بوح جميل ومؤلم أحيانا في تجربة الحياة
والشعر السياسة والنقابة والتربية
................
إن ما يجري الآن في البرلمان ليس جديدا رغم ما سمعناه من كلام بذيء وما شاهدنا من عنف وما تابعنا من سلوك مشين وما ظهر من مؤامرات تحاك في الخفاء وما انفضح من أوامر تصدر في الخارج.. وما نسمعه عن الرشاوي لتمرير القوانين لصالح الفاسدين والناهبين وباعة الوطن وربما حتى المطبعين مع الصهيونية..
انه ليس جديدا لا في مظاهره التي عشناها .. بل في عمقه ومخاطره على البلاد وعلى العباد.. فمنذ بدايات الثورة في المجلس التأسيسي رأينا وسمعنا ما يندى له الجبين..
ولو كنتم معنا في أول مجلس من مجالس ابن خلدون للثقافة في الدار المغربية ابن خلدون يوم الأربعاء الماضي تحت إشراف الشاعر سوف عبيد لاندهشتم لما كان يحدث داخل المجلس التأسيسي ولعرفتم أن البلاد منذ عشر سنوات لا تحيا طبيعيا.. إنما تعيش على كومة من القضايا والأزمات..والمفاسد اقلها تواصل النهب والتغطية على الناهبين..... والمجلس التاسيس ثم البرلمان الأول.. واليوم في البرلمان الثاني لا نشهد حلا للمشاكل.. إنما هو عمل متواصل لاقتسام الغنيمة وافساد إستحقاقات الثورة وبث ثقافة الفساد وتبييض الفاسدين وإيجاد الف طريقة والف قانون ليفلت من دمر البلاد واستبد بالعباد من العقاب...
لقد كانت الحصة الأولى في هذا المجلس الجديد في دار الثقافة ابن خلدون مع الشاعر مراد العمدوني.. وهو نقابي وسياسي واستاذ فلسفة .. و كان عضوا في المجلس التأسيسي المنتخب إثر الثورة.. وقد مثل التيار الشعبي مع الحاج محمد البراهمي الذي اغتالته ايدي الغدر والخيانة والفساد لإنهاء الروح العربية داخل المجلس التاسيسي ومنع الفكر العروبي من التسرب في القرارات والقوانين و في السياسات الممكنة إثر ثورة دموية وفي مجلس يخطط لبناء الدولة من جديد وكتابة دستورها..
وقد تم بعث هذا المجلس الثقافي في دار الثقافة ابن خلدون بفضل ما تشهده هذه الدار من متغيرات إثر تعيين الشاعر فريد السعيداني على رأس إدارتها قبل مدة قصيرة بعد أن أثبت جدارته في التيسير والتنشيط في المركز الثقافي السليمانية في المدينة العتيقة.. وقد توطدت علاقته الأدبية والثقافية والاخوة مع الشاهر سوف عبيد النشيط في السليمانية من خلال البرمجة الني يعدها وينشطها داخل جمعية ابن عرفة العريقة التي تتخذ من هذا المركز الثقافي مقرا لها مثلها مثل العديد من الجمعيات التي تجد ملجأ لها هناك.. وقد كان فريد السعيداني افضل من يقدم لها يد المساعدة وتوفير ما يلزم في حدود الممكن النجاح الأنشطة التي حضرت بعضها وتمتعت بها..
اذن انتقل الشاعر سوف عبيد الي التنشيط الثقافي في دار الثقافة ابن خلدون سندا للمدير الجديد.. ومن المؤكد أن هذا المجلس الثقافي التي انطلق سيمون له شان مهم.. ويتعود الحياة الثقافية الي بعض ما نأمله منها رغم عدوى الكورونا... وفي حدود الممكن في هذه الظروف الصعبة.. لتحيا الثقافة اذن.. ولنتمتع بالحياة الثقافية رغم هذه الضغوطات المسلطة علينا والمصائب التي تمر بنا ورغم هذه المصائب التي تنزل على رؤوسنا كل حين .
...............
