لـــولا المنـــى *ىشعر : محمد الصالح الغريسي

القلب أدمى جــــرحــه السَّقَـــــــمُ

حتّى بكى من نزفــــــــه الْأَلَـــــمُ

قـــــد كان قبل اليـــوم في رغَــدٍ

و عليه من بـُــْردِ الرّضا نِعَــــــمُ

غضّـــا كعصفـــور على فَنَــــــنٍ

يهتـــــزّ إن ما مسّـــه نغـــــــــــم

فيطير من همس "الصَّبا" طــربا

و مع "النّـــوى" يصفو و ينسجمُ

و اليـــوم من فــرط الأسى لبست

لــــونَ السّــــواد البيــدُ و الْأكَـــمُ

و بكت طــيور الأيــــك ناحبــــة

و بكت بحار الأرض و الْعلَـــــمُ

ماذا الّــــذي يجـــــري بعالمنــــا

كـــــلّ يريـــد المــــــــال يغتنــمُ

كلّ يــــدوس الأرض في صلف

مشيــــا على الأجســـــاد يبتسـمُ

يزهو بما قد نال من عـرض الدّ

دنيــــا و جــــاه ليــس يَنْصَــرِمُ

لبست وحــــوش الأرض أقنعـة

و مشــــت فلا ذئب و لا غَنَــــمُ

قد غاب نور الحـــقّ في غَبـــشٍ

مـــن ذا بحبـــل الحــــقّ يعتصمُ

انظـــر إلى الأوطــان ما لـــبثت

أن هـــــزّها الإعصـــار و الظُّـمُ

كـــلّ ينادي في العـــدى مــــددا

يذكي أوار الحـــــــرب يختصـمُ

حتّى غــــدت أوطاننــــا مِــــزَقٌا

ينهــــــــار فيها الدّيـــــن و القِيَمُ

سوق بها الأعراض قد طُــرحت

للبيــــع بخســـا، ليتهـــم فهمُـــوا

أنّ الكــرامة ما لهــــــا ثمـــــــن

حتّى و إن أضنـــــــــاهم العــدم

القــــــــدس قد أمـست بغفلتنــــا

بمعـــــاول الأشــــــرار تَنهـــدِمُ

و بكت لجــــرح الشّـــام أعيننــا

دمعـــا ففــــاض من الفــرات دمُ

في العـــدّ قد كثـــرت مصائبنــا

حتّى بكى من هـــــولها الصّنــمُ

سيظــلّ رغم الهـول من زمـــنٍ

نبضُ المنــى في القلــب ينتظــمُ

قلبـي أنا هــــذا .. و أعرفـــــــه

لـــــولا المنــــى لاغتالـه العَــدَمُ

16/10/2015