من نافخ الزجاج الأعمى للشاعر التونسي والعربي المتيز آدم فتحي
- asmourajaat2016
- Jun 27, 2019
- 2 min read

آدم فتحي
1
لن أنام أعمى بعد الآن. لن أنسى بعد الآن
أن أقول : أحبّك.
لن أنسى كلّ صباح
أن أسلّم من قريب على الفصول تمرّ
كيف حالكِ أسأل, أيتها الفصول الأربعة؟
مطلاّ عليها منك, أنت, فصلي الخامس.
2
امض في طريقك الى آخر الطريق
لتراكَ كلّ صباح تستقبل فرص الفرح
كمن يعرض صدره لرصاصة طائشة
3
اضْحكْ لأنّك تدّخر ما يكفي من مؤونة اليأس, لتعرف كيف تجابه بقرات الأمل الكاذب.
4
ليس صعبا في مدن العُمْي, أن تُكتب الحماقة بماء الذّهب.
الصّعب أن تجد كلمة واحدة طائشة, لم يحاصرها الحمقى بنيرانهم الصديقة.
5
إِذَا لَمْ تَكُنْ نِصْفَ شَعْبٍ
تَمَرَّدْ على نِصْفِ ثَوْرَةْ
وأَكْمِلْ طَرِيقَكَ حَتَّى
تَرى هذِهِ الأرضَ حُرّةْ
وكُنْ سارِقَ النّارِ وَاصْعدْ
ولاَ تَتْرُكِ الرُّوحَ تَهْمدْ
*
تَمَرَّدْ على اليأسِ فِيكَ
وأَطْلِقْ على اليأسِ حُلْمَكْ
تَمَرَّدْ على الأمْسِ فِيكَ
وأَطْلِقْ من الأمْسِ يَوْمَكْ
تَمَرَّدْ على اليَوْمِ فِيكَ
وقُلْ: لِي مع الغَدِ موْعِدْ
*
تَمَرَّدْ على الشمسِ وَاطْلَعْ
إليها لِتَمْلأَ كَأْسَكْ
تَمَرَّدْ على الأرْضِ وَاسْطَعْ
عليها لِتَرْفَعَ رَأْسَكْ
تَمَرَّدْ على الرِّيحِ وَازْرَعْ
شِراعَكَ فِيها لِتَصْمُدْ
*
تَمَرَّدْ على الكَلِماتِ
إِذَا لم تُحرِّرْ جَناحَكْ
تَمَرَّدْ على الأُغْنِياتِ
إِذَا لم تُعَجِّلْ صَباحَكْ
تَمَرَّدْ على الخُطُواتِ
إذا لم تَسِرْ بِكَ أبْعَدْ
*
تَمَرَّدْ على العَقْلِ يَنْعسُ
في فِكْرَةٍ أو رُخامَةْ
تَمَرَّدْ على الجَهْلِ يَخْنِسُ
في خَوْذَةٍ أو عِمامَةْ
تَمَرَّدْ على اللَّيلِ يَحْرُسُ
بابًا على الفَجْرِ مُوصَدْ
*
تَمَرَّدْ عَلَيْهِمْ إِذَا كُنْتَ
حقًّا تُريدُ الحَياة
تَمَرَّدْ عَلَيْنَا إِذَا كُنْتَ
حَقًّا تُرِيدُ النَّجَاة
تَمَرّدْ عَلَيْكَ إِذَا كُنْتَ
حَقًّا تُرِيدُ التَّمَرُّدْ
*
تَمَرَّدْ.. تَمَرَّدْ.. تَمَرَّدْ..
6
امْضِ في طريقكَ الى آخر الطريق
لتَراكَ كلّ صباح تستقبلُُ فرص الفرح
كمَنْ يعرض صدره لرصاصة طائشة
7
مسمار الحرية
قبل أن يقتحمها السّمّ بقليل, نظرتْ أمّي الأرضفي اتجاهي, همست بحرقة : أمنيتي الأخيرة أن أحتفظ من حرّيتي بهذا المسمار.
منذئذ أنا في المكان, أموت على جرعات ومن كلّ جانب, كثيرون يمشون على أحلامي بأخذيتهم النظامية, هاتفين :
هذا وطنك
أسمع آلة الهتاف أتلفّت كالطريدة. ليس من مواطنين هنا ليس من وطن بعد.
إنْ نحن الاّ مسامير للحرّية, مشدودة إلى نجمة خفيّة, في الطرف الآخر من الجدار.
آلة لكل لاشيء في هذا اللاّمكان. آلة لكلّ لافعل حتى لافتراس الأحلام.
أمّا أنا فمشدود إلى نجمتي الخفية. ثابت على مسماريتي, شرطٍ إنسانيتي الوحيد. لا أدقّ فأخفى لا أقتلع فأغيب.
ليس لأني بطل بل لاني مسمار. محض مسمار مشدود إلى وطنه:
نجمة خفية في الطرف الخفي من الجدار. و أعرف, النجمة قد تكون انطفأت من سنين. هذا الضوء قد لا يكون سوى المتأخرٍ. لكنّي
لن أسلّم بموت نجمتي, حتى لو ظللتُ مسمارا مشدودا إلى الجدار, أحترق طويلا طويلا في ضوء احتضارها الطويل.
نافخ الزجاج الأعمى
Comments