كانت الجلسة الأولى اذن مع مراد العمدوني الشاعر والسياسي والمربي والنقابي.. وهي جلسة ممتعة.. حضرها عدد قليل من اهل الثقافة من الوجوه المعروفة مثل الكاتبة الروائية مسعودة ابو بكر وزوجها عبد العزيز بن عبد الله الشاعرة سونيا عبد اللطيف. و الشاعرة سلوى الرابحي والشاعر والنقابي ابو بكر العموري.. والسيد أحمد جليد صديق المثقفين والكتاب بصفته مسؤول سابقا عن الدوريات من جرائد ومجلات في دار الكتب الوطنية...والفنان سمير البياتي وهو العراقي التونسي.. والشاعر الفنان محمد الڨماطي والشاعر الهادي المرابط والشاعر الهادي جابالله.. و الشاعرة الشابة اسمهان الماجري...
وفي البدء تم استعراض ترجمة سريعة لحياة الشاعر مراد العمدوني شفاهيا.. ومن خلال فيديو أعده الفريق التقني لدار الثقافة ابن خلدون أعطي فكرة طيبة عن الضيف من خلال الصور التذكارية.. لمسيرته التي يمكن أن نتعرف عليها بالدخول الي غوغل وتسجيل إسمه...لكن الطريف أن سوف عبيد قدم نبذة من حياة الشاعر مراد العمدوني منشورة في مواقع إسرائيلية إهتمت به إثر انتخابه عضوا بالمجلس التاسيسي..وإسرائيل طبعا لا تفلت أحدا للاستعداد لكل الطوارئ والردود من خلال الوجوه الجديدة التي تظهر في اي شبر من البلاد العربية خاصة وكل بلاد العالم طبعا فقد ذكرت أنه شاعر ونقابي يناضل منذ صغره في صفوف الشباب الناصري.. وهو في البرلمان التونسي ممثلا للتيار الشعبي.. المنتمي الي الفكر الناصري.. وأن التركيز على هذا الانتماء إنما إشارة خفية الى أنه عدو ممكن لإسرائيل.. ولا بد من الحذر منه.. علينا اذن أن نتذكر اغتيال محمد الإبراهيمي لا بمعنى أن إسرائيل هي الفاعلة بل لأن لها بعض من هو مستعد لخدمتها..
وقد تحدث مراد العمدوني في ما هو بوح جميل مؤثر وفاعل عن نشاته مشيرا إلى أنه ولد وترعرع في حي شعبي فقير جدا في صفاقس.. والفقر جعل هذا الحي مسجل خطر. لما عشش فيه من مشاكل ومصائب ومآس الي حد الفساد الكبير والجرائم من كل الأنواع ومنها توزيع المخدرات والبراكاجات.. وغير ذلك أخطر.. و مع ذلك فإنه أفلت من هذه الأجواء وتمكن من النجاح.. وكان اول شخص ينال البكالوريا في هذا الحي الذي أصبح في السنوات الأخيرة تطورا.. وله أبناء في الإنتاج الاقتصادي وفي الإدارة وفي الطب والهندسة والجامعة.. سائر العلوم. وتحدث عن مشاركته الأولى في المهرجان الوطني للادباء الناشئين بالزهور في تونس العاصمة في نهايات الثمانينات من القرن الماضي .. ذاكرا أن هذه المشاركة سجلت خروجه من صفاقس لأول مرة في حياته.. وما كان له أن يشارك لو لم يكن مدير معهده مقتنعا بضرورة مشاركته ليفتح له افاقا جديدة للإبداع والتطور فيه فايتدعي والده واقنعه للسماح لابنه بالسفر الي تونس العاصمة.. وقص علينا بعض الطرائف من هذه المشاركة إذ أن المدير لما دعا والده الى مكتبه لاقناعه فهم والده أنه قام بعمل مشين في المعهد فقبل أن يكلمه المدير ارتمى على مراد وضربه مباشرة بعنف لكن المدير اوقفه.. مشيرا له أن دعوته لصالح ابنه وليست ضده... وتمكن من إقناعه بضرورة المشاركة في مهرجان ثقافي أدبي.....
