
وتسألني: لماذا اليأس يملكني؟ لماذا الشعلة انطفأت بأحداقي؟ وأطبق ليلها في عمق أعماقي... فغرّبني وفي صِقع رهيب الفقر طوّحني وقصّ ورائي الأسباب وأبعدني... عن الأنساب والأحباب وفي لج من الأزمات أغرقني أجيبك: كنتُ مغرورا: أصدّق كل ما يلقى على سمعي... من التخريف والهذيان والكذب فلي من غفلتي حصن يحصّنني ويحميني من الرِّيَب وكنت كسائر البسطاء من قومي: جميل القول يسعدني ويسبيني ويأسرني كذلك كنت مرتاحا... إلى أن جاء يوقظني... نذير الصحوة القاسي ويصدمني فكانت صدمتي: أني رأيت دمامة الإنسان... إذ سقطت عن الوجه الدميم براقع الدّجل وكانت صحوتي: أني رأيت الجبهة الشمّاء ساجدة على الوحل وكانت خيبتي: أني رأيت الروضة الفيحاء تصبح منبتا للثوم والبصل وكانت غصّتي جرحا يعذبني ويفرغني وزلزالا لرأس الطّود يرفعني وعند السفح يطرحني أتدري الآن يا من جاء يسألني: لماذا اليأس يملكني؟ .....
Comments