من البحر يأتي القصيد الشّاعرة لمياء المجيد ضيفة نادي الشّعر التّابع لاتّحاد الكتّاب التّونسيّين.....
استضاف نادي الشّعر في أمسية اليوم 13 ديسمبر 2019
الشّاعرة لمياء المجيد احتفاء بها و بمجموعتها الشّعريّة الصّادرة سنة 2018 تحت عنوان... موجات زفيري... ، علما انّ ضيفتنا هذه سبق لها ان اصدرت كذلك مجمو عتها البكر سنة 2017 تحت عنوان... حين حرّرت صمتي... و الشّاعرة لمياء المجيد أصيلة مدينة قليبية التي زاولت فيها تعليمها الابتدائيّ و الثّانويّ لتتخرّج لاحقا من المعاهد العليا لتكوين المعلّمين... و نادي الشّعر إذ يستضيفها للاحتفاء بها شاعرة فإنّه بذلك يواصل التّقليد الذي دأب عليه في الانفتاح منذ السّنة الماضية على التّجارب الشّعريّة اللاّفتة في كامل ارجاء تونسنا الحبيبة.... و قد تفضّل ابن النّادي و العضو النّاشط فيه صديقنا الشّاعر مختار الزّاراتي بتقديم ضيفتنا الشّاعرة لميا ء المجيد منطلقا في عجالته القيّمة من مجموعتها الشّعريّة الثّانية ... موجات زفيري... فبدا متسلّحا بعدّة نقديّة لافتة تصدّرتها أسماء رولان بارت، و نيتشة، و محمّد لطفي اليوسفي، استطاع بفضلها ان يحيط بمعالم التّجربتين الفنّيّة و الحياتيّة متوقّفا عند كلّ من اللّغة و الإيقاع و الصّورة الشّعريّة و مضمون رؤية الشّاعرة التي محورها تجربتها كامراة في علاقتها بذاتها و بعائلتها ثمّ بالبحر الذي كان حادي احلامها منذ الطّفولة، و لا يزال يحدو اشعارها حتّى الآن.... إثر هذه المحاضرة الشّيّقة التي شدّ بها الزّاراتي انتباه الحاضرين تناولت ضيفتنا الكلمة متفاعلة مع مقدّمها ثمّ قرات نماذج من نصوصها الجديدة في مجموعتها... موجات زفيري... ممّا جعل الحاضرين اقرب ما يكون لفهم معالم نصّها فتدخّل الشّاعر بوراوي بعرون مثنيا على ضيفتنا التي وجد صوتها الشّعريّ متميّزا ببن أصوات جيلها، ذلك انّ لغتها بسيطة و سلسة ممّا جعل شعرها متدفّقا في سلاسة و مجترحا لصور فنّيّة خلّاقة . كما ام يفت الشّاعر بعرون الوقوف عند انسيابيّة الإيقاع في شعرها... امّا النّاقد محمّد بن رجب فقد بدا ملمّا بتفاصيل تجربة الشّاعرة لميا ء المجيد إذ واكب تطوّرها منذ خطواتها الأولى. لذلك فقد نزّل كتابتها بين طرفي ثنائيّة العائلة المحافظة التي نشات فيها من جهة و رحابة البحر الذي كانت تسكن قبالته و طالما تواصلت معه بوحا و شكوى و محاورة كما سبق ان بيّن مقدّمها الزّاراتي. و قد خلص الأستاذ محمّد بن رجب إلى انّ البحر يبدو في كتابة لمياء المجيد كما لو انّه توامها او توام قصيدها بالأصحّ...
و كانت جولة القراء ة الثّانية التي تخيّرت فيها ضيفتنا المجيد نصوصا أخرى من جدبد شعرها و اجدّه مناسبة للتّنويه بشاعريّتها إن في تمكّنها من عناصر فنّها او في إلقائها الذي شدّ انتباه الحاضرين بفضل التّنغيم غير المتكلّف الذي يجعل فصيدتها مستساغة من قبل السّامع. ولعلّ وظيفتها مدرّسة في التّعليم الابتدائيّ و تدريبها النّاشئة على حفظ الشَعر و إلقائه هما ما ساعداها على اكتساب هذه الخصوصيّة في الإلقاء مثلما انّ تخرّجها في المعاهد العليا لتكوين المعلّمين صقل لغتها و هذّب موهبتها فانعكس ذلك إيجابيّا في شعرها الذي اجادت التّحكّم في خصائصه الفنّيّة بالخصوص.
.......... عبد العزيز الحاجّي..........
Comments