وكان هذا المهرجان هو الافق الأولى التي فتحت أفقه على عالم الثقافة والأدب ومع الايام تطورت تجربته لكنه فتح أبوابها أخرى على السياسة.. و النضال من أجل الحق والعدل.. والانتماء الي بعض الحركات المعارضة وعاش في ذلك تنقلات بين المنظمات.. والاحزاب والانتماءات وفق رؤيته للحياة والتطورات التي تحدث فيها.. لكن كل هذه التجربة والانتماءات ليست متناقضة وليس فيها حسابات معينة.. فهي متقازبة في الرؤية إنما تختلف التجربة فقط أضف الي ذلك تجربته مع النقابة إذ أصبح لا يفارق النقابيين في المدينة واكتساب ثقتهم.. قبل ام ينال تابتكالوريا.. كما أنه أصبح لا يفارق دار الثقافة.. ويحضر كل الندوات وتعرف على الشخصيات الثقافية والأدبية في الجهة مع تعرفه على آخرين في المهرجانات التي ظهرت في البلاد... وتمتنت علاقاته جيدا. لكنه لما حصل على الباكالوريا قرر أن يختار كلية الآداب بالقيروان والتسجيل في شعبة الفلسفة التي احبها وتفتح عليها من خلال مشاركاته في الندوات وجلساته مع المثقفين ومن خلال تاثرة ببعض الأساتذة في الفلسفة من جهة صفاقس.. وقراره الإلتحاق بالقيروان هي رغبته لتغيير الأجواء وتنوعها حتى لا يكون دوما قريبا من الأساتذة الذين تعرف عليهم في دار الثقافة والنقابات. فقد لا يكون ذلك جيدا اذا ما تواصل معهم في الجامعة وهو طالب في دروس أساتذة اصدقاؤه أساسا... وفي القيروان تفتح على تجارب أخرى وتعرف على وجوه أخرى محمد الغزي والمنصف الوهايبي والبشر القهواجي.. والسيد العلاني.. وغيرهم كثير فضلا عن أساتذة آخرين في كلية الآداب عموما وشعبة الفلسفة خاصة....
كل ذلك جعل من مراد شاعرا مهما.. ومثقفا جيدا شريكا في الحياة العامة.. وصدقا في تفاعله مع المجتمع وناقدا للسلطة لا لصيقا بها وفاعلا لا قابلا للركوع للآخرين.. و تجربته المتنوعة في الحياة أعطته زخما خاصا لشعره وافقا ادبيا شاهقة مع الصدق والاخلاص في الكلمة وفي الموقف.. لكن ذلك لم يكن بلا ثمن... وكثيرا ما كان الثمن غاليا.. وان اغتيال محمد الإبراهيمي لم يكن مسألة منعزلة بل كان يمكن أن يكون هو الأول وربما يكون هو الثاني في تلك الاثناد والظروف.. فالصدق للوطن له ثمن.. وقد دفعه من جهوده.. ولكن ايضا استفاد من كل ذلك فأصبحت تجربته الشعرية والأدبية عميقة.. وجميلة ومتميزة.
وان الاستماع إلى تجربة مراد العمدوني في المجلس
التأسيسي تكشف لك حقيقة السياسة القذرة والساسيين الفاسدين.. و الأصابع المندسة في تلافيف البرلمان.. والأموال التي يتلاعب بها هؤلاء واولئك.. والرشاوي والوعود بالمناصب.. المهم ان لا تكون انت.. والمهم أن تبيع ضميرك.. وان تشترك في قتل الثورة والحلم.. وتعمل على انهاذَء الحرية والديمقراطية او التلاعب بها حتى لا تكون حقيقية فاعلة وايجابية
انها تجربة مهمة وان كانت مريرة وأحيانا مرعبة لكنه لم يندم أن كان في الهضم وفي المخاطر.. وهو سعيد ان كان شريكا في كتابة الدستور... والاسهام في البناء الجديد رغم الضغوطات والمتاعب الجمعة التي تمر بها البلاد الي الآن بل المشاكل تعقدت..
وفي نهاية الجلسة قرأ علينا بعض شعره من قديمه وجديده..
شكرا له ولكل من كان وراء هذه المجلس الثقافي الجديد...
.............
مراد العمدوني كما قدمه سوف عبيد اعتمادا على ويكيبيديا
********** مجلس اِبن خلدون الثقافي *********
مرحبا بالشاعر مراد العمدوني ضيفًا في مجلس ابن خلدون الثقافي يوم الأربعاء 2 ديسمبر 2020 الساعة الثانية بعد الزوال للحوار معه حول مسيرته الشعرية والثقافية والتربوية والنقابية والسياسية
عن ويكيبيديا :
زاول مراد العمدوني دراسته الثانوية بالمدرسة الإعدادية بحي الحبيب ثم المعهد الثانوي الهادي شاكر في مدينة صفاقس.
