لم نحتس مرة قهوتنا للمساء..
الا في حيوات اخرى..
فالتة الامداء..
كنا نلتقي كل يوم بعد العمل..
تاخذ كرسيك اولا..
وتجلس ،
لم تكن تبالي كثيرا بالاتيكيت.. وكنت عطشى...
انتظر قدوم النادل...
بذراع خلف ظهره،
واخرى تحت الطبق
كان يقدم لي فنجانا عن اخبار البلد..
اشربه دفعة واحدة
وارسم على وجهي ملامح من شرب للتو حوامض.
.فتضحك كثيرا...
"ما أجمل ربك يا امرأة"..
*******
كنت مصابا بمتلازمة الجمال.
.وكنت يتيمة في وطن ثنائي القطب..
حين هممت بالفنجان الثاني سارع النادل اليساري إلى مسح قطرة سالت من قهوتي ..
وفي مهب أنفاسه شممت راءحة الفستق والبرتقال.
.وشممت "عرق الداد"..
ترك كلها على الطاولة وهرول الى مطبخه..
،"ما أجمل ربك ايها الكادح"..قلت.
********
كنت داءما تحب الله وتشرب انخابه..
وكنت تصنع نبيذك من رغاءب الغاب المتوحش..
وكان التراب المبلل عطرك..
وما ينشده المريدون بوحك..
وكان غبار الطريق سمرتك..
وكان صوت الهرمونيكا كلك..
وكنت كل الهوس في وطن ثنائي القطب..
********
على ذاك الكرسي...في ذاك المقهى..
في الحيوات الهلامية ذاتها.. دندنت اغنية من "طرابلس "عن سلام القلب قبل سلام اليد..
واسترقت قطرة طريقها إلى النهر..
كم كانت تشبه الدمع..
وكم اربكت حرارتها جفون الليل..
Comments