top of page
Search
Writer's pictureasmourajaat2016

من قصيدة: زينب الظل والماء والدالية *للشاعر الرّاحل ّ محمّد البقلوطي" 1957 _ 1994



زينبُ الآنَ تمضي بعيدًا

تعيدُ بناء الفصولِ التي لا تعودْ

زينبُ الآن تُشرقُ في كل خَطْوٍ، وخطوٍ

وتورقُ تورقُ في كلِّ عودْ

ثم حين يعود الخطافُ

تعود الحبيبةُ زينبُ شمسًا وماء

كلما رقْرقَ الدمعُ في مقلتيَّ

تفوحِينَ في المقلتينْ

كلما شرَّدتْني خُطايَ

أفرُّ إليكِ

وها جئتُ يا زينبُ اشْتقتُ للماءِ في راحَتيكِ

فمدّي يديكِ

ولـمِّي شتاتي ولمّي

أيا طيفَ أمّي

ويا حضنَ أمّي

ويا «بوسةَ الخالِ» في خدِّ أمي

أفرُّ إليكِ

أفرُّ إليكِ

وأنت التي تصطفيكِ الطيورُ الجريحةُ

تغفو لديكِ العنادلُ

تأنسُ للحلمِ، للبَوْحِ، للهسْهَسة

أنتِ يا أنتِ

أنت خلاصةُ كلِّ الكلامِ الجميلِ

خلاصةُ كلِّ النساءْ

زينبُ الآن تمضي بعيدًا

تُعيد بناءَ الفصولْ

والفتى

حين صاحَ الفتى:

زينبُ

زينبُ

كنت يا زينبَ القلبِ

للقلبِ

حفنةَ شمسٍ

وباقةَ دِفْءٍ

وغيمًا، وماءْ

وفتَّحتِ صدرَكِ للطِّفلِ

للبلبلِ المتعبِ

فارتمى غائمًا في رُؤاهْ

ثم ضمَّك للقلبِ

ضمَّكِ بالدمعِ

ضمَّكِ حتى تداعتْ خُطاهْ

من قصيدة: دهشتي رَجْعُ صَداك

للبحرِ أحلامُ الصِّبا

للبحر تغريدُ السنابلِ للرُّبا

للبحر رقصةُ عاشقٍ طفلٍ تعلَّقَ بالمدى

وأنا

أنا لي دهشتي

لي طيفُك العُصفورُ، لي رَجْعُ الصدى

إلا أنا

عينايَ عصفوران قد حطّا على عُودِ شَجَرْ

يتطلَّعانِ إلى الرَّحيلِ ويحلمانِ

يسائلانِ البحرْ

يا بحرْ

يا بحرُ قل لي كيفَ يبتدئُ السَّفَرْ

يا بحرْ

يا بحرُ قل لحبيبتي

حُلِّي ضفائرَكِ الجميلةَ للقمرْ

يا بحرُ قل لحبيبتي

فحبيبتي

ضحَّاكة النهدينِ، سمراءُ الجبينِ

حمامةٌ، نغمٌ، مطرْ

مَطرٌ، مَطَرْ

الرّاحل ّ محمّد البقلوطي" 1957 _ 1994

28 views0 comments

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page