليتني أسمّيك أملا أو وعدا أو حلما...ليتني أجتثّ ذاكرتي لأستقبلك كأوّل التّكوين وأوّل المطر....صافيا، شفّافا، رقراقا، مبتسما، بلا قلق أو إحساس بالخطر....ليتني كذلك يا أيّها المنتظر. بلى، سأناديك غدا ...فلا بياض فيك ولا سواد، ولا شكّ ولا وثوق، ولا يأس ولا أمل، ولا حبور ولا قنوط. ولا صديق ولا عدوّ. فإليك يا أيّها الغد كلماتي....

- لن يسقط حلمنا - لن ننسى جرحنا - لن يجفّ جبرنا - لن يتجمّد دمنا - لن نطأطئ رؤوسنا - لن نحني هاماتنا - لن نخذل شهداءنا - لن نباع ولن نشترى - لن نسكت ولن نستكين - لن ننكسر ولن نلين - لن نبدّل ليلا بليل - لن نعيش ميّتين - لن نموت ذليلين - لن نخضع للقدر يحيا الحلم، يحيا الحبّ، يحيا الأمل، يحيا المطر، يحيا الشّجر، يحيا التّمرّد في كلّ رحيل ومستقر.

 
 
 

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating

Join our mailing list

Never miss an update

© 2023 by Glorify. Proudly created with Wix.com

bottom of page