"1".
في حديقة سعدي يوسف.
اكتشفت هذه الكلمة،
عندما كنت أتأمل شجيرة الحبق الوحيدة في حديقة سعدي يوسف
بعمَّان. اكتشفتها في اللحظة التي تذكرت فيها ذلك الكوخ المنعزل
في "راوندوز" الذي قصفته مدفعية ميدان الفرقة 23 سَنَة 1987
وقتل فيه شاعر كردي. هذه الكلمة التي اكتشفتها،
فككت لي المعنى الغامض لهذه الجبال التي عبرتها عدة مرات. حاملاً فوق
رأسي نذر النسور. أيّ لهب كانت تخفيه هذه الكلمة؟
أحياناً كانت تغطسني في بئر من الدماء، وتعلمني المعصية، وأحياناً أخرى
كنت أخونها، فتهرب مني لائذة بصمتها الذي يعذب صرخات العالم:
ليل الأبدية يضيء مقبض القصيدة،
ويزيح الموت عن طريق الشاعر.
"2".
أثناء استعدادي للسفر الى السويد، ربيع السَنَة 1998. اقترحَ عليّ الاستاذ الشاعر الكبير عبد الوهاب البياتي، يرحمه الله. أن آخذ معي الكتب المهمّة، فاشتريتُ الكتب التي لا يمكن الاستغناء عنها. بالعراق سنوات الثمانينيات، كانت الكثير من الكُتب التي تصدر في بيروت أو القاهرة، ممنوعة مِن دخول العراق باستثناء تلك الكتب التافهة التي تخدم سياسة السلطة، وأعمال نزار قباني. من خلال الرفقة الدائمة مَعَ البياتي، وحسب الشيخ جعفر الذي أقام في بيتي فترة لا بأس بها، ومن ثم انتقلنا للسكن مع آخرين، ومن خلال زياراتنا لسعدي يوسف، والأحاديث والآراء التي تُطرح في كُلّ جلسة ولقاء. حاولتُ إعادة النظر بمجمل ما قرأته في حياتي الماضية، وما كُنتُ أظنّهُ هوَ الحقيقة الثابتة. نعم، كنتُ بالعراق أقرأ التراث والشِعر العربي القديم، لكنَّ التطرّف الذي كُنّا نبديه إزاء مسألة الشِعر والثقافة. بدا لي في هذه اللقاءات ليس سوى إدعاء أجوف. ما العمل الآن في حضرة هذه العقول الشعرية الكبيرة؟ البدء مِن جديد ومحاولة فهم العالم والطبيعة والانسان مِن دون إدعاء. أعدتُ النظر بكلّ ما قرأته، وعدتُ الى تفحّص الشِعر العربي منذ ما قبل الاسلام الى الراهن الذي ابتلينا فيه بالادعياء وتبجّحاتهم.
"3".
أنا الوحيد من الشعراء العراقيين، مكتوب في جواز سفره "المهنة شاعر" وربما كان المرحوم جان دمو أيضاً. طوال 40 سَنَة، كرّست حياتي كلها من أجل الشعر الذي لا يعنى بقضايا وموضوعات الايديولوجيا. في السَنَة 1986 أصدرت بخط اليد، مجلداً ضم 4 مجموعات شعرية بعنوان "جهشات" وصرفتُ راتبي من أجل 50 نسخة فقط . وزعتها على عدد من الشعراء الأصدقاء العرب والعراقيين. حين كتب الاستاذ الناقد حاتم الصكر عن هذا المجلد في السَنَة 1989، في صحيفة الجمهورية مقاله" جهشات الغجري الملعون" قال:" ان شعر نصيف الناصري، لا يشبه أيّ شعر سوى شعر الغجر في العالم، ومن هنا جاءت هذه التسمية التي التصقت بي:" الغجري". في تلك السنوات، كانت وزارة الثقافة عندنا تطبع المجموعة الشعرية للشاعر ب 5000 نسخة، وتمنحه مكافأة يحلم بها أيّ شاعر في البلدان العربية. لم تكن أيّة من مجموعات "جهشات"، صالحة للنشر في وزارة الثقافة، والسبب أنها لا تعنى إلاّ بالشعر وجماله الخالص. لا تمجيد للحرب، ولا اشادة بنظام الطغيان ولا ولا الخ.
