top of page
Search
Writer's pictureasmourajaat2016

منقول اليكم: حوار بلا رتوش *إعداد: سوسن العجميمن أنت؟ *من هو نصر سامي؟


-أرسم ما أعجز عن كتابته شعرا أو سردا أو نقدا. هذا هو أنا. صورتي عند الناس تتلخص ربما في كوني شاعرا. البعض ممن يعرفني يحب صداقتي أكثر من أدبي. هذا أيضا أنا. وفي الأخير الدور الذي يروق لي حقا هو أنني أب وأنني بدأت أصعد درجات الخمسين المرعبة لكن بكثير من الكتب والكثير من المشاريع وبتلاميذ يكملون معي الطريق.

طفولتك أهم حدث بقي في الذاكرة؟

-طابع السكر من يد جدتي مريم الله يرحمها، عمي يونس بائع الخضر وراوي الحكايات كل اربعاء، مبروكة اختي وهي تكمل قراءة الاعمال الكاملة لنجيب محفوظ وحنامينة دون أن تدخل المدرسة، أمي الصالحة التي ذهبت فجأة بعد أن بذرت في العالم صوتها وضياءها وأحلامها. حكاياتي التي بدأت تورق في العالم العربي وتطرح ثمارها.

أول مبلغ تتقاضاه مقابل الكتابة؟

-المال أمر ثانوي، عشت حياتي كلها دون مال، تخرجت دون مال تقريبا، قرات افضل الكتب دون مال، شاهدت افضل الأفلام والمسرحيات دون مال، سافرت الى اكثر الدول دون مال، وأنشر كتبي دون مال ودون أن اتقاضى شيئا. حين بدأت فكرة المال تسيطر على أقراني جف ابداعهم. أنا لا أزال غبيا في أمور المال. ولا أعرف كم تقاضيت أول مرة. يفرحني للآن حب الناس لي. في أحيان كثيرة دفعت من جيبي. المال أحد محركات الإبداع الأساسية لكنني أتحرك خارج هذا القانون للأسف.

ألم شديد لم تستطع أن تزيحه عن قلبك يخص الإبداع؟

-لا أنتظر شيئا من أحد. كتابي العاشر هو كتابي الأول. أظل أسرق بضم الهمزة وأضحك طول الوقت. أعلل النفس بالآمال، أرقبها، ولا شيء يحدث. أحمل صليبا مكسورا لا يشبه صلبان أحد، تقول لي سندرا ابنتي: يا ابي، تحدث معي أفضل من هذا التي تفعله طول الوقت؟ أقول لها: والله عندك الحق يا ابنتي. ولكنني حين فزت بجائزة الشارقة برواية اهديتها لها لمحت اعتزازها بي وفرحها. الأدب يعطي هذا كله. يطيح بك ويقتلك ويؤذيك ولكنه أيضا يحييك ويجعلك مثل شجرة الأبدية ساكنا في ضمير الأبد. الآن أحرص على محادثة ابنتي اكثر من الكتابة. الكتابة حين تنام سندرا تصبح خفيفة وسريعة، ويصبح بإمكان الحرف أن يجري مثل جواد مجنح.

القبلة الأولى قبل أن ترسمها على الشفاه في الواقع كيف كتبتها؟

-لا أحب الحب، يعجبني أن شعري خرج منذ شبابي من منطقة الحب والقبلات، الآن أنا شاعر حزين، قلبي معبأ بغيمات وجثث وقطعان ذئاب. وما اكتبه هو غالبا صراخ بلا جدوى. ما اريده من الشعر الآن ليس العاطفة، وما أريده من الحياة هو خارج ما هو عاطفي. لهذا أنسى فعلا أول قبلة كتبتها، فالقبل الحقيقية بدأت بشكل مبكر وهي كثيرة إلى الحد الذي يجعل من كتابتها ضربا من الكذب. ما كتبته عن الحب كان مؤلما، والمرأة التي في الشعر ليست هي المرأة الواقعية. الآن أنا بعيد عن الحب، أقيم في منطقة سوداء مظلمة لا أثر للقبلات فيها. القبلات تلك الحقارات الصغيرة التي بلا معنى.

الحنين إلى أي أرض؟

-أنا مهاجر منذ سنوات قليلة، لا أشعر بأنني مهاجر فعلا. ليست هذه هي الهجرة التي أريدها لهذا أنا أعتبر نفسي مقيما في بلادي. وأستغرب أن يشار إليّ في المقالات أنني مهاجر.

