معزوفات الشاعر الفلسطيني ناصر قوامسي

*1* كان نهار ثقيل

أخَفّ من وزن ذبابة على ساق بندقية

وكنت وحدي

أُعدّ فستق قلبي للمارّة

للذاهبين نحو فضّة الماء في آخر الطريق

كانت الأرض

تستعد للطيران من جديد

للسقوط من علوّ المجاز في نصّ الذاكرة

صور تحتفي بالصور

وحده الفراغ كان يدركني

ويعرف أني فائض بالأسئلة والحنين

بالجنون

وأني أفقد دهشة الأشياء

ما دمت في الغياب أحنّ لوجه أمي

تتوكأ على عصا الماء

وتطالع الوجوه من حولها تبحث عن وجهي ...

*كل عام وأنتِ بخير يا حليمة

*كل عام وأنتِ بخير يا يمّا

سأحفرُ

فِي وَجْوهِ الناسِ

حَتَى أَلقَاكِ

أَوْ أهْلَكَ

وَالْهَوَى دونِي

وليسَ لي أهلٌ ولا بلدُ

وَلا أَبدٌ أَعصُوهُ

فَيَعصِيَنِي

يا وجهَ مأساتي

وظلّي

علامَ أمشي

والأرضُ تحنيني ....

*2* وَحَيدٌ إِلّا مِن ظِلِّي

يَقْتَفِي أثَري تارَةً

وَتارةً يَسَبِقُنِي

أَصَعَدُ نَحوُ فِطْرَتِي الْأوْلَى

لِأَحْتَسِي الْغَيْمَ

وَأُكَادُ أَهَمي

لَوْلَا ترابٌ فِي الجوار

كان يشربني

ويؤَكّد غيابِي فِي حضور التأني

لَا لَوْنَ لِي

زُجَاجِيٌّ

إِذْ يَلْمِسُنِي مغِيب الشَمْسِ

أَوْ حَطَّنِي جَاهِلٌ فِي اللّونِ .....

*3* لا ظلَّ للظِلِّ

إذا ما غاب

والمنــفى لا بيت ولا أهلُ

يا سائلي

والروحُ عليلةٌ

عــربٌ وكلما ازدادوا قلّوا

أتراهُم حـَولَ بلادي

تَجمَّعوا

مِن كلِّ فجٍّ عميقٍ أقبـــلوا

للشيطانِ

باعـوا فلسطين

ودونَما وضــــوءٍ قد صلّوا

شأنهم الذلَّ

قــــــــــد ذلّوا

وســـاروا لشأنهم ما خجلوا

بدونِ ثمــــنٍ

باعــــوا ربَّهم

ومضوا في العماء يستدلوا

يا سائِلي

كُفّ عَني سـؤالكَ

أيُســــــــــــألُ الدمَ إذ يُحَلُّ ....

*4* ليس عندي ما يكفي من الضوء

لأقطع خشب الوقت

لأكتفي بحيّز سانح للذهاب في المجهول

وفي الخرافة الأكيدة

كأني عشب ضئيل

يزيح الصخرة عن ساقه ليصعد أعلى

نحو فطنة التفاصيل والشمس

إلى الحيواة الجديدة

يا أيها الوقت آن الأوان لتتبعني قليلًا

لتنهض من كوز الذرة

فنحتسي ما تبقى من غيم

في الفناجين المسجّاة على الرفوف البعيدة

آن الأوان لنغني

ليذهب المنفيّ في معناه الأخير

وينجو من مستطيل النعي في الجريدة