مرثيّةٌ أولى
لأبينا وشيخ الروائيين السودانيين إبراهيم إسحق في كوخه السماويِّ المهيب (عليه رحمة الله وحنانه وعطفه )
كلٌ يَمُرُّ عبر هذا السديمْ
وحدَك تبقى يا صديقي القديمْ
وحدك مَنْ يعرِفُ أنِّي هناكَ
فانْتظِرْني في الزمانِ الفخيمْ
وحدك تُلْقي حشْرَجاتِ الندى
وحْدَك يا مُرَمَّماً بالنسيمْ
هناك في جَوْفِ البلادِ التي
يَهربُ من فيها زماناً تُقيمْ
يا أيها المراقُ في بُحَّتي
ويا تضاريسَ الكلامِ المقيمْ
كيفَ إذاً بكَ القُرى تحتفي
وكلُّ كوخٍ يا حبيبي يتيمْ
حين يبثّونكَ أحزانهم
ويكسرون اللَّحْنَ كي يستقيمْ
أجيءُ حاملاً بقايا الذُرى
تحُفُّها جَنَّاتُ سَرْوٍ و (نِيمْ)
أجيءُ أمتطي مناحاتِهمْ
يا صاحبَ الصوتِ الأَجَشِّ الرَّخيم
عُتْبى لأحلامِ الصَبيِّ الذي
في وجْهِكَ الكَهْلِ الحَيِّيِ الوسيمْ
يا لهْفَ أرضٍ قد ترامتْ بِهِ
ولهفَ شَعبٍ في الضحايا قديمْ
من بعدِ كوخٍ في الجنانِ ال(مضَتْ)
لأيِّ كوخٍ في جنانِ النعيمْ
يا رجُلاً أنصَعُ من ثوبِه
ويا عظيماً في تُرابٍ عظيمْ
وحْدك مَنْ يُمْلي قراطيسَه
مَنْ ينقشُ العُمْرَ بخطٍّ رقيمْ
بحر الدين عبدلله احمد من السودان
Comments