يُوقِظُنَا الشِّعْرُ يَحْمِلُنَا إلى فَجْرِ طُفُولَتِنَا يَكتُبُنَا يَنقُلُنَا على جَناحِ الإبحَارِ أشْلاءً أشْلاءً قَبلَهُ كُنَّا يُلَمْلِمُنَا .. نَرانَا نَرْقُصُ معَ الشَّجَرِ العَارِي نَقولُ للشَّمْسِ _ لَطالَما تَكَلَّمتِ ولم نَفهَمْ إشاراتِكِ ألَدَيكِ لُغَةٌ أُخرى ؟ تُوَاجِهِينَنَا بِلِباسٍ دَافِئٍ مِن أينَ لكِ أنْ تَجِيئِي مَغْمُورَةً بِطُفُولةٍ لا شَيخُوخَةَ تَعتَريكِ ولا تَجَاعِيدَ في وَجْهِكِ ؟
وأنتَ أيُّها الشِّعْرُ لِمَ أنتَ مَشغُولٌ بامرَأةٍ بين ضَوئِها وضَوئِها لا ليلَ يَتَمَدَّدُ لا كَوَاكِبَ تُجَارِيها ؟!
خُيِّلَ إليَّ أنِّي أسْمَعُ تَنَهُّدَاتِها أنَّكَ أيُّها الشِّعْرُ _ صَدِيقُها تَغْمِسُ ريشَتَكَ في مِحبَرَتِها تَكتُبُ أنفاسَها التي تَتَهادى على جَسَدِها أمواجَ حَنِينٍ تُلاحِقُها تَرسُمُ أدَقَّ التَّفاصِيلِ
أيُّها الشِّعْرُ أسألُكَ _ لِماذا لا يَحِقُّ لي أنْ أزُورَها ساعةَ أشاءُ أن أبوحَ لها سِرِّي أن أبُثَّها نَجْوَايَ أنْ تَكُونَ عَلاقَتُنَا كتِلكَ التي بَيْنِي وبَيْنَ الرِّيحِ ؟ ***
لِماذَا أُحِسُّ أنَّ الوَقتَ تَوَقَّفَ عندَ قَدَمَيها أنَّهُ يُعَلِّقُ مَشنَقَتِي ولا يزيحُ الكُرسِيَّ ؟ *** لِماذَا كلُّ الأشياءِ تَتَدافَعُ تُصُدُّني ؟ أأنا الوَحِيدُ الذي علَّقَ آمالَهُ على لِقاءٍ مُرجَإٍ ؟ لِمَ لَستُ كالنَّهْرِ لِيَ مَجْرَايَ ولِي أنْ أُهَلِّلَ تَرْحِيبًا بِمَائِي ؟!
أَجُرُّ تَارِيْخِي تَارِيخِي يَجٍرُّنِي لا أرضَ لي ولا سَمَاءَ أرْضَى بِرُؤيَةِ عُشبَةٍ تَشُقُّ الصَّخْرَ لِتُبْصِرَ النُّورَ بِوردَةٍ تَرَكتُها ذاتَ يومٍ في كتابِي بيَدٍ لَوَّحَتْ تُودِّعُنِي
يكادُ يُقتُلُنِي السُّؤالُ أنا الذي ما ذَاقَ طَعْمَ الجَوَابِ خَرَجَ من نَفْسِهِ لِيَعُودَ الى نَفْسِهِ تَخَيَّلَ امرَأةً تَأوي سَريرَها تَغفُو على رائحَةِ الذِّكرَى
للتَّاريخِ أقُولُ _ أينَ حَظِّيَ مِنِّي ؟ أفي هذه الحَياةِ أم في المَوتِ ؟
ثَمَّةَ سٍؤالٌ يُؤرقُنِي _ كيف تُرانِي أُولَدُ ؟ هل لِأبجَدِيَّةٍ أنْ تُجِيبَ وتُعلِّمَنِي ؟
رُبَّمَا _ كُتِبَ عَلَيَّ طِيلَةَ حَيَاتِي أنْ أتَمَرَّنَ على حُبِّهَا ..
لَيلَة ميلاد ميشال سعادة 2018
Comentarios