*هديّة لمحمّد ابن فلسطين.. عمره اربع سنوات طلب للتحقيق بتهمة رمي العدوّ بالحجارة..لبس ثياب العيد واصطحب امّه في رحلة البحث المجيد.....
نظر محمد حواليه
حشد كبير
ضوضاء كأبواب جهّنم تموج وتميد
سأل الصغير أمه بصوت ضعيف
ماما.. إلى أين نحن سائرون؟
دمعة من العين تدحرجت
أجّجت حيرة المسكين
ماما.. لم تبكين؟
اليوم عيد..هذه الزامير
هذه ملابس العيد
أتباهى بها في الشارع الطّويل
مسحت بكمّ فستانها دمعا يسيل
حرقة في القلب
لوعة مزّقت الفؤاد الحزين
همست..
بنيّ الى العدوّ نسير
كيف إليه نسير؟
دعانا للتّحقيق والوعيد
نحقق في ماذا يا أمّ مَحَمّد؟
يسألونك..
هل رفعت الحجارة ؟
هل كسّرت أبواب الجحيم؟
ادخل المسكين يده في كيس صغير
ماما.. ماما.. هذا ما عندي
دبّ صغير..
كرة من قماش أهداني جدي يوم العيد
صلصال وكُجّات تكاد تصرخ من الويل
أبهذا الأشياء أرمي أبواب الجحيم؟
أ مِن هذه الألعاب يخاف العدوّ يوم العيد؟
تأوهّت الأمّ.. نظرت حواليْها
كتمت صرخة ......
أخفتها تحت خمارها الحزين
حتّى لا يتّهمها العدو ....
بتهشيم الجدران .....
بتمزيق التّقارير ......
مَحَمّدْ الولد الصغير
يخرج دبّه الكبير
كبر أحلامه
كبر تغاريد الطّير في فصل الرّبيع
يخرج صلصاله
يصنع منه ورودا ورياحينا
سأهدي العدوّ باقة الياسمين
سيُدرك انّي ابن فلسطين
أهب الحبّ
أرسم الحياة بأعواد القرنفل
انا مَحَمّد الإبن الصغير
أحلامي كبيرة
بحجم عيونك يا أمّي
بحجم قناديل البحر
تضيء الدّروب العقيمة
حضنته أمّه
قبّلته على الجبين
ماما.. ها هو الغول
يقف غير بعيد .....
خبّئيني تحت ثيابك
دثّريني يا خير أمّ بشعرك الطّويل
محمد يا قرّة عيني .....
أجب على سؤال الحقير
أره كنزك الثّمين
دبّ.. كرة.. صلصال وكجّات تكاد
من قهرها تحلّق وتطير
مَحَمّد يا ولدي الكبير
لا تهاب ذاك الغرير
اُصمد .....
فالصّمود من شيم الإنسان الكريم
حَثّ مَحَمّد المَسير
وقف أمام الجنديّ
بثبات أخرج كنزه الصّغير
إذا كنت أذنبت بهذا سيّدي
فالقصاص منّي واجب وأكيد
الخزْيُ والعار لمن أراد نحر الصّغير
فلسطين لأبنائها وإن طال المسير
القدس عربية وإن ظلّ العربيد الطّريق
مَحَمّدْ يا طفلي الصّغير
انحت من الصّلصال جسرا للفوز الكبير
شيّد من الشّمس بيتا في حيفا يؤمّه المصلّون
نحن قادمون.. قادمون
نعيمة المديوني
Comments