بين الأدب والإعلام يوجد ألف سؤال وسؤال...من يحتاج للآخر..؟ كيف..؟ وماذا يضيف هذا إلى ذاك.. ؟ الادب ضرب من ضروب الفنون والفن إبداع ووسيلة للبحث عن السعادة والإعلام وسيلة لنقل هذه السعادة إلى الآخرين .. والكتابة كالحب كلما احببناها واعطيناها أكثر جعلناها تستمر أكثر ومن هنالك صارت كل الأجناس الأدبية محور اهتمام الإنسان والتحقت بعالم الفن والابداع والجمال لانها مرتبطة بعوالم تخييلية ويفترض ان تكون كذلك في حين جاء الإعلام ليهتم بالواقع اليومي وخاصة عالم السياسة المرتبط بالمشكلات اليومية وبالمصالح و المواقف السياسية ومن هنا تواجدت العلاقة الملتبسة ببن الأدب والإعلام فبقدر ما يحتاج الإعلام الى المحتوى الجمالي والأدبي والثقافي عامة فإنه بمتهنه ويحوله الى موضوعات نمطية.. وبقدر ما يحتاج الأدب الى الإعلام فإنه يتعرض لامتحان الاستهلاك وملء فراغات السياسة والأمثلة عديدة فيوجد الكثير من الأدباء الكبار في العصر الحديث ظهروا في الصحافة والإعلام قبل ظهور مؤلفاتهم الادبية وما الرواية الكلاسيكية إلا شاهد حي على دور الإعلام في الترويج لنوع أدبي بكامله مثل بلزاك في فرنسا وغيره. ومنهم من مؤسسي الرواية التي ظهرت مؤلفاتهم مجزاة في الصحف قبل ان تظهر في مدمتاب او مؤلف ادبي.. بل الرواية كنوع أدبي تحنل بعض خصائص الصحيفة من حيث علاقة الواقعي فيها بالخيالي .. فإذا كانت الصحيفة مرآة للواقع تنقلع من ذهن القارئ باعتباره الواقع الفعلي قالرواية مرآة مقلوبة تنقل ما في ذهن الكاتب الى القارئ باعتباره واقعا ممكنا اعتمادا على سرد وقائع تشبه الواقع اليومي.... وحتى لا أطيل اكثر أصبحت العلاقة بين الادب و الإعلام متداخلة جدا.. حتى ان الإعلام صار المهيمن والمتحكم في الأدب وصار منبرا لأشخاص معينيبن الذين صاروا بدورهم أدباء او يسلطون على من يريدون من معارفهم دون غيرهم.. لكن يبقى يبقى معيار الأدب هو الإبداعية والقدرة على النجديد ومعيار الإعلام هو الشهرة والنجومية والحضور الإعلامي الدائم وبالتالي اصبح المعيار الثاني غالبا ولم يعد هناك فارق بين الاعلامي والأديب ولا بين الصحفي والمفكر ولا بين المختص في الدعاية والناقد ذلك هو مصدر الالتباس بين نوعين من الفنون لكنهما متمايزان بالإعلام تاريخ اللحظة العابرة بينما الادب تاريخ الروح الخالدة.. (منقول بتصرف ) ذلك كان موضوع جلسة مجلس الادب والفنون باتحاد الكتاب التونسيين يوم الثلاثاء 26\02\2019 بمناسبة استضافة الشاعر عمار الطيب العوني وتقديمه للحضور للتعريف عن اعماله الشعرية المتميزة والتي انفرد بها عن غيره فهو شاعر يعمل في صمت وعزم منذ التسعينات الى جانب المقالات التي ينشرها في الصحف والمجلات.. وقد أجمع كل من الأديب سمير فرحاني وبوبكر العموري وقد وافقهما عدد من الجمهور المتواجد على ان للعوني اسلوب خاص ابتكره لنفسه في بناء القصيد باختيار لغة ايضا خاصة به ليست بالعامية وقريبة جدا الى العربية الى جانب الفصحى فهو يشتق الكلمات ويشكلها كما يشكل الطين ويجعل له قاموسا خاصا.. وقد تغنى العوني بالروح والوطن والمراة والإنسان والجمال والحيوان ..كما نكشف احيانا الغموض في قصائده.. فيطلق نحلته من حين لآخر بين السطور ليجعلها تطن في الأذهان والرؤوس و تسرح في الكون كما شاء صاحبها او كما شاءت نحلته... هكذا قال شاعر النحل في مملكته.. تحية الى الشاعر عمار الطيب العوني تمنياتي له بمزيد التألق وتحية الى اتحاد الكتاب التونسيين الذي اتاح لنا فرصة التعريف بالمبدعين وبصفة خاصة الاستاذ صلاح الدين الحمادي وتحية لكل من حضر معنا في الجلسة من شعراء واصدقاء مباركين اصدار المجموعة الشعرية الثانية للضيف تحت عنوان أنأى.. كي أراك... بعض اسماء الحاضرين عمار الطيب العوني سمير فرحاني بوبكر العموري عبد العزيز الحاجي عبد الرزاق بالوصيف عبد الحكيم زرير سوف عبيد احمد جليد المختار المختاري زكريا القبي عماد الدين التونسي سلوى القلعي عادل الهمامي وسيلة المولهي لمياء علوي نبيلة قرقوري قوبعة سارة صايم والدة سارة صايم فاروق بن حورية احلام بن حوريةاميرة ...
..... .....
بالمحبة نرتقي ونلتقي سونيا عبد اللطيف مجلس الادب والفنون
Comments