ذات يوم كلّف محمود درويش (باعتباره رئيس تحرير مجلة الكرمل)، الشاعرة السورية - المكسيكية إكرام أنطاكي بإجراء حوار مع غابرييل غارسيا ماركيز، حيث كان الأخير يعيش في العاصمة مكسيكو، ومات فيها فيما بعد. فيما يلي مطلع الحوار الأوليّ الذي جرى ونشر في الكرمل العدد 3 عام 1982
*** * مع غابريل غارسيا ماركيز في المقهى..
كان اللقاء الأول، وكان عليّ التعرف عليه. فكل ما يعرفه عني هو أن شكلي كالمأساة اليونانية.. وموعدنا في أحد مقاهي مكسيكو سيتي.
وصل متأخراً، نظر إليّ وقال: هل أنا على موعد معك؟ يا للروعة!.. ثم استمرّ: ماذا يريد محمود درويش مني؟ إنه لا يبدو عربياً، إنه – لنقل – يبدو هنديّاً. لا بد أن محمود درويش هنديّ. لنتفق على ذلك أولاً. وأنتِ.. أنتِ البحر الأبيض المتوسط متنقّلاً. قلت له: محمود يريد منك حديثا طويلاً عن كل شيء.
قال: الحوار المسجل سيكون بعد أسبوعين، الآن تكلمي. ماذا تفعلين هنا في المكسيك يا مجنونة. محمود أيضا مجنون. كل الشعراء مجانين.
ثم أضاف: هل تعرفين أن زوجتي مرسيدس عربية الأصل، من مصر، رائعة ومتحررة وعدوّة النساء. أنا مع العرب. وسجنتُ في فرنسا أيام حرب التحرير الجزائرية... ومع فلسطين منذ.. منذ طول العمر. لا توجد قضية أكثر شرعيّة وأكثر عدالةً، لا يمكن أن يستمرّ عذاب الناس هكذا. لا بدّ أن تنتهي الحرب، أن يوجد حلّ سياسيّ. * (إكرام أنطاكي)
Comments