التحق بكلية الآداب بالقيروان و تحصل على الأستاذية في الفلسفة.
أستاذ فلسفة أول التحق بالتدريس بمعهد محمد علي العنابي برأس الجبل بنزرت في جانفي 1995 ثم انتقل إلى معهد ابن سينا منزل بورقيبة بنزرت في سبتمبر 1996.
التحق بالعمل النقابي منذ التحاقه بالتدريس وتحمل مسؤليات نقابية داخل اطار التنسيقية الجهوية للشباب العامل ببنزرت وهو عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بمنزل بورقيبة لدورات متتالية إلى حين التحاقه بالمجلس التاسيسي.
عضو لجنة التحكيم للمهرجان العالمي لفيلم الهواة بقليبية.
مؤسس عدة نوادي و صالونات أدبية داخل وخارج تونس.
عضو مؤسس لدار النشر و التوزيع إنانا و رئيسها و مؤسس موقعها.
مؤسس منتدى إنانا الأدبي و مجلة إنانا الإلكترونية.
عضو الهيئة المديرة السابق لإتحاد الكتاب التونسيين.
رئيس تحرير سابق لمجلة المسار.
عضو حركة الشعر في الشيلي.
عضو اتحاد الأدباء العرب.
كتبت عن نصوصه الابداعية العديد من الدراسات النقدية.
تمت ترجمة أشعاره لعدة لغات = الإنقليزية - الفرنسية - الروسية - الألمانية - الإيطالية - البولونية.
درّست نصوصه في جامعة بغداد وجامعات جزائرية.
أنجزت حول تجربته الشعرية العديد من الاطروحات الجامعية.
غادر حركة الشعب و استقال منها رفقة محمد براهمي و عدد من القيادات و أسسوا التيار الشعبي تونس بتاريخ 07 جويلية 2013.
المشاركة في المجلس التأسيسي
تم انتخابه في انتخابات المجلس التأسيسي في 23.11.2012 رفقة محمد براهمي كممثلين عن التيار الشعبي تونس.
عضو اللجنة التأسيسية للحقوق و الحريات و اللجنة التشريعية لشؤون التربية داخل المجلس التأسيسي].
دافع بقوة عن خيارات الجبهة الشعبية الاقتصادية والاجتماعية وفرض التخلي عن العديد الفصول التي تستهدف الحريات العامة والفردية.
صاحب مقترح الفصل 27 الشهير الخاص بتجريم التطبيع.
قام باعتصام داخل مقر رئاسة الحكومة ادى إلى حل مشكل المضربين عن الطعام من قدماء الاتحاد العام لطلبة تونس.
اعتصم لمدة 6 ايام بالمجلس الوطني التاسيسي ونجح في فرض التسريع في مناقشة قانون مكافحة الإرهاب ومنع غسيل الاموال وعرضه على الجلسة العامة.
المشاركة في الإنتخابات التشريعية 2014]
النائب مراد العمدوني يترأس قائمة الجبهة ببنزرت
تقديم مراد العمدوني لترشيح قائمة الجبهة ببنزرت
ترأس النائب مراد العمدون قائمة الجبهة الشعبية ببنزرت كممثل عن حزب التيار الشعبي.
قدم مراد العمدوني ترشح قائمته يوم الجمعة 29 08 2014 بمقر الهيئة الفرعية ببنزرت.شعار قائمات الجبهة هو الرسالة.
قدم التيار الشعبي ترشحاته ضمن قائمات الجبهة الشعبية.
جوائز
حاز على :
جناز البحر تحصلت على جائزة مفدي زكريا المغاربية للشعر – الجزائر 1999.
لقب شاعر 2008 عن تجمع شعراء بلا حدود.
العديد من الجوائز الوطنية
مؤلفات
أوهام الطين عن الأطلسية للنشر 1998.
جناز البحر تحصلت على جائزة مفدي زكريا المغاربية للشعر – الجزائر 1999.
فاكهة الصلصال 2006.
رعاة الريح 2009.
مراتيج باب البحر 2009.
كتاب الانفلاتات ( بالاشتراك )2008.
قطاف ريح مخفية( اصدار الكتروني / بالاشتراك ) 2008.
سيرة قمر يختبئ في قصيدة (كتاب الكتروني) 2008....
Comentarios