top of page
Search
Writer's pictureasmourajaat2016

ما زلتُ أكملُ معجزتي الصغيرةَ...جمال القصاص من مصر


ما زلتُ أكملُ معجزتي الصغيرةَ

أذهبُ إلى العمل وأكتبُ الشِّعرَ

أصنعُ طعامي بأشياءَ بسيطةٍ للغايةِ

لا أكفُّ عن التفكير في أصدقائي

أخشى من لوثة السقوطِ الأخيرِ

من حفرة النُّور.

أجيدُ رفوَ جواربي وظلّيَ أحيانا

لا شيءَ ينامُ في داخلي سواي

أولا بأولٍ أغسلُ الأطباقَ وأرتِّبُ الملابسَ

لديّ طرقٌ عديدةٌ لصنع القهوة

طفلٌ مهذبٌ.. أحترمُ يدَ الخبَّاز

ومكنسةَ عاملِ النظافةِ

في غبارهما.. أشعرُ بأنني أنتمي لشيءٍ ما

أن الكتابةَ تشبهُ طقطقةَ الفِشار

من الضروريِّ أن أضعَ كلَّ شيءٍ في مكانهِ

لا يهمُّني أن أعرفَ: هل كان بورخيس بوذيًا

أو مغرمًا بالآيس كريم

كلُّ ما يشغلني ..

كيف سأغلقُ كتابَهُ المفتوحَ فوق الرّف ؟!

( )

أمسِ.. أنا جمال القصاص

اليومَ.. أنا جمال القصاص

غدا .. أنا جمال القصاص

وحين أموتُ أيضا.. أنا جمال القصاص

يا لبؤسِ رجلٍ يملكُ أربعةَ أقنعةٍ

لا يعرفُ كيف يشفَى بها من اسمه !

( )

الآن استيقظتُ.. تيقنتُ أنني هذا الرجلُ المتكرِّرُ يوميًا، والذي يجلسُ على هذا الكرسيّ أمامَ هذا المكتب، في هذا المكان.. كلُّ هذه السنواتِ ، وهو يحكُّ جلدَهُ في حائطٍ يتخَّيلُ أنه يخصُّهُ، أنه يذبلُ وينمو فيهِ.. يااااااه .. كلُّ هذا الوقتِ مرَّ ولم نتقابل، لم نشرب الشايَ، لم نخرج معا؟! المساءاتُ اللعينةُ تكرِّرُ نفسَهَا كتعاويذَ محنَّطةٍ، علىّ أن أنشغلَ بشيءٍ ما، أحدِّدُ زاويةً أخرى لفقدكِ، ربما أستطيع أن أغلفَهُ برائحةِ برتقالةٍ، أضعَهُ كخاتمٍ في أصبع الحديقة.

الأمرُ لا يتعلّقُ بالدراما، أنا عجوزٌ يحبو الكونُ على ساقيّ كجرادةٍ، وأنتِ تبحثين عن بقايا فمي المفتت في كأسك.. لا فواصلَ في ليلكِ، لا زرقةَ، لا سماءَ، لا بحرَ، لا ضفاف.. مللتُ لعبةَ الضمائرِ المتَّصلةِ، تغادرُ دون لحظةِ تفردٍ.

يا ابنة الرمل، هكذا سميتكِ، قرأتك في الفنجان، هكذا أتخيّلك حين أبتعدُ: عضّةُ شفتينِ معلقةٌ في سقف الهاتف.

( )

ماذا فعلتَ في هذه الحياة

كلُّ هذه السنواتِ

وأنتَ تنتظرُ أن ينضجَ الخطأُ في أوانهِ

أو يسقطَ مثلَ فراشةٍ هالكةٍ من شجرة الإله.

لو كنتَ صغيراً

لو لم تَنْبُتْ لكَ هذه الأصابعُ

لو ظلَّلتَ محضَ افتراضٍ في الحلم!

أضحكُ ..

حين يقفزُ كلبٌ فوق ظلِّكَ

ويتوهمُ رأسكَ طبقًا من الحِساءِ

أو حينَ تُرْبِكُ أمعاءَ الليل بسطرينِ من الشِّعِر

تدعي أنكَ أنفقتَ نصفَ عمركَ

في وضعهما فوق الرَّف.

5 views0 comments

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page