لا أحد
أنيخ قدّام زهر الرّيح أعضائي
المفتونة بشدو الجراح
في تخوم الصّقيع
لا أحد يا صاحبي
أسرجْ حروفك
و مدّ يدك لكاسي
على كفّها تتطاير شبابيك جنوني
أسرجْ حروفك
قامة الليل تقترب
و القرطاس يفرّ من تحت خمري
أسرجْ حروفك
هو الطّريق يمشي مكلوما حذوك
ما اسم نواح الوقت حين تشرد العبارة ؟؟
غبار يستقيم في لجّ المتاهة ؟
طفل ندى مجهوض الحلم ؟
قمر مشروخ يدوس ظلّه ؟
حذائي الذي ملّ أسفاري ؟
حبيبتي التي دوما تنتظرني ؟
شرطة المكان؟
ما اسم هذا النّواح
قلْ لي ؟
عصفورة الشهوة تعاضد مفاتن الرّحيل ..
ولا مرابض الأقحوان تنصب خيامها على مدافن الورق العليل
تشرئبّ مكامن الحبر المصلوب
على أوتاد فخّار الكلام المخبول
إلى فخاخ عجين الألق
و لا أحد يراقص مفازات الانتشار على قارعة الحنين
لا أحدْ
وحدي أمام وحدي أقدّ مناديل الغياب
أطرّز على هامتها شروخ الرّحيل في جحور الرّمل القلق
و أفاتحها بالضّياع في غور بلد لي
هو ذا كتاب الجسد ينشر مداده على صفحة الذّاكرة المطعونة
هو ذا كتاب الجسد يمدّ شذى سرّه في برك الدّماء المقصوفة
هو ذا كتاب الجسد بفتح صدره شبّاكا لعبور أفراس الرّيح
هو ذا أنـــــــــا منعوت بركوب طين الحكايا المجذوبة
هو ذا أنـــــــــا تسربلني الحروف المغموسة في فواصل التّيه
أرتّب فى فلوات الغيم حتفي كما أشتهي
و أبارك بصمتي الغارق في وحل غربتي
مرور الـــشّهيد
الطّــاعنة في حبّ جمر البلاد
تترك قرب جلدتها باقة من برَد ليستفيق دمي القديم
...............
مستحيل هذا الصّباح
زفرات الطّين تمدّ لهيبها الثلجيّ في تجاويف الرّيح
لك الآن أن تترك صداك في خراب الدّقائق
و تسيل رمّانا عاقرا على خدود الفاجعة
لك الآن أن تضرب في فلوات الرّوح القلقة
و تتوشّح بلحاف ماء الرّحيل
لك الآن أن تخرجني منّي
فقرميد غيم الصّقيع يربض على حافة كلامي
لك الآن تعبي
خذه و علّقني به على هامة خمر البارحة
و لا تنهر طقوس الهذيان من السّكون قليلا
جنب هطول مطر العابرين
إلى أبراج طير فقد ريشه
و لا تنسج خيامك قرب أوتار صفير السّفر في أعضاء الغربة
و لا تحضن وسادة حشوها آلامي
و لا تحشر زهري
في غياهب شوك المّارين
إلى حتفي الأوّل
تزورني البلاد بزيّها الموشّح بالغبار و دمع أمّي
تناولني جنوني و ترمي بي إلى غياهب السّجون
رفيقي يمرق من بين قضبان عزلتي
يهديني فرع صبّار و بالأرض خيرا يوصيني ...
رياض الشرايطي
Comments