"4".
أول تجربة جنسية لي مع فتاة في السويد، كانت بعد وصولي بشهور قليلة ربيع السَنَة 1998. حصل الأمر هكذا. لي صديق يعمل سائق تاكسي، في يوم عطلة بعد أن احتسيت آخر كأس ويسكي وأردت النوم. اتصل بي عبر الهاتف وطلب مني أن أنزل وأفتح باب العمارة. كان يقف معه في الباب رجل بشعر رأس أبيض ويرتدي قرطين، وفتاة شقراء خَمَّنْتُ عمرها 19 سنة. ترتدي تنَّورة "ميني جوب" وتُزيّن سرتها حلية ذهب. طبعاً لا أعرف التكلم بالسويدية مع ضيفيّ صديقي. حييتهما باشارة مني وفهماها ". هززت رأسي ولوحت بيدي". أخبرني صديقي بقوله: "نصيف، أعرف انك تحتاج الجنس بشدّة. هذا الرجل لا يستطيع أن يضاجع صديقته، إلاّ اذا ضاجعها رجل أمامه". طبعاً لم أصدق كلام صديقي، أنا الواصل الى السويد حديثاً، ً ولا أعرف أيّ شيء عن هذا المجتمع، ولا غرائبه."هما الآن شاربين ويمكن محششين. حاول أن تضاجع الفتاة في غرفة النوم وهو ينظر اليك، وحين تنتهي اخرج الى الحمّام واتركهما وحدهما. لا تنس انه ربما سيدفع لك مبلغاً من المال". "لا أصدق". قلت له، وأمام حيرتي وغرابة الموضوع. طار السكر من رأسي. في النهاية بعد أن أفهمني صديقي أن هذه الأمور عادية هنا وتحصل عند الأشخاص الذين يعانون من البرود الجنسي، أو لغرابة أطوارهم. وافقتُ. سحبت الفتاة التي لا تتكلَّم من شدّة السكر الى غرفة النوم، وتبعنا الرجل صاحب الشعر الأبيض. تجرَّدتْ من ملابسها تماماً، أمَّا أنا فتَعرّيت أيضاً، إلاّ من لباسي الداخلي مخافة أن يرى هذا الضيف الثقيل طيزي. مصصتها ولحستها وشممتها وشهقتُ ونهقتُ، والرجل العجوز ينظر إليّ وأنا أطحر. حين انتهيت لم أشأ أن أنهض واترك عاشقها يضاجعها. بقيت نائماً عليها، وهو يجرّني ويلهث وأنفاسه تتقطع. أردت المزيد لكنهما لم يوافقا. أخذهما صديقي في التاكسي الى بيتهما، وبقيت أضرب الجلق الى اليوم التالي.
"5"
*مُقدِّمة كتاب "نواضر الأيك، في معرفة النيك" للإِمام السيوطي.
يا أيها الناس: انكحوا ما طاب لكم من الملاح، واقطعوا العمر في أكل، وشرب، ونيك، وإخراج، فهنيئاَ لمن غلب محبة البنات على البنين، وجوَّد وهزّ اللهو على الكسّ المُقبَّب السمين. وطوبى لمن لمس خداً أسيلاً، وغازل طرفاً كحيلاً، وضمَّ خصراً نحيلا، وركب ردفاً ثقيلا. واعلموا أن من جلس على أطراف قدميه، وطعن بأيره قلب الكسّ، وأحسن التجويد عليه، وأسرع في إنزال عسيلة المرأة. مالت النساء إليه، فاغتنموا هذه العشرة، وغرّقوه إلى الشعْرة. وانكحوا من السمر القصار، ومن البيض الطوال. وإذا عمد أحدكم إلى نيك امرأته، فليلوي مرافقها قبل أن يعانقها، ويقرص مفاصلها قبل أن يواصلها. وأكثر من هراشها قبل أن تلقيها على فراشها. وأحسن في إطراحها قبل نكاحها، وجد بيدك تكَّة اللباس. وجسّ قبة الإكْساس. وخذ في عناقها، قبل شيل ساقها. ثم قبّل الخدين. وأعرك النهدين. ومصّ الشفتين. وابدأ بالتحليك. وثنّ بالتعميق. وثلّث بالتصفيق، حتى تبقى تعي ولا تفيق.
