top of page
Search
Writer's pictureasmourajaat2016

مَـــــرَايــــــَـا مَـسْــفُــوعَـــةٌ قصيدة للشاعر التونسي الأستاذ عبد العزيز الحاجي



١ ) تَــــــغْـــــرِيـــــــبَةُ الـــــــمِــــــرْآةِ : أَثْلَجَتِ الأَيَّامُ وَ لَا شَمْسَ تُذِيبُ جَلِيدَ المِرْآةِ لَكَأَنِّي لَمْ أَغْنَمْ سَاعَةَ صَفْوٍ وَ زَمَانَ لَذَاذَاتِ فَغُرَابِي طَارَ وَ خَلَّفَنِي نَهْبًا لِصَقِيعِ الكَلِمَاتِ حَتَّى بِتُّ غَرِيبًا عَنِّي لَا وَاصِلَ يَنْظُمُ أَشْتَاتِي تَخْذِلُي الضَّحْكَةُ إِذْ تَأْتِي كَنَشِيجٍ مُرِّ العَبَرَاتِ أَمَّا وَجْهِي فَقِنَاعٌ ، سُدًى أَتَقَرَّى فِيهِ قَسَمَاتِي ! مَسْلُوسًا بِتُّ ،فَمَا كَانَ أَمَرَّ وَ أَقْسَى وَحْشَةَ ذَاتِي ! سَارَرْتُ النَّفْسَ أَنِ اعْتَدِلِي يَا نَفْسِي وَ ثِقِي فِي الآتِي لَكِنَّ المِرْآةَ ازْوَرَّتْ عَنِّي وَ أَرَتْنِي خَيْبَاتِي فَإِذَا وَعْلُ صِبَايَ قَصِيًّا يَعْدُو مُخْتَضَّ الخُطُوَاتِ وَ إِذَا مَاضِي صَبَوَاتِي لَاشيْءَ سِوَى فَوْتٍ وَ مَوَاتِ وَ تَدَبَّرْتُ الحَاضِرَ فَتَبَدَّى مُتَّصِلَ الظُّلُمَاتِ تُطْبِقُ لَعْنَتُهُ الجُلَّى عَلَى الأَحْيَاءِ وَ لَا طَوْقَ نَجَاةِ لَا شَمْسَ أَرَى ، فَسَمَائِي تَطْفُو ( دِهْلِيزًا فِي المِرْآةِ ) .

٢ ) مِـــــــرْآةٌ عَــــــــــــطِـــــــــــرَةٌ : مُنْذُ سَبْعٍ عِجَافٍ وَ أَنَا أَفْتَقِدُ امْرَأَتِي .. مُنْذُ سِنِينٍ لَا عَدَّ لَهَا وَ المِرْآةُ تُصَبِّحُنِي وَ تُمَسِّينِي ثَمِلًا بِشَمِيمِ أُنُوثَتِهَا يَفْغَمُ أَرْوِقَةَ البَيْتِ .

٣ ) أَشْــــــبَــــــــاحُ الــــــــــمِـــــــرْآةِ : مُتَوَازِيةٌ ؟ أَمْ مُحَدَّبَةٌ ؟ أَمْ مَرَايَا بَسِيطَةْ ؟ أَوَلِي فِي المَرَايَا سِوَى أَوْجُهٍ هِيَ أَقْنِعَتِي ؟! تَارَةً أَتَعَرَّفُ فِيهَا إِلَيَّ وَ طَوْرًا أَرَى ــ كَمْ أَرَى لِيَ فِيهَا ــ وُجُوهًا لَقِيطَةْ !!!

٤ ) مُـــتْـــحَــــفٌ عَـــــــائِــــــــلِــــــــيٌّ : مِرْآةٌ تَغْفُو فِي بَيْتِ الأَسْلَافْ مَاجِئْتُ أُطَالِعُ وَجْهِي فِيهَا إِلَّا أَلْفَيْتُ وُجُوهًا طَاعِنَةً فِي الوَقْتِ تُحَدِّقُ فِي الظُّلْمَةِ هَلَعًا مِمَّا آلَ إِلَيْهِ مُسُوخُ الأَخْلَافْ .

٥ ) فَــــــــــــــــــأْلٌ : كُلَّ صَبَاحٍ وَ أَنَا أَغْسِلُ نَوْمِي فِي المِرْآةْ تَفْجَؤُنِي صُورَةُ مَنْ أَهْوَى تَبْسَمُ ، فِي دَعَةٍ ، لِي بَيْنَ ذُبَالَاتِ شُمُوعٍ رَاقِصَةٍ وَ طُيُوفِ فَرَاشَاتْ فَأُحَدِّثُنِي : يَا أَنْتَ مُبَارَكَةٌ خُطُوَاتُكَ فَانْهَضْ مِنْ لَيْلِ كَوَابِيسِكَ وَ اسْعَ قَرِيرَ العَيْنَ بِقَسْمِكَ فِي وَضَحِ الشَّمْسِ وَ طِبْ نَفْسًا يَا هَذَا طِبْ وَقْتًا وَ حَيَاةْ !!!

٦ ) الـــــــــــقُـــــــــــــمْـــــــــــقُــــــــــــمُ : هَبْ أَنَّكَ كُنْتَ غَوِيَّ كَرَامَاتٍ وَ نَدَهْتَ أَمَامَ المِرْآةِ أَنِ " افْتَحْ يَا سِمْسِمْ ! " فَارْتَجَّتْ مِرْآتُكَ حَتَّى لَا شَرْخَ يُوَا ئِمُ شَرْخَا وَ اهْتَبَلَتْ عَيْنَيْكَ تَصَاوِيرٌ شَتَّى لِأَحِبَّائِكَ أَحْيَا ءَ وَ مَوْتَى .. فَشَمَمْتَ رَوَائِحَهُمْ ، شِمْتَ سَرَا ئِرَهُمْ وَ رَأَيْتَ عُيُونًا تَرْنُو لَكَ ، أَجْيَادًا تَعْطُو لِيَدَيْكَ وَ تَهْمِسُ : " اُدْخُلْ يَا سِمْسِمْ ! " هَلْ كُنْتَ إِذَنْ تَمْلِكُ مِنْ أَمْرِكَ شَيْئًا حَتَّى تَتَرَاجَعََ أَوْ تَتَقَدَّمْ ؟؟ وَهِيَ المِرْآةُ عَلَى رُوحِكَ قَدْ خَتَمَتْ فِي الحِينِ رِتَاجَ القُمْقُمْ ! *** من كتابي ( شَهقَتْ عَيْنِي فِي المِرْآةِ ) سنة 2016

26 views0 comments

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page