1) غِيابٌ ضاحِكٌ :
رائِقةٌ ضَحْكَتُها - حَتَّى في الصُّورةِ -
وَنابِضَةٌ بالحياةِ وَ بِالأُنوثَةِ...
تَعَطَّفْتُ وَ قَبَّلْتُها ، كَعادَتِي ،
فَتَفَغَّمَتْ في أَنْفي كُلُّ الطُّيوبِ التي خَبَرْتُ
وَ التي لَا عَهْدَ لِي بِها...
2) عِطْرُ الحُبِّ :
مَا كانَ أَغْنَى ( كِيُوبيد) عَنْ عَيْنَيْهِ
إذْ ساعَفَتْهُ إِلى جَنائِنِ القَلْبِ فِراسَةُ الشَّمّْ
فانْبَرى يُنْشِبُ فيها، و لَمْ يَزَلْ ،
أَلْفَ سَهْمٍ
وَ سَهْمْ...
3) بِدائِيَّةٌ :
مِثْلُ سَمَكَتَيْنِ - أَنْتِ وَ أَنا
يَكْفِينا ، طوالَ الوَقْتِ أَنْ يَتَشَمَّمَ واحِدُنا الآخَرَ
وَ لا يَعْنِينا حَتَّى أَنْ نَتَكَلَّمَ ...
... مِثْلُ سَمَكَتَيْنِ يَلَذُّ لَنا في أَطْيَبِ أَوقاتِنا المائِيّةِ
أَنْ نَنْهلَ مِنْ أَنْفاسِ بَعْضِنا بَعْضًا
وَ لَا يَعْنِينا قَطْعًا أَنْ نَتَكَلَّمَ
حَتَّى وَ إِنْ كُنَّا حِينًا نَتَأَوَّهُ ، وَ حِينًا نُغَمْغِمُ...
... مِثْلُ سَمَكَتَيْنِ : كِلانا لَهُ لِسانٌ وَ شَفَتانِ
وَ لَكِنْ ما جَدْوى الكَلامِ إِذِ الأَعْيُنُ باتَتْ
مُفَتَّحَةً في الماء؟!
4) ازْتِهارٌ :
مِلْءَ البَراري زُهورٌ..
مِلْءَ غَدِيرِ الماءِ زُهورٌ..
مَدَى ما امْتَدَّتْ سَماءُ اللَّيْلِ زُهُورٌ...
في العَيْنَيْنِ زُهورٌ
وَزُهورٌ مِلْءَ الخَياشيمِ...
وحْدَهُ القَلْبُ أَجْدَبَ إِلَّا مِنْ ذِكْرى نَرْجِسَةٍ
ما كادَتْ تَقْطِفُني أَطْيابُها حَتَّى تَبَخَّرَتْ
وَ لَمْ أَعُدْ أَدْرِي أَيّ اَرْضٍ أَقَلَّتْها ؟!
أَيّ سَماءٍ بارَكَتْها ؟!
أَيّ غُدْرانٍ وَ جداوِلَ رَوَّتْها ؟!
أَيّ عُيونٍ خَبَّأَتْ عَيْنَيْها عَنْ عَيْنَيَّ
فَلا هِيَ تَراني
وَ لا اَنا أَراها....
5) سُؤالٌ طَيِّبٌ :
عَلَى بَهائِكِ ، أَيَّتُها الزَّهْرَةُ البلاستِيَّةُ ،
لا تَصِلُنِي رِيحُكِ..
قُولِي لِي : كَيْفَ أُحَصِّلُ طِيبَكِ ؟
أَبِعَيْنَيَّ ؟
أَمْ بِأَنامِلِي؟
أَمْ تُرى لِأَرِيجِكِ هَدِيرٌ يَدْوِي مِنَ الأَقاصِي ؟
وَ لَيْسَ لِي إِلَّا أَنْ أُنْعِمَ الإِنْصاتَ بِكَلِّ جَوارِحِي
حَتَّى أَعِيَ عابِرًا مِنْ أَصْدَائِهِ المُتَفَغِّمَة ؟؟؟!!!
٦) عَسِيلٌ :
في كَنَفِ العَطَّارْ
تَصْطَفُّ قَواريرُ العِطْرِ مُخَتَّمَةً
فِي وَجْهِ الزُّوَّارْ...
وَحْدَها مِكْنَسَةُ الطِّيبِ تُهادي الأُنُوفَ
بِأَفْواهٍ مِنْ رُضابِ الفَراشِ
وَ شَهْدِ النَّحْلَةِ في رُوحِ الأَزْهارْ....
7) وَرْدَةُ ( رِيلكَةَ) :
مُسْتَرْوِحًا غَيْمَةَ عِطْرٍ هَفْهافَةً
فِي وَرْدَةٍ قَرَّبَتْها الأنامِلُ مِنْ أَنْفِهِ ذاتَ صَباحٍ ،
أَنَّى لَهُ أَنْ يَحْزِرَ، قَيْدَ أَنْمُلَةٍ مِنْهُ،
تِلْكَ الرِّيحَةَ السَّرْمَدِيَّةَ التي لَمَّا تَزَلْ
تَتَرَبَّصُ بِأَنْفاسِهِ
حَتَّى اَوْقَعَتْهُ حَتْفَ اَنْفِهِ...
8) شَبُّ اللَّيْلِ :
فِي لِمَّتِي صارَ لِلْوَقْتِ رائِحَةُ الكافُور...
طُوبَى لِزَهْرَةِ اللَّيْلِ لا تَنِي تُعَلِّلُ روحِي
بِنَفْحَةِ الخُلود !!!
9) العَيِيُّ :
ما انا أَعْمى
كَلَّا وَ ما بي صَمَمٌ
وَ ما عَدِمْتُ الشًّمَّ وَ اللَّمْسَ يَوْمًا...
مَعَ ذلكَ ، كَمْ زَهْرَةٍ ضَحِكَتْ لِي فَلَمْ أَتَعَرَّفْ إِلَيْها
وَ لَا اَنا سَمَّيْتُها ، إِذْ شَمَمْتُها !
وَكَمْ طَيْرٍ أَهْدانِي أُغْنِيَةً
لِيُهَنِّدَ بِسَمْعِي وَ الجَوارِحِ
فَلَمْ أَزَلْ أَتَخَبَّطُ ، مَغْلولًا ، في خَرَسِي
بَيْنَما طائِرِي يُرَفْرِفُ عالِيًا في فَضاءِ النِّسْيانْ
حَتَّى لا ذِكْرى مِمَّا بَلَوْتُ، اَنا المَحْنونَ
إِلَّا ما باتَ يُعْيينِي
وَ يُعْيي لِسانِي.....
.......... من كتابي ( روحي مُعطَّرةٌ بِأنفاسي) سنة 2017
Comments