الثورة في نظرك؟

-أومن بأن ما حدث في بلادي ثورة حقيقية، ما حدث ويحدث لا يعنيني، سيزول كل هذا الخور والتفاهة والنذالة والسوقية والجنون والتحريض والسرقات والإخوان والحيونة والتدمير الممنهج للدولة. وسوف يستيقظ ضمير الامة ويعيد تأسيس أولياته. هل أبدو متفائلا، نعم. دون شك. أومن أن ما يحدث هو اركسترا خراب تسبق المطر، أتذكر السياب طول الوقت سيموتون ويبقى السياب. السياب لا يموت وهم يموتون.

هل شفيت من ألم تونس؟

-محمود درويش في مجاملته الشهيرة لتونس قال إنه لن يشفى من حب تونس. أما أنا فأنا فلا أقول ذلك لنفسي، فتونس شخصيا هي أنا بطريقة ما، الآن لا أحب نفسي، لا يفيدني ذلك الحب القاسي. أكره فيها كل شيء، وأتمنى أن تتغيّر، وأن أحبّها يوما ما. ولكن ما السبيل الى ذلك؟

الغربة هل يشعر الكاتب والروائي والشاعر نصر سامي بالغربة ؟ أم كل الأراضي تحرس قلمه؟

-كنت غريبا في تونس، وكل تونسي هو غريب في تونس بشكل ما. حين يتغرب التونسي يجد نفسه في بلده. ما يحزنني أنني ألاحظ أن العالم يحتاج إلى التوانسة يحتاجهم في كل القطاعات ولكن بلدهم فقط لا يحتاجهم. هل سيستمر ذلك؟ لا أدري. شعر التوحيدي بالغربة، أما أنا فلست غريبا. الغربة بيضاء وانا أتحول تدريجيا إلى خطاف أسود. الغربة بيضاء وأنا أشعر بأن أطرافي وأجنحتي مليئة بالرماد، الغربة بيضاء وأنا مثل شجيرة اللوز بمئات الألوان.

كل النجاحات التي حققتها على الصعيد العربي أثثت ما أردته لك؟

-فزت بجائزتي الشارقة وكتارا. الجائزتان أنقذتاني من النسيان. يحب الناس الجوائز. معهم الحق. فلقد تعوّد بعض الناس أن يختار لهم الاخرون كتابهم. انا بطريقة ما الان كاتب مختار بعناية من هيئات محكمة على درجة عالية من الدقة. كتابيّ الفائزان ليسا أفضل كتبي. وأنا لا أزال كاتبا مجهولا في العالم العربي. يعرفون اسمي ولم يقرؤوا لي الا القليل. متى سيتغير ذلك؟ لا أدري على وجه الدقة. ما اعلمه انني مغرم بالكتابة، ومخلص لها. الباقي مجرد تفاصيل. قرأ اغلب الناس تقديمي لرواية زوربا فقط. مقال واحد جيد يمكن أن يكون مدخلك إلى القلوب. لهذا أحب الكتابة.

متى تكتب ومن يقاسمك لحظة الكتابة في خيالك؟

-اكتب بصورة متواصلة. لا تعجبني تلك الحركات التي تجعل من الكتابة استحلاما واستحلابا للماورائيات. اكتب بوعي تام. واخطط لاعمالي وامضي الوقت الطويل في البحث عن تفاصيلها. اما الكتابة نفسها فاخصص لها انصاف أيام العمل لاستكمالها. عند الرقن اضيف وأضيف. تصبح كتابتي كتابة بعد الرقن وليس قبله. أكتب حين أكتب براحة، أذا كتبت بشكل يومي لكنني عند السفر اتوقف لاشهر خصوصا في الصيف. ولا أقرأ لاحد نصوصي. في الغالب أخبؤها عندي لسنوات طويلة ثم اعدلها تعديلا مؤذيا، ثم أنشرها بعد أن أضيف عليها مقدمة حديثة. علاقتي بكتبي رائعة قبل الكتابة اما بعدها فانا لا اكاد اعرفها ويندر ان شاهدني احد احمل كتبي أو اهديها لاحد.

9 views0 comments

Kommentare

Mit 0 von 5 Sternen bewertet.
Noch keine Ratings

Rating hinzufügen
bottom of page