إذا احتفل الناس بعبد الناصر نجد الاّلاف يلوكون سيرته بألسنة التفريط والتنكيل والفساد وبيع مصر من أجل القومية العربية .. وأوهامه العروبية ,وينسون كل منجزات الرجل , بل ولا يقتنعون بمنجز واحد من منجزاته
واذا احتفلوا بالسادات, اشتاط الغاضبون واتهموه بالخيانة العظمى وأنه من فتح باب مصر على مصراعيه لدخول التطرف من الداخل والخارج وأنه صاحب ثغرة الدفرسوار وأنه حليف إسرائيل وأمريكا ..,.., وينسون أنه صاحب قرار الحرب , وهو الذي حقق لنا ولأمتنا انتصارها الوحيد على مدي مئات السنين
..
وفي مجال الأدب
لو ذكرنا أمير الشعراء أحمد شوقي انطلقت فيه ألسنة الناس بأنه كان يمشي في ركاب الخديوي وأنه شاعر الأمير والقصر .. وينسون ما أبدعه من قصائد في شتى الأغراض الشعرية وقصيدته ( نهج البردة) أو قصيدته في ( دمشق) أو في قصيدته ( كبار الحوادث في وادي النيل ) , (نيل مصر)
.
وكذلك لو تحدثنا عن أمثاله في بلادنا العربية كشابي تونس ., وسياب العراق . ودرويش فلسطين وميخائيل نعيمة , وجبران لبنان, وماغوط سوريا
,
لو تحدث الناس عن عبقرية نجيب محفوظ نجد من يهاجمه ويكيل له الاتهامات ويكفره أحيانا وكذلك الحديث عن طه حسين والعقاد كما حدث مع ابن عربي والغزالي قديما
..
ولم يسلم أحد ولا شيء من ألسنة الناس .. حتى بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم لم تسلم من التشكيك ,ومنها (كلُّ بني آدمَ خطَّاءٌ وخيرُ الخطَّائينَ التوَّابونَ ") فقد حسنه الألباني في صحيح ابن ماجه
.
لم يبق لنا لنحتفل به وتسعدنا سيرته الاّن غير اللاعب المصري محمد صلاح .. والجزائري رياض محرز فهل سنجد من يقول أنهما كان يأخذان منشطات أو أنهما تلبسهما جن ماردونا أو بيليه أوعفاريت زين الدين زيدان حتى نحطمهما
..
الناس في بلادي محترفون في تحطيم الرموز حسب أهوائهم وميولهم والوقوف منها موقف العداء رغم أنهم جميعا بشر يخطئون ويصيبون وليسوا ملائكة كما نحن لسنا ملائكة أيضا... وكم صار الكثيرون منا خبراء في التحليل السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأدبي بلا أدنى قرينة أو برهان !!!
وصدق الرسول الكريم ( (كلُّ بني آدمَ خطَّاءٌ وخيرُ الخطَّائينَ التوَّابونَ ")
. وصدق السيد المسيح (فمن كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر )
وكل عام و بلادنا بخير وسعادة
..
أحمد قنديل
Comments