"6".
نشرت صحيفة "الصباح" التي تصدر ببغداد على صفحتها الأخيرة يَوم، 12 / 8 / 2006 .خاطرة خطيرة جداً للأمين العام لاتحاد الأدباء والكتّاب في العراق، الشويْعر المزعوم الفريد سمعان. تنضح حقداً وأشياء غير صحيحة. يهدد فيها الأدباء العراقيين الذين يعيشون في الخارج بقوله في نهايتها:" وآخرون لا يشعرون أساساً بمأساة الوطن، وهم يتجولون في حانات اوروبا وحدائق البلدان العربية. أقول لهؤلاء أن الوطن سوف لن يتسامح مع الذين خذلوه، أو ألقوا الستار على حروفه، وأن الحساب الأخلاقي والاجتماعي والفكري أيضاً. سيظل يلاحق حتى كلماتهم القاتمة".
يطلب هذا الديناصور من أدباء الخارج الذين يقول عنهم في خاطرته هذه :"انَّهم عانوا من بطش وارهاب الدكتاتورية، وعاشوا في شقق تطل على البارات وحدائق الأنس". أن يفعلوا شيئاً من أجل العراق، وكأن أدباء الخارج أصحاب مشاريع وأحزاب سياسية قادرة على اخراج العراق من محنته الراهنة.
"7".
غياب الشعور الاخلاقي لديّ هو ما وسّع الأفاق أمامي
وجعلني انتصر في النهاية على انحطاطي.
"8". عَن "ديوان النَيْك في الشعر العربي".
يصدر المُجلَّد الأَول مِن كتابي "ديوان النَّيْك في الشعر العربي" الشهر القادم، والشفيعة تُذكّرني في كُلِّ حين.
-":ناسيف، لا تنسى إهْداء الكتاب لي".
-":لالوش، مِن غير المعقول أَن أَنسى إِهداء الكتاب لكِ".
"9".
عاصم المري لما توفيت زوجته:
وكنت خليلتي وغلاف أَيْري
فأمسى الأَير ليس له غلاف.
"10".
أغلب الرجال يتنطّعون في تقربهم من النساء من أجل الحبّ ومحاولة الدخول الى قلب المرأة، ويخفى عليهم أنه مهما تعددت أساليبنا ومهاراتنا في فن الخداع واظهار التحضر والطيبة الزائفة. لا تعيرنا المرأة أهمية ولا تطلق برق المحبة صوبنا ولا أساليبنا تنفع في كسب ودّها. حذار من استجداء الحبّ من المرأة. اشارة ظاهرة منها هي التي تحقق الهدف " المرأة هي التي تختار الرجل وليس الرجل هو من يختار المرأة " . كلّ العشاق الذين طاردوا النساء من أجل الحصول على الحبّ فشلوا، لأن حبّهم المزعوم كان من طرف واحد.
"11".
حبة قمح عمياء تبحث عن أرض محروثة.
قادها عصفور الى نبع
في العام التالي مات العصفور في أرض غريبة.
حبوب قمح كثيرة ناحت عليه.
نصيف الناصري
*الصورة 1.
"1" عمّان حانة الياسمين خريف السَنة 1998 . من اليسار المرحوم عبد الوهاب البياتي. حسب الشيخ جعفر من اليمين الكاتب علي السوداني. نصيف الناصري. الشاعر هادي الحسيني.
*الصورة 2.
"2" الاستاذ الشاعر الكبير حسب الشيخ جعفر. نصيف. الاستاذ الشاعر الكبير سعدي يوسف. عمَّان صيف السَنَة 1996. كوخ الصفيح.
Comments